facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




حاجة


فايز شبيكات الدعجة
14-11-2022 07:52 PM

كان برفقته ثلاثة رجال حين شاهد سيارة تسير امامه تنحرف فجأة إلى ساحة ترابية وعرة الى حد ما، فانحرف خلفها للمساعدة بدافع من المروءة، وقال لمن معه لا بد انه حصل طارئ ولا بد من المعونة، وفي الاثناء لحقت به سيارة تسير خلفه بالصدفة لاستطلاع الامر والاغاثة ان تطلب الموقف ذلك، وعلا غبار كثيف، ثم حضرت سيارة ثالثة ورابعة وخامسة، وبعفوية تامة وفي غضون دقائق امتلأت الساحة الواسعة بالسيارات، وقفوا جميعا على حافة منحدر يطل على واد سحيق، وتجمع الناس اكثر وتزايد العدد ثم تزايد وتزايد.

كانت في الجهة المقابلة من الطريق السريع عربة لبيع الذرة دفعها صاحبها الى هناك وبدأ البيع، تلاه بائع شعر البنات وباشر عرض بضاعته، تبعهم كرابيج حلب، ثم عربة ترمس. وماسح احذية.

اكتض الشارع وساءت حالة المرور بعد ان وصل تزاحم السيارات الى الطريق العام، وحضر رجال السير، وشرطة النجدة. ونشل لص محفظة. وصدم احدهم سيارة احدهم وعلا بينهما نقاش وصراخ، ووقعت ملاسنة بسبب الاصطفاف. هنالك تعارف فتى وفتاة وجرت بينهما علاقة انتهت بزواج سعيد واطفال.

الكل كان يسأل شو في شو في ياجماعة!؟ بمن فيهم رجال الامن، لكن لم يجد كل الحاضرين اجابة واضحة او غير واضحة حتى.

كان صاحب السيارة الاولى غادر المكان مباشرة على استحياء بعد فشله في قضاء الحاجة التي حاصرته ووصلت ذروتها عند الانعطاف، وصب جام غضبه على السلطات التي لم توفر مرافق عامة لقضاء الحاجة المفاجأة لمستخدمي الطريق الطويل، لكنه نسي الموضوع في حينه، وبقيت الحكاية الى الآن لغزا محيرا للمشاركين بذلك التجمع البشري الكبير.

لكن الذي حصل ان الباعة وماسح الاحذية اتخذوا من المكان مقر عمل، ووجدوه مناسبا لرواج بضاعتهم، واستقر الكثير من الباعة الجدد والتجار هناك، ومع مرور الوقت كان المكان حيويا ونابضا بالحركة وحافل بالنشاط، وتوفرت فيه كل الخدمات، وشيدت ابنية ومرافق، وتحولت الساحة الى مركز تجاري مرموق، ثم ان الباعة المؤسسين وماسح الاحذية منعوا من التواجد هناك بذريعة تشويههم لصورة ذلك الصرح الاقتصادي الشهير.
 
اما صاحب الحاجة الذي كان مبهورا بالعظمة والابهة والتغير الخرافي الذي طرأ على الساحة المهجورة فلم يعلم انه كان السبب. وانه الى ذلك لا يعلم انه حول مالك الساحة الفقير الى رجل فائق الثراء، ولم يعلم ثري الساحة ما الحكاية وكيف باغته الثراء.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :