facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة في كتاب طريق الحرير


20-08-2022 02:43 PM

عمون - من د. كايد الركيبات- صدر للباحث العربي السوري المحامي علاء نديم الريس، كتاباً معنوناً بــ "طريق الحرير: قراءة معاصرة لدور محاور التجارة الدولية في قيام وسقوط الإمبراطوريات والدول"، خلال النصف الأول من العام 2021م، وصدر عن مركز التاريخ العربي للنشر، الطبعة الثانية للكتاب مع مطلع العام 2022م، وقد جاء الكتاب في مائتين وثمان وثمانين صفحة من القطع المتوسط، متضمناً الإهداء، والفهرس، والمقدمة، وتمهيداً، ثم متن الكتاب وقائمة مصادره.

تأتي القيمة الموضوعية لهذا الكتاب من محاولة المؤلف ربط الماضي التاريخي لمنطقة بلاد الشام عموماً، وسوريا بحدودها الجغرافية الحديثة خصوصاً، مع الحوادث والمتغيرات السياسية التي تعيشها المنطقة في وقتنا الحاضر، في محاولة لتفسير أسباب التدخل الدولي بالشأن السوري، وأن المصاب السوري ما هو إلا نتيجة موقعها الجغرافي، ومركزيتها في عقدة المواصلات وخطوط النقل التجاري على مر التاريخ، وحديثاً بسبب أهميتها في "مصالح التجارة الدولية وتأمين عملية نقل المواد الأولية ووصول السلع المنتجة وتدفق الأموال"، .

وفي مقدمة الكتاب أسهب المؤلف في توضيح الأهمية الجغرافية لسورية في مشاريع نقل الغاز عبر الأراضي السورية، وأن الفهم العميق لهذا الأمر يمثل الشيفرة التي يمكن من خلالها تفسير تعقد الحالة الأمنية في سوريا، وتشعب التدخلات الدولية في الشأن السوري.

وقد قسم المؤلف مواضيع الكتاب إلى ستة فصول، جاء الفصل الأول منها تحت عنوان "الإمبراطوريات والدول حتى العصور الوسطى": شكل هذا الفصل نصف حجم الكتاب تقريباً فقد وقع في حدود مائة وثلاثون صفحة، كان للمؤلف فيها وقفة تحليلية، بيَّن من خلالها أهمية الموقع الجغرافي لبلاد الشام في نشوء ومن ثم انهيار الدول العظمى، التي سيطرت على خطوط التجارة في المنطقة، وهنا يجدر التنبيه أن المؤلف لم يدع أن سبب البقاء أو الانهيار للحضارات والدول بسبب فقدان السيطرة على طرق التجارة بشكل خاص، لكنه يؤكد على أن السيطرة على طرق التجارة عامل رئيس في قدرتها على البقاء والصمود، لما يوفره من قوة اقتصادية تساهم في قوة الدولة، واقتصر في البحث على هذا الجانب، مع الاعتراف بأن هناك العديد من الأسباب والمؤثرات الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى انهيار الدول والحضارات، سواء كانت عقائدية، أو سياسية، أو ظهور قوى منافسة.

وتناول المؤلف في الفصول (الثاني، الثالث، الرابع، الخامس)، تاريخ الدولة العثمانية منذ تأسيسها حتى انهيارها، ودورها المؤثر في حركة التجارة العالمية، نتيجة سيطرتها طرق التجارة البرية، والبحرية، وخضوع أهم الموانئ والمضايق البحرية لسيطرتها، ومن ثم عقد اتفاقيات الامتيازات التجارية مع الجمهوريات والممالك الأوروبية، وتغير الظروف التي أسهمت في تطورها من كونها إمارة حدودية ناشئة، إلى إمبراطورية مترامية الأطراف، ثم إمبراطورية ضعيفة انقلبت عليها اتفاقياتها التجارية لتكن مصدراً من مصادر شرعية التدخل الأجنبي في شؤونها الداخلية، والتي كان لبلاد الشام عموماً وسورية خصوصاً النصيب الأكبر منها.

أما الفصل السادس من الدراسة، فقد جاء تحت عنوان "القرن الثامن عشرــ عصر الثورات الإمبراطورية"، في هذا الفصل بين المؤلف أن الطموحات التوسعية للروس والأوروبيين التي رافقت النهضة الصناعية أولت أهمية كبرى لبلاد الشام، نظراً لأهميتها الجغرافية، وأنها نقطة تقاطع خطوط توريدها بالمواد الأولية، ومرور منتجاتها الصناعية، وبدأت الأنظار تتجه إليها لانتزاعها من الدولة العثمانية، وفرض سيطرتها المباشرة عليها، ويورد المؤلف وصية بطرس الأكبر المعبرة عن هذا المضمون، والتي يقول فيها: "يجب أن نحيي خطوط التجارة مع الشرق عبر بلاد الشام (سوريا)، ونشق طريقنا إلى جزر الهند الشرقية، التي هي مخازن العالم".

من الملاحظات التي تحسب لمؤلف الكتاب، أنه ضمن الكتاب سرداً تاريخياً مترابطاً لأحداث التاريخ، بما يخدم هدفه من تأليف الكتاب، وقدرته على الالتزام بوحدة الموضوع، ويحسب له أيضاً تعزيز موضوع الدراسة بخرائط توضيحية، مثلت حدود الدول التي تحدث عنها، وخطوط التجارة البرية والبحرية، والموانئ البحرية، كما أنه يحسب له إيراد الكثير من المعلومات الهامشية التي وضحت الكثير من أسماء الأعلام والمدن والمصطلحات المستخدمة في متن الدراسة، ويؤخذ عليه أنه لم يذكر مصادر هذه المعلومات بعد ذكرها في الهامش.

توقف المؤلف عند الأحداث التاريخية والعوامل المؤثرة فيها على المنطقة، عند نهاية القرن الثامن عشر، في حين أن مجمل الأحداث التالية لهذا التسلسل الزمني، وخصوصاً ما تعلق منها بأحداث تزامنت مع مطلع القرن الحالي، أشار إليها المؤلف بشكل مجمل في مقدمة الكتاب تحت عنوان فرعي "سوريا والغاز"، ولم يشتمل الكتاب على خاتمة، لكن المؤلف يذكر في آخر الكتاب عبارة "تاريخٌ بلا خاتمة"، ومن سياق الكتاب الذي وضعه المؤلف يفهم أن هذه العبارة تدل على أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، ولن يسود الجمود على أحداث التاريخ في المنطقة، وأن دورة التاريخ ستحمل في مضامينها أحداثاً متجددة على هذه المنطقة من العالم، وأنها ستبقى بوتقة الصراع الدولي.

الدكتور كايد كريم الركيبات
kayedrkibat@gmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :