المبدع عندما تخونه أعضاؤه .. عمار الجنيدي
26-10-2010 12:47 PM
من حق المبدع على المجتمع وعلى الدولة أن ينال قسطا من الانتباه والرعاية إذا ما خانته بعض أعضاء جسمه، تماما كما للوطن حق على المبدع أن يحمل همومه بين حنايا وتلافيف روحه وفكره وإنسانيته، ويجسّد ما أمكن من معاناة ترهق مجتمعه حدّ الوجع، ولتجسيد ما يمرّ به الوطن من إرهاصات في مواجهة المعيقات التي تعترض مسيرة النهوض والبناء والارتقاء التي من شأنها إدانة كل ما هو سلبي ومعيق للمسيرة.
وقامة بحجم فيصل الزعبي نال تسع جوائز في مجالات الإبداعات الإخراج التلفزيوني وغيرها، ورفع اسم الأردن وعلمها عاليا في محافل عالمية مختصّة بالإبداع الدرامي الذي نستذكر أمجاده ونترحّم على أيامه المؤثّرة والمسلّية؛ يقبع الآن رهين تصلّب الشريان المسئول عن حركة الجهة اليسرى من الجسم وبالتحديد اليد والقدم.
ساهم الديوان الملكي بتغطية جزء من تكاليف علاج هذا المبدع الفنان لكن الأمر يتطلب وِقفة أخرى مغايرة فالزعبي يحتاج إلى إجراء عملية مستعجلة في بريطانيا لسحب التخثّر المرابط في الشريان الفقري، وقد سرت أنباء في الأوساط الثقافية والفنية مفادها أن دولا ستتحمّل نفقات علاج فيصل الزعبي كاملة كروسيا وبعض دول الخليج وسوريا، لكن القضية تكمن في احترامنا واهتمامنا نحن بالمبدع الأردني؛ بالنظر إلى اهتمام الدول الأخرى بمبدعيها ومبدعينا، فجمهورية روسيا الاتحادية ستسمي المعهد الذي درس فيه فيصل الزعبي باسمه.
منذ عودته من موسكو حاملا شهادة الماجستير في الإخراج السينمائي وهو يضع النهوض بالحركة الفنية نُصْب اهتمامه، لا يكلّ ولا يتذمّر من قلّة الإمكانات وكثرة الإحباطات، ولم يأخذه عمله كمراقب للنصوص بداية في التلفزيون الأردني وإخراجه لعشرات المسلسلات الأردنية والعربية واشتغاله على الأفلام التلفزيونية المثيرة للاهتمام وللذاكرة الثقافية والوطنية: "سيرة مبدع" ثم منصبه كمدير للتلفزيون لم يأخذه ذلك عن حلمه بإنشاء كلية للفنون الدرامية التي أنشأها قبل نحو عامين لتكون رافعة مهمة من دعائم الحركة الفنية الأردنية في مجالات كتابة السيناريو والتصوير المونتاج وغيرها.
المبدع الذي يقدّم لوطنه ومجتمعه ويحمله أينما حلّ وارتحل ويدافع عنه بإبداعه وروحه وعرق كيانه؛ لا بد أن يُقابل صنيعه بالإجلال والإكبار والثناء عليه، وحتى نُحرِّض الجميع على المسير على نفس الطريق.
amrjndi@yahoo.com