عمون - قال مدير التوعية والإعلام الصحي في وزارة الصحة د.مالك حباشنة بان وزارة الصحة قررت منع التدخين في جميع المطاعم المغلقة بكافة فئاتها والفنادق العاملة في المملكة مشيرا الى ان القرار سيصبح نافذا بعد نشره في الجريدة الرسمية بعيد عيد الفطر مؤكدا انه سيتم وضع اليات معينة لتطبيق القرار ومراجعته كل ثلاثة شهور لتطوير وتحديث اليات التنفيذ والتطبيق.

وشدد في تصريح ل¯ "العرب اليوم" بان وزارة الصحة جادة في محاربة آفة التدخين موضحا بان الوزارة حولت ما يزيد على 167 مخالفا لقرار منع التدخين الى المحاكم كما قامت بتوجيه حوالي 500 انذار وتنبيه للمخالفين لقانون الصحة العامة الخاص بمكافحة التدخين.

واشار بان اغلب من تم تحويلهم الى المحاكم هم من اصحاب المحال والمطاعم والموظفين مبينا ان المخالفات شملت ايضا بعض المواطنين.

وكشف بان الوزارة اتفقت مع مؤسسة المواصفات والمقاييس على الزام منتجي ومستوردي التبغ ومنتجاته وضع صور جديدة على علب السجائر تغطي 47% من حجم العلبة او المنتج بشكل متكرر.

وقال بانه تم اختيار 4 صور وهي الاكثر تأثيرا وقبولا اجتماعيا من خلال التعاون مع خبراء جامعة جون هوبكنز من اصل 11 صورة تم اخيارها من مجموع الصورة التي زودت بها الوزارة من دول اوروبية وكندا مشيرا الى ان القرار اتخذ بعد عقد حوالي 5 جلسات ضمت مندوبين عن المواصفات والمقاييس والاطراف ذات العلاقة.

وبين بانه سيتم توزيع الصور على الكميات المنتجة والمستوردة بالتناوب مؤكدا ان الوزارة منحت فترة 18 شهرا من اجل تمكين المصانع والمستوردين من الالتزام بالقرار.

واشار ان الجهة المقابلة من علبة السجائر ستحمل تحذيرا من خطر التدخين على الصحة والحياة مشيرا الى أن الأردن كان أول دولة في شرق المتوسط وضعت تحذيرات مصورة على علب السجائر إضافة إلى التحذير المكتوب حيث منحت جامعة الدول العربية الأردن درعا تكريميا لالتزامه بوضع تحذيرات صحية مصورة على علب السجائر تنفيذا للاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ.

وقال يتم حاليا وضع صورة لرئة مهترئة لإصابتها بالأمراض على العلب لتنفر المدخن من السجائر وتساعده على الإقلاع عن التدخين فيما على الوجه الآخر من علبة السجائر عبارة " احترس... التدخين يدمر الصحة ويسبب الوفاة".

وبين أن الصورة الحالية تشكل 30% من مساحة الوجه الأول لعلبة السجائر والعبارة المكتوبة تشكل نفس النسبة من مساحة الوجه الاخر للعلبة.

وقال ان الخبرات المستقاة من العديد من الدول بينت أن التحذيرات الصحية على علب السجائر خاصة المصورة تشكل مصدرا مهماً للمعلومات وزيادة وعي المدخنين بأضرار التدخين وخطره على الصحة وبينت الدراسات التي أجرتها بعض الدول انخفاض أعداد المدخنين بتأثير التحذيرات المصورة .

واكد التزام الوزارة في مكافحة آفة التدخين وتنفيذ بنود الاتفاقية الإطارية لمكافحة التبغ خاصة المتعلقة بالتحذيرات المصورة

ونص القانون على ان يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن اسبوع ولا تزيد على شهر او بغرامة لا تقل عن 15 دينارا ولا تزيد على 25 دينارا أي شخص يقوم بالتدخين في مكان عام ولمن يبيع سجائر بالتجزئة ولموزع مقلدات التبغ او بائعها.

وعرف المكان العام وفق القانون بأنه"المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس ودور السينما والمسارح والمكتبات العامة والمتاحف والمباني الحكومية وغير الحكومية العاملة ووسائط نقل الركاب وصالات القادمين والمغادرين في المطارات والملاعب المغلقة وقاعات المحاضرات واي مكان اخر يقرر الوزير اعتباره مكانا عاما على ان ينشر قراره في الجريدة الرسمية".

والزم القانون المسؤول عن المكان العام, بوضع لوحة بخط واضح تحمل عبارة (ممنوع التدخين) والإشارة الدالة على ذلك في أماكن بارزة, واتخاذ الترتيبات اللازمة لمراقبة الالتزام بذلك.

كما ينص القانون, على فرض عقوبات بحق المدخنين في الأماكن العامة, إذ يعاقب من يدخن فيها بالحبس مدة لا تقل عن أسبوع ولا تزيد على شهر أو بغرامة لا تقل عن 15 دينارا ولا تزيد على 25 دينارا.

كما يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن 3 أشهر ولا تزيد على 6 أشهر أو بغرامة لا تقل عن 500 دينار ولا تزيد على 1000 دينار كل من قام بتدخين أي من منتجات التبغ في دور الحضانة ورياض الأطفال في القطاعين العام والخاص, أو السماح بذلك.

ويتجاوز حجم الإنفاق السنوي على التدخين 720 مليون دينار نصفها غير مرئي فيما تقدر المبالغ المالية التي تحصل عليها الدولة من الضرائب المفروضة على التبغ ب¯ 400 مليون دينار سنويا وييشير مختصون الى ان رفع اسعار التبغ في الاردن في ظل انخفاض سعره في دول الجوار والتي تقدر سنويا 20 مليون سيجارة.

يذكر ان 90% من مرضى سرطان الرئة هم من المدخنين مؤكدا تسبب التدخين بتأخير الشفاء من السرطان ويزيد من احتمال عودة المرض الى الذين تم علاجهم.

وتفيد دراسات المركز الوطني للسكري حسب ان انتشار مرض السكري بين الأردنيين مرتبط بالتدخين فقد وجد أن الرجال والنساء الذين يدخنون حوالي 40 سيجارة في اليوم هم أكثر عرضة للإصابة بمرض السكري وتصل نسبة الإصابة لدى الرجال إلى 45% قياساً إلى غير المدخنين, بينما لدى النساء تصل إلى 74%

ويتسبب التعرض للتدخين السلبي باحتمالية اصابة المواطنين بأمراض القلب والسرطان بنسبة 30%, ويعرض الطفل لتدخين سيجارة واحدة من بين اربع سجائر تدخنها إلى جانبه موضحا انه وحسب منظمة الصحة العالمية فإن ما يزيد على 60% من أطفال الأردن معرضون للتدخين السلبي.

وتتجاوز نسبة مدخني السجائر فوق سن 18 عاماً في الأردن 29% مقسمة الى 50 ذكورا و6% نساء, أما نسبة مدخني السجائر في الفئة العمرية 13-15 فبلغت 13.6%. أما نسبة النساء الأردنيات اللواتي يدخنّ الأرجيلة فبلغت 12%, في مقابل 10% للرجال, وبهذا يكون الأردن من أعلى الدول العربية نسبة في التدخين.

ويتوقع بحلول عام 2030 ان يقتل التبغ ما يزيد على 10 ملايين شخص كل عام يتوزع معظمهم على الدول النامية كما يتسبب بوفاة واحد من كل مدخنين نتيجة للأمراض القاتلة الناجمة عن التعرض للدخان المنبعث عن احتراق السيجارة.

ويظهر التدخين عمر المدخن أكبر 10 سنوات من عمره الحقيقي لم له من تأثير سلبي على البشرة والجلد.

ويعد التدخين سبباً رئيسياً في العقم لدى الرجال والنساء حيث يؤثر على عدد وحركة الحيوانات المنوية إضافة إلى التشوهات في المادة الوراثية وتعرض المرأة الحامل لدخان المدخنين يعرض جنينها مباشرة إلى العديد من المخاطر كالإجهاض والولادة المبكرة وعدم نمو الأطراف بشكل متساو ومتكامل إضافة إلى تصلب الشرايين لدى الجنين والوفاة المفاجئة للطفل بعد ولادته لما يحدثه الدخان من تثبيط لمركز التنفس في الدماغ.(العرب اليوم - انور الزيادات)