facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




العراق بين ثقلين ..


محمد حسن التل
30-08-2022 10:47 PM

أشرت في مقال سابق قبل أسابيع أن العراق يمضي بين ثقلين لكل واحد منهما اتجاه، الأول يعمل على تحرر العراق من الفوضى والفساد والتبعية لإيران ليكون دولة ذات سيادة وقرار بشأنه وفي شؤون المنطقة والعالم كما كان قبل العام 2003، والثاني يريد أن يظل العراق غارقاً في الفوضى في نفقٍ مظلم ذلك الذي أدخله فيه الأمريكان حين أسقطه كدولة بالطريقة التي رآها العالم قبل 20 عاماً، وكما ذكر كولن باول وزير الخارجية الأمريكي في تلك الحقبة أن العراق كثرية كريستال عظيمة سقطت وتفتت ولن يستطيع أحد جمعها!!

ما حدث خلال اليومين الفائتين اتضحت فيهما تماماً ملامح الاتجاهين اللذين يتصارعان في العراق، وبرز التيار الصدري بقيادة السيد مقتدى الصدر معبراً عن إصراره في تحرير العراق مما هو فيه، وتبين للمراقبين أن الصدريين يمثلون جزءاً كبيراً من العراقيين لا يستهان به ولا يمكن تجاوزه، فبالإضافة إلى القطاعات الشيعية الكبرى من أتباعه اتضح أن له خزان ضخم من السنة و الأكراد مؤيدين لما يريده، وظل أصحاب الرأي الآخر يتمترسون حول برنامجهم وغايتهم في الحفاظ على الوضع الراهن حفاظاً على مصالحهم وارتباطاتهم ومرجعياتهم دون النظر إلى المصلحة الوطنية العراقية.

الصدر صاحب توجه عروبي واضح، والرجل يعتبر العراق جزءاً من الوطن العربي وأن عمقه يجب أن يعود عربي بعيداً عن التبعية لإيران التي أنشبت مخالبها في العراق منذ عام 2003 وكانت في كثير من الأحيان وكأنها السند القوي للاحتلال الأمريكي، وكأن هناك اتفاقاً ضمنياً بين الطرفين لإبقاء العراق ضعيفاً ويعاني ولا يستطيع النهوض من جديد خصوصاً بعد أن بني نظامه السياسي الجديد على أسس طائفية ومذهبية وعلى أساس المحاصصة، الأمر الذي جعله يغرق بكل هذه التناقضات.

في الأحداث الأخيرة برز مصطفى الكاظمي رئيس الوزراء في العراق كقائد وطني حريص على دماء العراقيين، وأصر على الخروج من الأزمة بأقل الخسائر متخذاً موقفاً محايداً ووسطاً بين الأطراف المتصارعة التي دعاها إلى الحوار ونبذ استخدام السلاح والاقتتال في الشارع ،ولو قدر للعراق أن يكون رئيس وزرائه غير الكاظمي في الأزمة الأخيرة لكانت الأمور تحولت إلى حمام دم في الشارع العراقي، لكن الرجل منذ اليوم الأول الذي تم فبه اختياره رئيساً لوزراء العراق اتضح صدق نواياه في العمل على استقرار العراق وأمنه.

أما عن موقف مقتدى الصدر فقد سجل الرجل موقفاً تاريخياً عندما ترفع عن الصراع الذي كانت بعض الأطراف تريد زجه به ولم يكتف بذلك بل ترفع أيضاً عن ممارسة العمل السياسي كنوع من الاحتجاج على ما يجري في العراق وهذا الموقف لا يعني أن الصدريين قد أخلوا الساحة لخصومهم بل سيظلوا عنواناً كبيراً في الحياة السياسية العراقية لا يمكن تجاوزه.

الواقع العراقي الجديد المتمرد على واقع التبعية والفوضى والفساد أصبح تياراً يعصف بكل الشرائح العراقية ويداعب أحلام الشباب العراقي ولن يهدأ إلا باستعادة العراق سيادته كاملة وعمقه العربي الذي يعتبر قوة للعراق وقوة للعرب لأن العراق رقم عربي صعب.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :