facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




التضليل الأعلامي - مدرسة غربية


د.حسام العتوم
05-04-2022 10:04 AM

الحدث الأوكراني ، و اقصد ) الحرب وسط أوكرانيا ، بمعنى العملية العسكرية الروسية الخاصة التي انطلقت بتاريخ 24 شباط المنصرم من هذا العام 2022 )محتاج للحقيقة فقط ، و لما وراء الحقيقة بطريقة إستقصائية صحفية و إعلامية تكشف المستور للرأي العام خاصة الواقع منه تحت التضليل الاعلامي الذي تقوده المدرسة الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بوضوح ،و بهدف تحقيق نجاحات سريعة في مجال الحرب الباردة و سباق التسلح ، المنطلقة من جانبهم الغربي المشترك نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 ، رغم إشتراك أمريكا الى جانب الخندق السوفيتي وقتها من أجل دحر النازية الهتلرية ، وهنا انا اتحدث بموضوعية يفتقر الغرب لإنتاج مثلها عندما يقترب من أزمات العالم الساخنة ، فما بالكم الدموية الأوكرانية التي بدأ حتى العرب يقتربون من أطرافها الأساسية لفهم مضمونها ، ومخارجها و حلولها تبقى بيد من يحمل مفاتيحا مثل و( اشنطن ) قبل " كييف " ، و موسكو بطبيعة الحال التي أعلنت عن حملتها العسكرية المستمرة أكثر من شهر مضى كخطوة دفاعية حفاظا على سيادتها و أمنها القومي ، وهي ليست هجومية أو إحتلالية كما يشاع إعلاميا ، و ستبقى نظيفة لا تستهدف المدنيين الأوكران أشقاء الروس في اطار العائلة السلافية الواحدة ، و كذلك السوفيتية عبر تاريخ مجاعة ثلاثينيات و اربعينيات القرن الماضي ، و النصر الكاسح على أودولف هتلر .

ليست روسيا الأتحادية هي من حركت الجمر من تحت الرمال الأوكرانية في ميادينها ، و انقلابها عام 2014 ، و إنما أمريكا و جهازها اللوجستي و أجهزة الغرب المماثلة بالتعاون مع الغرب السياسي الذي يعمل برأسين ( أمريكي و بريطاني ) ، و موسكو هي من دعت لحوار " اتفاقية مينسك عام 2015 " التي تسمى بجلسات " النورمندي " بمشاركة بيلاروسيا ، و المانيا ، و فرنسا ، و أمريكا " و اشنطن " وأفشلت الأتفاقية عبر هاتفها الساخن مع " كييف – زيلينسكي " ، و انسجام أمريكي – بريطاني و اضح مع النخبة السياسية الأوكرانية الجديدة المحسوبة على التيار " البنديري " القادمة جذوره من أتون الجناح الهتلري في الحرب العالمية الثانية سابقة الذكر هنا ، و الهدف ليس إنقاذ أوكرانيا و المحافظة على استقلالها ، وإنما الحفر تحت رمالها بقصد الأنقضاض مبكرا وقتها على سيادة الدولة الروسية ، و النخر وسطها ، عبر مشاريع سرية اكتشفتها الاستخبارات الروسية ، و هو ما أكده للأعلام مديرها سيرجي ناريشكين ، و في مقدمتها الشروع بإنتاج قنبلة نووية مجاورة لحدود روسيا الجنوبية ، و التجهز لضم شبه جزيرة القرم جنوبا ، و إقليمي ( الدونباس و لوغانسك ) شرقا بقوة السلاح بعد وهم الأنضمام السرابي لحلف ( الناتو ) العسكري المعادي لروسيا ، و الاستمرار في رفض الحوار المباشر مع موسكو بدايات عهد النظام السياسي الأوكراني بقيادة الرئيس فلاديمير زيلينسكي – الفنان الكوميدي المعروف ، و عبر اضاعة فرصة تنفيذ اتفاقية " مينسك " في زمن سلفه الرئيس بيترو باراشينكا ، و الذهاب للتحالف مع فصائل " بانديرا " ، و " أزوف " العنصرية المتطرفة ، و التي تصفهما موسكو بالنازية .

وهو الذي حصل على الأرض عندما و اصلت " كييف " وسط غرب أوكرانيا بالتغلغل في شرق أوكرانيا خاصة في منطقة مدينة " ماريوبل " ، و العمل على مدار ثماني سنوات متواصلة على قصف سكانها الأوكران في " الدونباس و لوغانسك " ، و جلهم من الروس و الناطقين باللغة الروسية و بحجم يصل الى أربعة ملايين نسمة ، الأمر الذي دفع بالإقليمين أعلاه هنا لطلب النجدة من موسكو ، و الأعتراف بهما مستقلين و على شكل حكم ذاتي في سياج الدولة الأوكرانية ، و توقيع معاهدة دفاع مشتركة معها ، وما كان من روسيا - بوتين و بعد التشاور مع كبار قادة روسيا الا اعلان الفزعة عبر عملية عسكرية خاصة تبدأ و تنتهي على شطل حملة سلام عندما تحق أهدافها العسكرية عبر حرب استهدفت و لازالت المواقع العسكرية المؤذية لروسيا ، و المستهدفة لإستقلالها ، و بواسطة ملاحقة فصائل " أزوف " و البنديرية كذلك المعتدية على شرق أوكرانيا ليس فقط الموالي لروسيا ، و المحادد لها ، و انما المتداخل معها ديموغرافيا ، و واصلت موسكو حملة تنظيفها لأوكرانيا من التطرف و العنصرية و النازية و بالتعاون مع القوة الشيشانية التابعة لها ، وهي المعروفة بتفوقها عالميا في مجال القوات الخاصة ، و صولاتها في " ماريوبل " و محاصرتها لمصنع الحديد الذي إختبأت فيه فصائل " أزوف " مشهود لجهدها هناك .

ولقد ركز الاعلام الغربي ، و القى بظلاله حتى على الأعلام العربي ، و شخصيا اقتربت مني قنوات فضائية عديدة كنت التقيها منتصف الليالي ، جامعة لإشاعات الغرب الصفراء مثل ( شروع روسيا لإستخدام السلاح الكيميائي ضد المواطنين الأوكران ، و هي اشاعات سبق لنا نحن العرب أن سمعنا بمثلها في الحرب السورية منذ عام 2015 بهدف استهداف روسيا هناك ، و حادثة مطار " الشعيرات " العسكري شاهدة عيان . وتم وصف العملية الروسية العسكرية هذه من قبلهم على أنها احتلال لأوكرانيا ، و للعاصمة " كييف " ، و ذهبت تقارير " البنتاغون " تتحدث عن عدم مقدرة الجيش الروسي التقدم بإتجاه ( كييف) ، و هو كذب و هراء ، و لو كان هدف روسيا احتلال غرب أوكرانيا و عاصمته لحققت ذلك بنفس اليوم الذي دخلت فيه الى هناك ، ومن دون مبالغة ، فأنها تمتلك اليوم جيشا و بحرية و قوة نار فوق نووية تعادل ما يملكه حلف ( الناتو ) الغربي – الأمريكي مجتمعا ، إن لم تتفوق عليه ، و لدى روسيا حرص على إنتاج اسلحة جديدة متطورة كل عشر سنوات مثل " صواريخ كنجال و اس 500 ، و إسكندر ، و إس من 18 الى 27" . و تبين بأن مستشفى " ماريوبل " كانت عناصر فصائل" أزوف " تختبيء بداخله ، ولم يكن يحتوي على نساء في مرحلة الولادة كما أشاع الغرب . و تحريك الغرب لموضوع " الحظر الجوي " المحتمل فوق غرب أوكرانيا كان الهدف منه استفزاز روسيا ، لكنهم لم يعرفوا بمعرفتها بالقانون الدولي الذي تتمسك به بقوة ، و تعارض بالمقابل حضور و عمل القطب الواحد الراغب بالسيطرة على أركان العالم ، و هو الذي لا يعترف بحقوق الدول العظمى الأخرى مثل روسيا الأتحادية و يحرض العالم ضدها في زمن تعدد أقطاب العالم الذي تقوده روسيا نفسها .

و الغريب في الموضوع الأوكراني هو أن أمريكا بإسم الغرب التفت على الرئيس زيلينسكي ، و اقنعته بأن يبتعد عن الا تصال بموسكو بداية ، و أوهمته بدخول بلاده حلف " الناتو " ، و بإنتاج قنبلة " نووية " ، و بضرورة إعادة " القرم " لأسباب إستراتيجية عسكرية تخصها بوجود الأسطول الروسي النووي العملاق ، وإعادة إقليمي " الدونباس و لوغانسك " بقوة السلاح الغربي " ثم دفعته للمطالبة بالحوار المباشر " و وجهته لطلب الفزعة من يهود العالم ، و كذلك التزود بالسلاح ، و زودته بالسلاح و المال فعلا و بحجم ( 6) مليارات دولار ، و الهدف الدقيق لديها هو اضعاف روسيا ، و إثارة شعوب روسيا على نظامها السياسي برئاسة بوتين ، و عبر توجيه مزيد من العقوبات الإقتصادية الصارمة التي واجهتها روسيا بسياسة الإعتماد على الذات ، و بالطلب من الدول غير الصديقة ( الغربية ) و حسب حاجتهم شراء صادرات روسيا من المصادر الطبيعية و في مقدمتها ( البترول و الغاز ) بعملتهم الوطنية " الروبل " ، و هو الأمر الذي سيقود للتفوق على( الدولار و اليورو ) ، و لإحراج أوروبا أمام أمريكا ، و الشروع أكثر لقطع إمدادات الغاز الروسي عن الغرب حالة رفضة التعامل مع العملة الروسية مثل مشروع الغاز 2 ، و لدى روسيا خيارات عديدة لمواجهة عقوبات الغرب ، و لتوجيه عقوبات مماثلة لهم ، و بيلاروسا – لوكاشينكا في الواجهة أيضا ، و في الخندق الخلفي الدفاعي المنظومة السوفيتية السابقة .

وحتى لا نذهب بعيدا ، لا مخرج و كما أعتقد للأزمة الأوكرانية غير وقف القتال بداخلها ، بمعنى ( بين الغرب و الشرق) و عليها ، بعد تحقيق روسيا لأهدافها المشروعة دفاعا عن ذاتها من غير الحاجة لإلحاق الأذى بالمواطنين الأوكران أشقاء شعوب روسيا المجاورة ، و التاريخ المشترك شاهد على العصر . و سلام ضعيف كم تقول الشعوب السلافية نفسها خير من حرب مدمرة ، ومن غير المعقول تصعيد الإستفزاز من قبل الغرب لغاية تقريب صورة الحرب العالمية الثالثة المرعبة و المدمرة للبشرية و للحضارات ، و ليس أجمل من السلام عندما يتحول لتنمية شاملة مفيدة للإنسان أينما تواجد ، و العالم نهاية المطاف بيتنا جميعا ، و المطلوب المحافظة عليه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :