facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




كرسي بمليون ونصف المليون دولار!


حلمي الأسمر
18-10-2010 02:39 PM

الناس مشغولون هذه الأيام بحمى الانتخابات ، أنا كصحفي ومتابع للشأن العام وبحكم المهنة ، لا أجد أي متعة في تعقب أخبار هذا العرس ، بل أشعر بضيق شديد حينما يتلوث بصري بهذا الكم الهائل من الشعارات المضحكة ، والصور المنمقة التي تغطي الآفاق ، والكل يتوسل كي "يقنع" المشاهد بأنه الأحق بصوته ، وأنه جدير بالثقة.

الإنتخابات البرلمانية في العموم المطلق ممارسة حضارية ، وضرورة من ضرورات قيام الدول المحترمة ، بغض النظر عن المشاركة والمقاطعة ، فهذه مواقف سياسية تتبدل بتبدل الظروف ، لكن الجانب الذي كان ولم يزل يلفت النظر أن الأغنياء فقط هم القادرون على "تمثيل" الشعب ، الذي يعاني %90 منه من الضائقة الاقتصادية ، بمعنى أن على هذه النسبة الكبيرة أن تختار ممثليها من الـ %10 المرتاحين ماليا ، الطامحين لاستكمال "برستيجهم" الاجتماعي ، والدليل على ما نقول تلك الدراسة التي أعدها الخبير الاقتصادي الدكتور مازن مرجي التي قدرت المبلغ التقريبي الذي يدفعه المرشح للوصول إلى كرسي البرلمان بالمعدل العام بمليون ونصف المليون دولار أمريكي ، وهو مبلغ لا يستطيع دفعه إلا نخبة النخبة من ابناء الشعب الأردني ، وهذه واحدة من مشكلات الديمقراطيات الحديثة ، التي تعاني منها كل المجتمعات المعاصرة.

هذا جانب ، أما الجانب الآخر ، فقد سئل يوما الشيخ الحبيب نوح القضاة المفتي العام السابق للمملكة عن الصفات التي يجب أن تتوفر في عضو مجلس النواب ، والتي يجب أن يراعيها المواطنون عند اختيارهم لأعضاء المجلس النيابي ، فقال: إن المؤهل لعضوية مجلس النواب هو مَن يستطيع تمحيص القوانين ، وملاحظة الألفاظ القانونية وما تحتمله من معانْ ، ويعرف مدى مطابقتها أو مخالفتها للشريعة الإسلامية ، فليست كل المخالفات في درجة واحدة ، فإن المكروه غير الحرام ، كما أن المستحب غير الواجب ، والضرورات التي تبيح المحظورات لها ضوابط لا يعرفها إلا الفقيه المتمكًّن ، أو من يستشير فقيهًا متمكنًا ، وأما مراقبة السلطة التنفيذية فتحتاج إلى من تتوفر فيه الجرأة والموضوعية ، بمعنى أن يراقب الأمور مراقبة الناقد البنَّاء ، وليس الناقد الذي يحب الظهور ، والفرق بينهما كبير ، فالناقد البنَّاء هو الذي يتصور نفسه في مكان عضو السلطة التنفيذية من حيث واجبات الوظيفة ، والإمكانيات المادية والمعنوية ، بل والاعتبارات المحلية والدولية ، ثم يرى هل يستطيع أن يفعل خيرًا مما يفعله هذا المسؤول ، أو هل يستطيع أن يتجنب ما يفعله هذا المسؤول ، فإن وجد أسلوبًا أفضل في الأداء الوظيفي قدم اقتراحه بكل إخلاص لله ، وحرص على مصلحة الأمة ، وإلا قدَّر عذرَ غيره كما يحب أن يقدًّرَ غيرُه أعذارَه.

فانظر يا رعاك الله أخي الناخب ، إن قررت الذهاب إلى صندوق الاقتراع ، فيمن تختاره ، وفيما إذا أديت الأمانة ، أم أنك انسقت وراء إجماع الأسرة أو الحارة أو أبناء البلد ، وأخذ خاطر فلان وعلان ، وخنت ضميرك ، واخترت من لا يستطيع القيام بأي من الواجبين اللذين نص عليهما القانون والعرف والشرع ، طبعا لا نريد أن نقول ، هنا ، إنه من الصعب أن تجد مرشحا متمتعا بهذين الشرطين ، لكننا نقول لمن يريد الانتخاب: سدد وقارب ، وأسهم في صناعة مستقبل بلدك بمواطنة صالحة ، وضمير يقظ،.

الدستور.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :