facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟ .. منال القطاونـه


04-10-2010 07:49 PM

ربما وفقّت في أن أضع هذه الآية الكريمة عنوان لمقالتي اليوم ... ووفقت في العثور واختيار صورة معبّرة كوسيلة عما أريد تعبيره وإيصاله للجميع .

الحديث عن الآباء .. عن الأجداد .. عن حقوق الكبار... وأفضال الوالدين شيء مفرح وموجع بنفس الوقت ... تمر أيام وذكريات ومناسبات تلامــس وتر حســاس داخل كل واحد منا.....وتوقظ بأعماقنا نوع من الحزن الشـفيف ... وتتقافز إلى أذهاننا مشاهد توشحت بالمظلومية ،القهر ، الألم ، جحود المعروف تعرض له كثير من الآباء على يد أبنائهم .

المسنون هم أجدادنا وإبائنا وإخواننا وسنكون نحن فيما بعد .... وهم من أفنى عمره في خدمتنا ورعايتنا .... فهم الشريحة الاجتماعية التي تأثرت "بمخالب الزمن " وتركت آثارها على قسمات وجوههم وعظامهم وأسنانهم وقاماتهم ... وهي من تحتاج منا الى مزيد من الدعم والرعاية ولمســـات حنان حقيقية ولا سيما منهم المرضى ومن لديه عجز صـحي ومن هم في وضع اجتماعي مترد.



من الإجحاف ان نخصص يوم للاحتفال بهم..... وليس من المنصف ان نخصص يوم للمسنين والذي صادف الاحتفال به في الأول من شهر تشرين الأول... بل عملية توقير المسّن وإجلاله هي مسألة مستمرة تلازمنا مدى الحياة وشعار حياة لنا جميعا فلا تكون علاقتنا مع آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا فقط في أعياد وبمناسبة احتفالية محددة .... لست بصدد الحديث عن حقوق الوالدين وقدسيتها في الإسلام فديننا الحنيف حض على ايلائهم الحب والبر والحنان في كثير من الآيات والأحاديث الكريمة .

لنا وقفة في هذا اليوم ان يتحول "اليوم العالمي للمسنين " إلى برامج عاطفية جليلة .... وخدمات فعليه تزخر بالحنان والحب الحقيقي والرعاية لهذه الفئــة .. بدلا من شعارات تعلق هنا وهناك، فما نعيشه على أرض الواقع أو نسمعه هو زفرات وأنات المسنين وهم يرددون ما اقســـاك يا زمن؟؟ ..
فكم هو مؤلم ومحزن ومجحف ان تطفو "الأنانية والنرجسية " وسيطرة نمط الحياة المادية في علاقاتنا مع اعز مخلوقاتنا وهم "الآباء " و ان يتخلى الابن عن والديه ويضجر منهما فيقدم على عزله في دور" رعاية خاصة او بيوت العجزة " او دار المسنين او يقوم ببناء غرفة صغير ة لامه على سطح منزله كي تقضي ما تبقى لها من العمر في تلك الغرفة .... ونتخذ بحق كبارنا عقوبة الهجر العزل عن الجو الأسـري... وننفذ فيهم حكم الإعـدام ببطيء .. تهربًا من صحبته وهو في خريـف العمر وفي أشد ما يكون إلى مؤانسة الأبناء والأحفاد ليخففوا عنه شيخوخته. فقد انتشرت هذه الأيام دور المسنين بشكل ملحوظ وكثرت حالات التخلص من الخير والبركة من الآباء والأمهات.... مما ترك جروحا عميقة لم تندمل في نفوس البعض من الآباء والأمهات .
لقد أصبح الكبير اليوم غريبًا حتى بين أهلِه وأولاده .. ثقيلاً حتى على أقربائه وأحفاده... تربطنا به زيارات موسمية .... ومشاعر وقتية ....
هل هذه مكافأة نهاية المشــوار ...... نهاية التضحية ؟؟ ام تقدير على ما تركوه من خبرات حياتيــة رسمها الزمن خطوطها د على ملامحهم وقسماتهم وقاماتهم .... فرقت عظامهم ... ووهنت أسنانهم .. وخارت قواهم وشابت رؤوسهم.


وان كانت هناك حالات فردية آخذه بالتزايد في مجتمعنا ولكن بحمد لله لا تزال صور التكافل والتضامن موجوده فيه ...لكن أن ارتفاع تكاليف المعيشة وزيادة التحديات الاقتصادية، وسيطرة النمط المادي على تفكيرنا ...... جعلت هذه الفئة ضحية محكوم عليها بالـسجن والعزلة داخل جدران قاتمة بعيدة عن دفء الأسرة وضوضاء الأحفاد .
ولا ننسى بأن شريحة كبار السن من أكثر الشرائح تأثرا بالتغيرات المتنوعة باعتبارها الشريحة الأضعف في المجتمع وغير قادرة على مجابهة التحديات ... وتفتقر للمرونة اللازمة للتحول لأعمال ومصادر دخل جديدة، إضافة الى أن هذه الشريحة تعاني من مشكلات صحية أو من الإهمال والمرض والعجز والتهميش.

من هنا لا يســـعنا إلا أن نتوجه بتحية إكبار وإجلال لكل الذين عملوا وعلمونا وأكسبونا خبراتهم وعصارة تجاربهم ونستذكر كل إسهاماتهم في صناعة مستقبلنا والتي لا زالت بصماتها واضحة ترنو على جبين هذا الوطن الغالي .

وختاما: نوصيكم بغرس ثقافة "ثقافة احتضان كبار السن " في البيوت وبين أفراد أسرهم وأحفادهم وبما يليق بخبرتهم الحياتية وينطلق من احترامنا لمكانتهم في المجتمع.... ويجب غرس هذه الثقافة في نفوس الأجيال الجديدة وتعويدهم على احترام مشاعرهم ورعاية وأوضاعهم النفسية ومكافأتهم فيما تبقى من أعمارهم بما يحفظ كرامتهم وإنسانيتهم.
أعـزائي " دور رعاية المسنين " ليست حل عملي او جذري للمسن ... فدمجه في أجواء أسرية حميمة ومع ضوضاء الأحفاد حماية وقاية له من أي أمراض وأفضل له من أي دواء ... وإشراكه في أمور العائلة والأقارب يخرجه بدرجة كبيرة من مشاكله وهمومه لينطلق إلى عالم أكبر. ولنذكر أنفسنا بأن عقوقهم عقوبته معجلة في الدنيا ....وأيضا ولنذكر أنفسنا بأن ما نزرعه اليوم سنجنيه غداً.. وأن نبر آباءنا حتى يبرنا أبناؤنا...
اختتم سطوري بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم " ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شــرف كبيرنا"

manal_qatawneh@yahoo.com





  • 1 حمزة المحسيري 05-10-2010 | 10:43 AM

    مقال بالصميم مهما قلنا وفعلنا لن نعطي جزء من حق آبائنا واجدادنا..نسأل الله الإخلاص..
    أرجو تعديل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم :((ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، )).
    بارك الله فيكم

  • 2 م. يزن المعايطة 05-10-2010 | 12:31 PM

    بالفعل كبار السن بحاجة الى برامج عاطفية انسانية وخدمات فعليه تزخر بالحنان والحب الحقيقي والرعاية لهذه الفئــة وبالوالدين احسانا ابدعتي اختي مشكورة .

  • 3 حياة الدويري 05-10-2010 | 12:44 PM

    اشكر الاخت منال واضيف انه لا بد من -تشجيع المسن بعبارات ترفع من معنوياته .
    -انتقاء القصص والروايات عن الماضي والذكريات؛ فهذا ما يفضلة غالب المسنين.
    -عدم الاستهزاء أو السخرية منه، وتجنب ما يثير أعصابه.
    - استشارته، والعمل برأيه في الأمور التي يمكنه المساهمة فيها .
    - عدم الضجر والتأفف منه ومن سلوكياته الغريبة ومتطاباته الكثيرة .
    - الجلوس معه وإشعاره بأهمية وجوده في البيت وبين الاولاد.
    - الابتسامة في وجهه.اشكر مرة اخرى الكاتبة .

  • 4 ابو علي 05-10-2010 | 01:05 PM

    جميل جدا ما كتبتيه اخت منال
    ولكن احيانا كبير السن ليس لديه ابناء او ان ابنائه مسافرين او عندهم ظروف صعبة لذلك نزجهم في دار المسنين وفيها رعاية وعناية كبيرة للكبار قومي بزيارة وشوفي الاهتمام والرعاية داخل دور المسنين .

  • 5 تالا الخالدي 05-10-2010 | 01:43 PM

    مقال صباحي هادف وجيد

    كبار السن هذه الايام معاناتهم مضاعفة بسبب الاوضاع المادية الصعبة كونهم فئة غير قادرة على العطاء او الانتاج
    رفقا بكبار السن الذين جاعوا لنأكل تعبوا لنرتاح وسهروا لننام ماذا قدمنا لهم نبقى مقصرين بحقهم

  • 6 عبد الغني 05-10-2010 | 01:57 PM

    احيانا كبير السن هو يرغب ان يعيش منفردا في مكان مستقل له وبيت خاص به لا يشترط ان يعيش مع الاحفاد لكن المهم ياخذ حقه في الرعاية والاهتمام

  • 7 م.بثينه أبوسليم 05-10-2010 | 02:25 PM

    جزاك الله كل الخير
    واحب ان اذكر بالمثل الشعبي القائل: كل اشي قرضة ودين حتى الضرب عالايدين

    ارحموا كباركم كي تجدوا من يرحمكم في كبركم

  • 8 فاطمة ابداح 05-10-2010 | 02:44 PM

    يجب ان نستذكر الآية الكريمة الواردة في سورة الإسراء بقول الله عز وجل " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريماً ، وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً".
    جزيل الشكر للكاتبة المتألقة منال وجزاها الله كل الخير .

  • 9 صفاء زيدان 05-10-2010 | 04:51 PM

    جميل ما كتب قلمك
    الله يوفقك

  • 10 ياسمين /ام طارق 05-10-2010 | 05:20 PM

    ما اجوج كبار السن وامهاتنا إلى من يسكّن تلك القلوب الوجلةويدفئ تلك الأجسام التي كادت أن تتجمد من صقيع البرد العاطفي.
    بعد أن أفرغت كل ما لديها من طاقات لتصنع منها حياة هانئة للآخرين.. فهل ادينا حقوقها كما اعطتنا حقوقنا .؟؟؟؟؟؟؟ بارك الله بالكاتبة المبدعة

  • 11 وفاء 05-10-2010 | 05:28 PM

    انشاء دور أو جمعيات لرعاية المسنين ليس سلبيا كما يعتقد البعض منا فهي تعتبر ملاذا آمنا لكبار السن الذين تقطعت بهم السبل أو ضاقت بهم صدور بيوت أبنائهم فتقدم لهم الجمعية الرعاية والاهتمام حسب رأي الشخصي وشكرا

  • 12 المهندسة نسرين القطاونه 05-10-2010 | 05:35 PM

    شكرا عزيزتي

    رياح الانفتاح التي هبت علينا من الغرب حملت معها الكثير من الظواهر الإيجابية والسلبية أيضا. وإذا كانت دور رعاية المسنين أمر عادي واعتيادي في البلدان الغربية إلا أنها أمر دخيل على مجتمعنا المسلم لأن الخالق جل وعلا أوصانا ببر الوالدين والإحسان لهما حتى بعد مماتهما.فكيف نعزلهم ونحتفي بهم كل عام لا يعق ذلك !ابدعتي يا ست الكل في الطرح والاسلوب


تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :