facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




مكانة الدول العربية .. ما بعد اوكرانيا؟


د. فوزي علي السمهوري
05-04-2022 12:40 PM

لم يسجل التاريخ حربا بلا نهاية مهما طال امدها وهذا ما سينطبق على الصراع الدائر في اوكرانيا وعليها التي ستتوقف معها العمليات العسكرية سواء بموجب إتفاق تفرض شروطه القوة المنتصرة في الميدان أو بحكم إبرام تفاهمات دولية وهذا ما هو متوقع بعد مائة عام من إتفاق سان ريمو.

لماذا الصراع على اوكرانيا:

تساؤل مشروع حول الأسباب والعوامل التي أدت لتحول الصراع على اوكرانيا من مربع الحرب الباردة إن صح التعبير إلى المربع العسكري.

كشفت الحرب الدائرة في اوكرانيا منذ 24 شباط الماضي وما صاحبها من جهود أمريكية مصحوبة بممارسة ضغوط ناعمة وخشنة لحشد العالم ضد التدخل والتوغل العسكري الروسي تحت عنوان وشعار الدفاع عن القانون الدولي وعدم جواز إنتهاك سيادة دولة مستقلة يقابلها التبرير والحجة الروسية بمشروعية الحملة العسكرية دفاعا عن الأمن القومي لروسيا الذي بات مهددا نتيجة لسياسة الناتو الإستراتيجية التوسعية في المحيط الجغرافي لروسيا وبالتأكيد للصين لاحقا عن الهدف الحقيقي الجوهري للصراع بعيدا عن الذرائع المعلنة المتمثل في الوصول لإبرام إتفاق يفضي بموجبه إلى إنهاء مرحلة القطب الأمريكي الواحد والوصول الى تفاهمات حول تقاسم النفوذ في العالم بين القطبين والقوتين العظميين الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي التي ارتضت لنفسها دور التابع للقرار الامريكي في هذه المحطة من جهة وبين روسيا والصين من جهة أخرى وهذا ما يفسر ردود الأفعال الغربية " الأمريكية والاوربية " التي تميزت بالإرتباك والتخبط وراء تجييش العالم دعما لأوكرانيا والسرعة بالإمتثال لترجمة ذلك الدعم الأمريكي الأوربي السياسي والإقتصادي والعسكري بشكل غير مسبوق منذ الحرب العالمية الثانية إلى إجراءات عملية وبكافة السبل المتاحة لضمان أوسع نفوذ وهيمنة أمريكية على الساحة العالمية لضمان إستمرار دورها القيادي وحماية لمصالحها للعقود القادمة.

الأمن العربي والمعادلة الدولية :

على ضوء ما تقدم يبرز تساؤل هل لنتائج الحرب في وعلى أوكرانيا من تداعيات على امن وإستقرار وجغرافيا الوطن العربي وحدة واحدة أو اقطارا ؟ وهل تعي القيادات العربية ذلك أم تغط في سبات عميق لتستفيق على إستحقاقات مفروضة دون مراعاة لسيادتها ومصالحها وأمنها ببعده الشمولي ولها في إتفاق سايكس بيكو وإتفاق يالطا وتداعياتهما وما نجم عنهما من تقسيم و إستباحة لمقدرات وثروات وسيادة الوطن العربي بأقطاره عبرة واخطرها صناعة كيان إسرائيلي عدواني توسعي على أرض فلسطين وظف ويستمر توظيفه كأداة ترهيب وتهديد من قبل الدول الإستعمارية صانعة الكيان وراعيته لضمان هيمنتها ومصالحها ؟

لذا فإن المنطقة العربية لن تكون خارج المعادلة القادمة وهذا يستدعي من القادة العرب العمل قبل نفاذ الوقت على :

أولا : تصفية أو تجميد خلافاتهم البينية التي عملت قوى خارجية على تغذيتها للحيلولة دون الإتفاق على إستراتيجية عمل عربية مشتركة تكفل مصالحها السياسية و ألأمنية والإقتصادية والإنمائية .

ثانيا : أن تبادر كل دولة بإعداد رؤية إستراتيجية للتعامل مع المعطيات الدولية الجديدة وفقا لمصالحها العليا تمهيدا لعقد لقاء عربي جامع لبلورة إستراتيجية مشتركة تراعي التحديات والمصالح العربية من منظور قطري وقومي لتفرض نفسها لاعب فاعل في المعادلة الدولية الجديدة متعددة الأقطاب موظفين ادوات القوة الجيوسياسية والإقتصادية التي يتمتع بها الوطن العربي الكبير بأقطاره .

ثالثا : تتويج هذه اللقاءات بعقد قمة عربية عاجلة مسلحة بإرادة جادة وفاعلة لإقرار وتنفيذ إستراتيجية العمل المشترك فيما يتعلق بالعلاقات العربية البينية وتعزيزها وبالعلاقات الإقليمية والدولية على قاعدة الندية المستندة إلى المصالح .

لقد أثبتت الحرب على اوكرانيا أن مصالح الدول المنخرطة في الصراع تعلو على مبادئ وميثاق الأمم المتحدة وعلى سمو القانون الدولي كما كشفت أيضا بشكل جلي أن لا مكان لضعيف على الساحة العالمية .

هذا الوقت المناسب للخروج عربيا من خطر التهديدات والأطماع الخارجية التي عايشته لقرن من الزمن إلى واقع تفرض فيه الدول العربية نفسها ومكانتها كمحور فاعل مؤثر ونافذ قائم بذاته متمتع بإستقلالية عالية مسلحا بإستراتيجية شمولية موحدة مبنية على قاعدة التكامل والتوافق في كافة المجالات الحيوية من سياسية وعسكرية وإقتصادية وتكنولوجية وأمنية .

أهداف ليست مستحيلة ولكنها بحاجة إلى إرادة سياسية لتحقيقها مدعوما من الشعب العربي المؤمن بالوحدة العربية ... ودون ذلك ستبقى مكانة وسيادة الدول العربية وأمنها وحدودها في مهب الريح لا سمح الله. .. ؟!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :