facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ام صيحون إلى أين


حاتم القرعان
01-09-2022 07:50 PM

هذه المنطقة السّكنيّة الواقعة في لواء البتراء في محافظة معان ، تتشابه مع كل المناطق النّائية بسبب ظروفها ومعيشتها الصّعبة ، فقبيلة ( البدو) البدول التي تسكنها الآن ، تتناقل ثقافة وأساليب الأنباط في عيشها ، يعتبرها البعض القضيّة الأولى في المملكة الأردنيّة الهاشميّة ، لعدم وصول مشاريع التّنميّة إليها والتّطوير ، ورغم تكرار المطالبات من أهلها ، إلّا أن الحكومة لا تستجيب ولا بواكي لهم .

جدائل شعرهم البدويّة السوداء ، وثقافتهم البسيطة ، ولباسهم البدوي القديم ، وطريقهم من المغارات إليها ، وطلاقة لسانهم باللغة الإنجليزيّة ، جرّاء تعاملهم مع السّيّاح والأجانب القادمين للبتراء ، وعملهم بالسّياحة ، فهم يعتمدون عليها أساساً وهم خريجو مغارات البتراء الأثريّة ، ويعلمون مساحاتها وتجاهاتها وتفاصيلها من السّيق والخزنة والمسرح والمعبد والمذبح …

قبيلة البدول أخرجت من المغارات داخل البتراء إلى منطقة ام صيحون في منتصف ثمانينات القرن الماضي ، فكانت المغارات أوسع عليهم من بنيانٍ ضيّق لا يسمح لهم بتوسعته لذراع واحد ، لأنّ البتراء السياحيّة تجاورهم ، جرت العادة عندهم أن يسكنوا جميعاً مع أطفالهم وأبنائهم داخل البيت الواحد ، ربما على طابقين ، وقد يصل عدد العائلة ما يفوق ١٤ شخصاً ، يتقاسمون أوجاع الحياة في كلّ يوم .

مما أجبر ذلك عدداً من الشباب للعودة الى المغارات التي أوتهم قديماً لأنّ العيش داخل البيوت صار مرّاً ، ولا مكان للبناء أو التّوسعة في منطقة أم صيحون الغريبة والخياليّة .

قد تستغرب ما تسمعه عن هذه المنطقة ، فحتّى أعداد سكانها غير محصوراً بالدّقّة ، وضرب العشوائيات يخيّم على هذه المنطقة من قصّة وحقيقة وأرقام ، ولكن لا أحد يعرف قيمتها الحقيقيّة إلّا سكّانها بموقعها الذّهبيّ محاذية البتراء ، فلا يمكن أن تدخل البتراء دون أن تمر ام صيحون ، وأهلها البدول يستهدفون كلما كسرت الوعود بحقهم ، فيطالبون بالتّوسعة شرقاً ، ويدفعون إجباراً إلى بيوتهم القديمة المنحوتة في الصّخر .

هذا ما أسعفني الوقت لمتابعته وتقصّيه عن المنطقة ، ولكن هنالك أمراً خطيراً حصل في السّاعات القليلة الماضية ، حول بيع أو استئجار منطقة أم صيحون لتاجرٍ يهودي ، إنطلق الأمر كإشاعة ، وربما لقياس عمق الحالة وردة الفعل ، ومع أن الكثير من الصفحات الإعلاميّة حاولت تفسير ما حدث إلّا أنّ الخبر الذي جاء من جهة وزير أسبق ردّاً على مقالة كتبت بواسطة penny marshall والذي كتب فيها أن أم صيحون بيعها يتأرجح بالقبول والرفض بقيمة ٢٠ مليار لرجل أعمال يهودي ".

بعيداً عن مقالة الأجنبي والرد الذي أرفق عليه ، لماذا بمثل هذه المواقف تكون الأخبار أحاديّة ، لماذا لا تخرج الحكومة وتوضح ما يحصل ، وأين " حقك تعرف " الحكوميّة ، لماذا يتم التستر على مثل هذه الشائعات ، التي قد تقود الوطن إلى الهاوية !

وما يؤكد إنها عمليّة محكمّة ، رافقت هذه الشّائعة أرضاً خصبة لزرع الفتنة والتّشكيك بأهل ام صيحون ، بل واعتبرها الكاتب البريطاني ام صهيون لعبور النبي موسي وهارون وبني إسرائيل تجاه الأراضي المقدسة ، وام صهيون هذه موّالاً جديداً ستلاحق لعنته كل من يصمت عن حقه .

ام صيحون تستغيث ، للتأهيل ، للتوسعة ، للتنمية ، للسياحة ، لراحة أهلها …. ليست للبيع .

من حقنا نخاف على أرضنا ومن حقنا نعرف !!!!!!

حفظ الله الأردن وشعبه وحفظ الله جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وولي عهده الأمين.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :