facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




واقع التغيرات المناخية والاتفافيات الدولية والحرب الروسية الاوكرانية


د. قاسم يحيى الطراونة
20-08-2022 06:25 PM

يتعرض مناخ كوكب الارض الى تهديد مباشر من الانسان، حيث يتمادى في الاستمرار في اطلاق الغازات الدفيئة التي تعمل على زيادة الحرارة على الارض.

بدأ العلماء الآن في امريكا والغرب يستشعرون خطر ارتفاع حرارة كوكب الارض ، حيث كان العلماء يتوقعون أن لا تزيد فروق درجات الحرارة على كوكب الارض عن 1.5 درجة مئوية في عام 2050م عما كانت علية قبل الثورة الصناعية.

لكن كانت الصدمة الكبيرة اننا ما زلنا في بدايات القرن وبدأت درجات الحرارة في الارتفاع لتصل الى 1.1 درجة مئوية. هذا الحدث أرعب العلماء ودعوا إلى مؤتمر جلاسكو في المملكة المتحدة للوصول إلى اتفاق يقضي بالتوقف عن إنبعاث الغازات الدفيئة وخاصة ثاني اكيد الكربون بحيث تكون الانبعاثات (صفر) عام 2050 م .

لو تتبعنا تركيز ثاني اكسيد الكربون الذي اصبح يشكل خطرا على المناخ لوجدناه عام 1960 حوالي 318 PPM (جزء كربون لكل مليون جزء هواء) ليرتفع عام 1990 الى 350 PPM الى ان وصل عام 2020 الى 420 PPM.

لقد حدد الاتحاد الاوروبي ان درجة الحرارة يجب أن لا تتجاوز 2 درجة مئوية كفرق عما كانت عليه قبل الثورة الصناعية وهذا يتطلب أن لا تتجاوز الانبعاثات عن 350 جز في المليون، وهذا يتطلب أنه لا يمكن إضافة المزيد من ثاني اوكسيد الكربون.

لقد تجاوزت الآن كميات الانبعاث 400 جزء في المليون وهذا يتطلب التقيد بالاتفاقيات التي تم التوقيع عليها. ولكن أين يكمن الخطر؟ تشير تقديرات الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ إلى أن للمناخ حساسية ومقدار من التحمل يبلغ من 1.5 الى 4.5 درجة مئوية بعدها يصبح الكوكب في خطر. ومن تقديرات اللجنه الدولية لدراسة المناخ أنه بعد تجاوز عتبة 4.5 درجة مئوية نصل إلى نقطة اللاعودة بعدها تستحيل الحياة على الارض، ويصبح بعدها اصلاح ما سيحصل مستحيل وهذه النقطة تسمى نقطة اللاعودة (Tipping point). لقد كان تركيز ثاني اكسيد الكربون 280 جزء في المليون قبل الثورة الصناعية والان اصبح يفوق 400 جزء في المليون أي بزيادة مقدارها 120 جزء في المليون فماذا لو تضاعف ليصبح ضعف ما كان علية قبل الثورة الصناعية بحيث يصبح 560 جزء في المليون.

يبدو أن العالم يختبر حساسية وتحمل المناخ ولا نعلم على ماذا يراهن العالم . أما الحرب الروسية الاوكرانية فهي تزيد من تعقيد المشهد، حيث قطعت روسيا إمدادات الغاز عن اوروبا. اذا علمنا ان 40% من استهلاك الغاز في اوروبا يعتمد على الغاز الروسي ، وهنا بدأت اوروبا باستخدام النفظ وحتى الفحم الحجري في مصانعها للحفاظ على اقتصادها. وبهذا تنصلت اوروبا من كل اتفاقيات المناخ ضاربة عرض الحائط قضية الاحتباس الحراري والخطر الذي يتهدد الارض. لقد أصبح واضحا أن قضية التغير المناخي ليست قضية بيئية فحسب فهي قضية مرتبطة بالسياسة والاقتصاد والامن الغذائي والصحة. هناك قوى شد عكسي من شركات البترول في العالم والتي تقف ضد أي حلول للتغير المناخي ..

ولكن يبقى السؤال المحير إلى أين يتجه العالم بالنسبة لقضية التغير المناخي ومتى يبقى الغلاف الجوي صابرا ومتحملا هذه الانبعاثات الضخمة من ثاني اكسيد الكربون. هذه القضية هي أشبة ما تكون بدب نائم وياتي احدهم لينكشه بحديدة مدببة..سيهيج هذا الدب لحظة ما وعندها يحصل ما لا تحمد عقباه لا سمح الله.

استاذ التغيرات المناخية/ جامعة جرش





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :