عمون – امل غباين – قال الأمير رعد كبير الأمناء رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأشخاص المعوقين أن الأردن يخطو بشكل واضح في اتجاه تقبل المعاقين ضمن منظومة المجتمع حيث ساهم المجلس وبالتعاون مع العديد من الجهات في نشر الوعي والثقافة التي من شأنها امتزاج المعاقين بالمجتمع .

وأضاف سموه خلال حفل افتتاح مركز التوحد المبنثق عن جمعية مساندة ودعم الأفراد التوحديين وأسرهم صباح السبت أن الجمعية التي تضم نخبة من الأشخاص المؤهلين تشكل خدمة جديدة لفئة تحتاج ليد المساعده مؤكداً استعداد المجلس لتقديم كافة أشكال الدعم لتحسين مستوى الخدمة لها .

وطالب سموه خلال الحفل الذي رافقته اليه الأميرة ماجدة رعد وبحضور الأمين العام للمجلس أمل النحاس من أهالي التوحديين والمدربين الاستمرار بالعمل والقفز فوق الصعوبات لتحقيق حياة كريمة مستدامة تحقق للتوحديين مبنية على الإنصاف والاحترام .

وعدا عن الدعم الذي قدمه المجلس للجمعية تبرع سموه بتزويد المركز بأجهزة حاسوب وعدد من الأدوات العلمية التي تخدم في معالجة السلوك للتوحديين .

من ناحيتها أشادت رئيسة الجمعية الدكتورة سهام الخفش الى المعاناة التي رافقت افتتاح المركز الذي يعد الأول من نوعه في المملكة الذي يقدم خدمات مجانية للتوحديين والدعم المطلق لأسرهم .

وقالت الخفش لـ عمون أن المركز يقدم بالوقت الحالي خدماته المجانية لـ 18 طفل من أصل 7 آلاف مصاب بالتوحد على مستوى المملكة 70% منهم ترافقهم إعاقة عقلية حيث لا تقدم للتوحديين خدمات حكومية وتقتصر الخدمة على المراكز الخاصة التي تعد كلفتها باهظة على أهالي الأطفال .

وأضافت الخفش أن التوحد لا يمكن كشفه بسهولة من الأهالي ويحتاج الى فحوصات مكلفة من ناحية مادية مشيرة أن هنالك خلط كبير بين الإعاقة والتوحد في أذهان الناس .

ويشكو أهالي التوحديين من المعاناة التي ترافق علاج أبنائهم فمن جهة الكلفة العالية لتعديل سلوكهم ومن جهة أخرى ما يرافق التوحد من نوبات غضب يصاحبها الصراخ المستمر ناهيك عن عدم نومهم لساعات طويلة بسبب ما تتمتع به أجسادهم من طاقة عالية نتيجة زيادة الشحنات الكهربائية الزائدة بالدماغ وزيادة نسبة البوتاسيوم بأجسادهم ما يحتاج لمراقبته باستمرار .

ويدفع تواجد طفل التوحد بالمنزل بهروب بعض أولياء أمورهم هرباً من مسؤولية تربية طفل دائم الصراخ حيث أشارت الخفش إلى بعض الحالات التي يقوم بها الأب المصاب طفله بالتوحد بطلاق زوجته أو العمل خارج المحافظة أو المملكة للخلاص من المشاركة بتربيته التي ترافقها المعاناة .

عامر أبو مغلي وزوجته يشكلون مثلاً أعلى لأهالي التوحديين حيث لم تنعكس إصابة ابنهم بالتوحد سلباً عليهم بل كانت بمثابة تحدى في اتجاه إيجاد كل السبل في علاجه السلوكي .

وقال أبو مغلي لـ عمون إفتتاح المركز جاء ليحد من الكلفة العالية التي دفعها خلال سنوات علاج ابنه والتي تجاوزت 150 ألف دينار وينهي معاناتهم في البحث عن علاج خارج حدود المملكة مؤكداً ان المركز التي افتتح بشكل غير رسمي قبل عام تقريباً ساهم بشكل واضح في تعديل سلوك ابنه .

وتم في نهاية الحفل تكريم سموه والأميرة ماجدة وعدد كبير من الداعمين للجمعية والمركز .

والتوحد هو اضطراب سلوكي يعيق إستقبال الدماغ للمعلومات وكيفية معالجتها تؤدي إلى حدوث مشاكل لدى الطفل في كيفية الاتصال بمن حوله وخلل في اكتساب مهارات التعليم السلوكى والاجتماعى .

ويعتبرالتوحد من أكثر الأمراض شيوعًا التي تصيب الجهاز التطوري للطفل يظهر خلال الثلاث سنوات الأولى من عمره ليستمر مدى الحياة دون علاج سوى التعديل السلوكي .

و تختلف درجات التوحد من طفل لأخر فمنهم ما يعد طفلاً هادئاً انطوائياً ومنهم يعتبر طفلا شرساً غاضباً الا ان هناك فئة منهم تمتاز بذكاء وعبقرية في إتجاه واحد مثل التميز بموهبة الرسم لدرجة ابداعية أو القدرة على القيام بأعمال حسابية معقدة لكنهم بذات الوقت يعجزون عن القيام بالاعمال الأخرى التي يقوم بها من هم بسنهم .