facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عمان وهذه الظاهرة


د. أميرة يوسف ظاهر
28-05-2022 11:07 AM

تقفز إلى الذاكرة صورة عمان عندما كان سكانها لا يتجاوزون المليون، ونتذكر ونحن في الصفوف الأولى عندما بدأنا نتجاوز حاجز المليون، كيف كانت الشوارع أكثر نظافة وجاذبية، حين كان الذين يملكون سيارات لا يشكلون ربع سكان العاصمة، وحين كانت وسيلة التنقل للذين يذهبون إلى أماكن سكناهم هي وسائل النقل العام من حافلات كبيرة وسيارات خاصة، وذلك الزمن الذي كان فيه المواطن العادي يصل إلى مكان عمله في غضون نصف الساعة في أكثر المواقف تعقيدا فكان التنقل متعة تسري عن البال، وكان التجوال في شوارع عمان نزهة محببة تسر الخطار.

حتى صار الزحف مطلع التسعينيات خلال الحرب الخليجية الثانية، إذ شهدت المملكة عودة المغتربين من الكويت وباقي دول الخليج، وتجاوز الرقم العماني ما يزيد عن مليونين وانتقلت سيارات المهاجرين معهم، وعمت موجة شراء اجتاحت أراضي عمان بقدوم عدد كبير من أغنياء الحرب الذين سكنوا عمان، واشتروا كثيرا من أراضٍ وشقق تجاوزت حاجتهم إلى ترف الأولاد والأحفاد، كما وتوجه كثير منهم للتجارة في الشقق والأراضي، وبالنتيجة ارتفعت أسعار الأراضي فتوجه البائعون من أهل عمان الأصليين إلى شراء الأراضي وإعمارها في كل أرجاء عمان؛ فزادت مساحة الانتشار السكاني، واكتظت الشوارع والساحات، وبدأ التحول العماني، فغدت مدينة كثيفة سكانيا يقطن في المتر المربع ما يزيد عن 0.25 نسمة في الكيلو متر المربع.

وصارت عمان من أكثر المدن تسارعا في النمو السكاني بسبب تتابع الهجرات وتوالي الزحف جراء الحروب العربية والربيع العربي، ولذلك زادت عمان عموديا وانتشرت مركباتها وبقيت الشوارع هي ذاتها، خاصة مع طبيعة تضاريسها ذات الأودية الضيقة والتلال والجبال المتتابعة، فأصبحت شوارع عمان سيل من المركبات التي تتجمد في أوقات الذروة التي لم تعد محصورة بأوقات الدوام والانصراف، وغدا التنقل أزمة من أكبر الأزمات التي على عمان أن تسعى لإدارتها وحلها، ويجب التوجه لدراسة هذه المشكلة التي أصبحت تضج بها عمان ويتضجر منها روادها.

ونلحظ الظاهرة الاجتماعية التي تجعل من ثقافة التسوق غريبة في عمان، فالغالبية يخرجون في وقت واحد للتسوق، والمعظم يتأخرون أثناء خروجهم للدوام وكأنهم متفقون على ميعاد، فتجد الشوارع قد امتلأت في الدقائق الأخيرة قبيل الدوام، وقليل من يهم في الخروج المبكر لينعم بهدوء الشارع المؤدي به إلى مكتبه ومؤسسته ومدرسته، وبذات الطريقة تجدهم في الساعات الأخيرة من الدوام يتدافعون في الشوارع وكأن هناك ما يسعدهم وهم يتنفسون معا عوادم المركبات، ويستمعون لأصوات زمامير السيارات التي تشكل معا ضجيجا، وبهذا أصبح التلوث البيئي وأمراضه رفيقا لرواد عمان، عدا عن الحالة النفسية والمزاج العام من نفاذ الصبر وحمى الانتظار الذي تكرهه النفس وتعافه، وهناك الكثير من الظواهر ترافق الاكتظاظ في عمان أثناء المساءات التي تسبق الأعياد وأيام الصيام فيما يسبق مدفع الإفطار، والكثير من المشاهد التي تجعل من عمان مدينة طاردة للزوار والسياح، فالطريق المؤدي إلى الساحة الهاشمية والقلعة معبدا بآلاف المركبات التي لو فتشت عن سبب خروج أصحابها في هذا الطريق أو ذاك؛ لوجدت أن الكثيرين قد خرجوا لغير ضرورة فالظاهرة اجتماعية في المقام الأول.

ومع قدوم الصيف والعطلة الصيفية وعودة المغتربين وقدوم السياح الذين يستهدفون طقس الأردن الساحر وأماكنها، على وزارات السياحة والبيئة وأمانة عمان والأمن العام وغيرهم من معنيين دراسة ظاهرة الاختناقات المرورية التي تجعل من الخروج لأمر ضروري في شوارع عمان أمر في غاية الصعوبة، وحتى أن مركبات الإسعاف والمواكب الرسمية والتدافع البشري في ضرورات المواقف قد يكون محفوفا بالكثير من العقبات، ظاهرة الاكتظاظ في الحبيبة عمان تشكل عقبة اقتصادية واجتماعية ونفسية يجب حلها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :