facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كيف نقرأ خطاب الملك عبدالله الثاني في نيويورك حول السلام إعلاميا؟


نور الدويري
29-05-2022 08:03 PM

ولد الأردن في النار فكانت عليه كما كانت على سيدنا إبراهيم عليه السلام!

رافق تاريخ الأردن الحديث صعوبات كثيرة ، وأزمات متتالية، لكن صمود وثبات عناصر قيام الدولة الأردنية الملك والشعب دفع بهذه الأرض ان تعيش!

منح الملك عبدالله الثاني جائزة في نيويورك في وقت سابق من هذا الشهر جائزة الطريق إلى السلام حيث ألقى خطابا هاما يحمل عدة ركائز وتاليا تحليلنا لمضامين الخطاب الملكي:

أولا: الملك والمناداة من الأردن لضبط العولمة

قال الملك عبدالله الثاني في خطابه المذكور " لا يمكن للسياسة والتكنولوجيا والإقتصاد فقط أن يصنعوا عالما أفضل بل ان كيفية استخدامنا نحن البشر لهذه الادوات هو ما يصنع الفرق، هذه الحقيقة يجب ان تضع في المقدمة القيم التي نتعلمها من خلال الحوار والاستماع لبعضنا لتحقيق المتطلبات " (انتهى الاقتباس) .

يؤكد الملك في هذا الوصف أهمية ما أطلق عليه (ضبط العولمة) بمعنى إعادة تضمين وتأطير الإحتياجات الأساسية لبناء دول المعاصرة والحداثة بتأهيل إنساني واعي لا يندفع نحو المصالح الأحادية، ايا كان الهدف والمرمى، لأن ذلك سينعكس على النمطية الوظيفية للسلوك الإنساني العالمي والذي يجب أن يتجه نحو تقاطع مصالح الإنسان العادلة لبقاء الإنسانية وعمارة الكون لتجنب الانتقال لمخاطر تهدد الإنسانية، وتعرض سلام وامن المجتمعات للخطر.

ثانيا : رؤية الملك في الأمن الغذائي

إن التعرجات التي مر بها العالم إزاء جائحة كورونا نالت وكادت أن تنال من عدة دول لاسيما الصغيرة، مما فتح العيون بقوة على ضرورة الإعتماد على الذات، والتشاركية الاقتصادية، وأشار الملك مباشرة إلى الأمن الغذائي واضعا لبنان مثالا عليه، في تأكيد على ضرورة تعزيز الصناعات الغذائية وبناء صوامع ومرافا غذائية، وهذا بالطبع يحتاج جهود دولية وتفاعلية تتعاضد معا، ولاشك ان الأردن يحمل إمكانيات لتطبيق صناعات غذائية وتطوير الزراعة ليخدم المنطقة بشكل جيد لاسيما أن لدينا مساحات واسعة ومختلفة التضاريس، وامن يكفل لدول المجاورة الاستثمار فيه بسهولة ...

ثالثا : الملك وإعلام السلام

تابع الملك في خطابه قائلا " وهكذا فلا يمكننا أن نعالج التحديات الأكثر صعوبة التي تواجهنا بالأمور المادية فقط أو بالعمل بشكل منفرد " (انتهى الإقتباس).

وهنا يجب أن نوجه لأنفسنا سؤالا مهما كيف نواجه التحديات التي تواجهنا داخليا كدولة ثم كمنطقة شرق اوسطية ثم كأقليم وعالم ؟

لابد أن الإجابة تحتاج إلى ناقل للرسالة وأدوات إعلامية تضع طرقا لمعالجة التحديات وهنا ندرك بالضرورة أن نقل الرسالة يحتاج إعلاما إنسانيا متكاملا يحمل توصيفا لإعلام السلام وحل النزاعات، والتي بلا شك يجب أن تتمحور بشكل أساسي حول معرفة وإدراك الأسباب الكامنة وراء اقتتال المجتمعات لإيجاد جوانب توافقية تحافظ على دعم المجتمعات وحل نزاعاتها وإدارة خلافاتها لضمان حياة إنسانية أكثر امنا وكرامة، ولابد من الإشارة أن إعلام السلام لا يعني تحييد القضايا الحساسة أو أخبار الحروب والنزاعات وإنما الإبتعاد عن صيغ التحريض فالخبر القاسي بحد ذاته كفيل لنشوء رأي عام يدفع للمطالبة بإسقاط الحقوق على أهلها والتي ستضغط عموما على المجتمع الدولي لتدخل لحل النزاع، وهنا تكمن اهمية وخطورة الأداة الإعلامية للتركيز على الحدث لا على التفاصيل لدفع ببقاء التركيز العالمي على القضية الأساسية، بدل تحويرها.

ولاشك أن الملك قصد أيضا أن المورد البشري يجب أن تُكفل حمايته ولن يأتي إلا بتأكيد الجميع على أهمية الإنسانية التي توجب تحقيق تكافل خطاب عالمي وتكثيف الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات.

رابعا : الملك والقضية الفلسطينية

ان استمرار تطرق الملك في خطاباته للقضية الفلسطينية والتأكيد على المطالب لحل النزاع بحل الدولتين، يؤكد ثبات الموقف الملكي الأردني لوقف نزيف الأراضي المحتلة وإيجاد طرق مباشرة لإنهاء النزاع بما يكفل مصلحة حق العودة للفلسطينيين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بمكونات حقيقية، مشيرا لأهمية القدس كثقافة روحانية ومقصدا للاديان السماوية، والتأكيد على أهمية الإرث الهاشمي في حق الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية التي توجب عليه دفع المجتمع الدولي للضغط بقوة من اجل حل الدولتين.

خامسا : الملك والشعب

تطرق بداية ونهاية إلى وعي الشعب الأردني وتحمله مسؤوليات الحرية المدنية التوافقية مع العقيدة والتآلف مع الأديان، وإلى أهمية دور الجميع في الحفاظ على الهوية الوطنية الجامعة .

ومن هنا يجب علينا إدراك الجهود الملكية الرامية لتنظيم المساعي الأردنية الحثيثة ليصبح الأردن وجهة للحوار الدبلوماسي، ونقطة إنطلاق للإعلام الإنساني والسلام وحل النزاع، وهذا بلا شك يوجب علينا اليوم فتح بابا للعصف الذهني لوضع خطة قابلة للتنفيذ من أجل توظيفه في الاردن لحل النزاعات وتحسين المساءلة، ويمكن هذا من خلال إستعراض مشروع بالخصوص يعرض على منتدى الإعلام العربي (إعلام أمن وسلام)، لجعل عمان عاصمة للسلام وحوار الأديان، وإمكانية عرض أجندة عمل دولية على هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية لتنظيم الأدوات والحوارات من أجل بناء مصفوفة إعلام سلام وحل نزاع إتصالية متفاعلة، تعزز الابتكار ، والمسؤولية وقصص النجاح، وتفتح حوار واعيا لا ينقص من الحدث أو الخبر مضمونه الرئيسي إنما تركز على جذب الطاقات البشرية وتعزيز الإيجابية في سلوك المجتمعات .

والله من وراء القصد .





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :