عمون - أَكَّدَ المشاركون في ورشة "إنترنت الأشياء في الزراعة" التي عقدتها كليتا الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات والأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة بالجامعة الهاشمية، ضرورة الإسراع في طرح تخصصات تواكب الثورة الصناعية الرابعة، وتلبي احتياجات المواطن الأردني والعربي خاصة في مجال الزراعة الرقمية أو الذكية التي تستند إلى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والذكاء الاصطناعي، وبينوا الفوائد من هذا التخصص المهم خاصة في مجال زيادة الإنتاجية، وتقليل الكلفة،، وترشيد استهلاك المياه في الري كون الأردن يعاني من شح في المياه.

بمشاركة نخبة مميزة من داخل وخارج الجامعة، وهم الدكتور غازي الجبور رئيس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات السابق، ومن شركة الشبكة العامة لإنترنت الأشياء، السيد علي الشلبي رئيس مجلس إدارة شركة الشبكة العامة لإنترنت الأشياء، السيد نادر غنام المدير التنفيذي للشركة، والمهندس عمر الكيالي المدير الفني للشركة، ومن الجامعة عميد الكلية الدكتور عيد الطرزي، وعميد كلية تكنولوجيا المعلومات الأستاذ الدكتور خالد الصرايرة، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية في الكلية.

وقال رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور فواز العبدالحق الزبون إنه تنفيذاً لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بالتوجه للزراعة والاهتمام بالقطاع الزراعي في الأردن حرصنا في الجامعة الهاشمية على أن يكون سباقين في هذا المجال إذ قامت الجامعة الهاشمية على أن تكون السباقة في هذا المجال فقامت بإنشاء بنك البذور بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث الزراعية، وها نحن اليوم نتوجه لنكون السباقين في مجال الزراعة الذكية واستخدام انترنت الأشياء في الزراعة حيث تتجه النية لفتح برنامج بكالوريوس أو برنامج دراسات عليا مشترك بين الكليات ذات العلاقة في هذا الموضوع وهي كليتي تكنولوجيا المعلومات والموارد الطبيعية والبيئة مؤكدا أهمية التقاطعية والتكاملية بين التخصصات.

وأضاف قائلا:" بأن الأردن بلد زراعي ويوجد مساحات واسعة من الصحراء والأراضي الجافة والتي من الممكن استغلالها بواسطة الزراعة الذكية نظراً لسهولة تركيب الأجهزة فيها وطبيعة الأرض المنبسطة".

وقال رئيس مجلس هيئة تنظيم قطاع الاتصالات السابق الدكتور غازي الجبور إن الزراعة الرقيمة او الزراعة الذكية واستخدام تكنولوجيا انترنت الأشياء في الزراعة الذكية يعتبر من أهم الأمور التي يجب أن يتم أخذها بعين الاعتبار في الوقت الحالي، لما تقدمه من حلول وتسهيلات في عمليات الري والتسميد على سبيل المثال، بالإضافة إلى إمكانية استخدامها في معالجة الوبائيات وتقليل كلف الإنتاج من خلال أتمتة عمليات الإنتاج وتقليل المخاطر وزيادة الإنتاج بالإضافة إلى قدرتها على جمع المعلومات من خلال المجسات للاستفادة منها في زيادة جودة العمليات الزراعية، حيث توفر التكنولوجيا مجسات (متعددة) مثل مجسات قياس الرطوبة، والحرارة، والري، وجودة التربة، كما توفر قياس معاملات الطقس، وإدارة قطعان الحيوانات، بالإضافة إلى استخدامات الذكاء الصناعي في إدارة العمليات في المنظومة الزراعية، كذلك استخدام تكنولوجيا الطائرات المسيرة لتفعيل عملية المراقبة واستخدامها في رش المزروعات. وقد أثبتت التجارب المحدودة الموجودة الآن في المملكة نجاح استخدام هذه التكنولوجيا، فمثلاً هنالك مشروع في شمال الأردن استطاع توفير 30 % من المياه في (Green House)، و70 % من مياه الري في المناطق المكشوفة.

وأشار عميد كلية تكنولوجيا المعلومات الأستاذ الدكتور خالد الصرايرة إلى أن استخدام تقنية انترنت الأشياء من أهم التقنيات المستخدمة في الزراعة الذكية حيث أنها تعمل على مبدأ عملية الاتصال بمختلف الأجهزة مع بعضها البعض عبر الانترنت والهواتف الذكية وبالتالي التحكم في إدارة المزارع والمحاصيل من خلال تكنولوجيا المعلومات والاتصال وأجهزة الاستشعار وأنظمة التحكم من بعد.

من جهته تحدث عميد كلية الموارد الطبيعية والبيئة الأستاذ الدكتور عيد الطرزي أن استخدام التقنيات الحديثة في الزراعة يقلل من التأثيرات المناخية السلبية ويزيد الإنتاجية ويحافظ على الموارد المائية، آملاً أن من طرح برنامج جديد خاصة في مجال الزراعة الرقمية يسهم في تطوير ري المزروعات باستخدام انترنت الأشياء وتطبيقاتها في الزراعة الذكية، إضافة إلى زراعة الأراضي المتبقية.

وقال الدكتور عبدالرحمن الغويري نائب عميد كلية الأمير الحسين بن عبدالله الثاني لتكنولوجيا المعلومات إن الزراعة الرقمية هي الزراعة التي تستخدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وبيانات الأنظمة البيئية لدعم تقديم المعلومات والخدمات للمزارعين في الوقت المناسب وتطويرها. وأضاف أن الزراعة التقليدية مكلفة ماديًا، وتستهلك كميات كبيرة من المياه في حين أن الزراعة الرقمية تقلل من كل ذلك.
وقدم الدكتور الكيالي عرضاً تقديمياً عن انترنت الأشياء في الزراعة الذكية وبعض الطرق التقنية المستخدمة في الزراعة، وبعض السمات المميزة للزراعة الذكية هي استخدام التكنولوجيا لتخطيط وإدارة المحاصيل بشكل أفضل. كما عرض للمجسات التي تقيس نسبة الرطوبة في التربة والحرارة والإضافة في البيوت البلاستيكية والمجسات التي تستخدم في إدارة مزارع الثروة الحيوانية.