facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




بغداد التي تفتدي بابل


ماهر ابو طير
04-11-2010 02:33 AM

اذ قال يوماً ، ركعتان في العشق لا يصح وضوؤهما الا بالدم ، واوصاله يتم تقطيعها في بغداد ، غير انه لم يقل لنا مدة صلاته فطالت الركعتين ، حتى انحنى ظهر المؤذن ، فما انهى صلاته ، ولا قام من محرابه.

اي لعنة هي حلت على بغداد ، والحلاج الذي رحل ترك خلفه نبوءة ، تناسى انها نبوءة ناقصة ، لانها لم تحدد لنا مدة الصلاة ، ومن يومها يستسقي النخل العراقي الدم ، ويحن العراقي بصوته حنيناً لا تحتمله النوق بكل صبرها على فقدانها وليدها الصغير. من ذاك الذي يزرع الجنون في رؤوس البشر ، ويزرع العقم في رؤوس النخل ، فمن القتل على المذهب ، وصرعى السنة والشيعة ، الى قتل المسيحيين ، تتم تشظية العراق ، وعقيق النجف ، بات اسود من شدة الاحزان ، ويد ابي حنيفة تم قطعها ، وعمامة الكيلاني مختطفة.

الدم المسال في بغداد ، وكل العراق.ملايين القتلى.ملايين الارامل.ملايين الايتام ، وكل ليلة فاجعة جديدة ، وكأنه انتقام بأثر رجعي من اولئك الذين سبوا اليهود الى بابل ، والثارات عند هؤلاء لاتغيب ، عادوا بعد الاف السنين ، للثأر والانتقام.

الدم غسل كل العراق ، وأنين العراقيين يمتد كغمامة من بغداد الى عمان ، ومن عمان الى القدس ، ويطير الوجع فوق رؤوس البشر ، في القرى التي تجاور بغداد ، من جزيرة العرب الى الشام ، فالنيل ومغربنا الذي ينتظر دوره ايضاً.

هل رأيتم وجوه الامهات اللواتي يلطمن في بغداد على ضحايا الغدر ، حين كانوا في كنيسة النجاة ، هل رأيتم وجوه الامهات المتشحات بالعباءات السوداء في كربلاء والنجف وبغداد والبصرة والموصل.

وجوه لا ننساها ابداً.لانها منا.لا انسى رغيف الخبز المخبوز في التنور الذي ناولتني اياه ساخناً ، عراقية ريفية في ناصرية الجنوب ، قبل عشرين عاماً ، واذ تتنهد وتقول يومها ، بكل اسى الدنيا ان العراق منكوب.

أهي صيحات الحسين قبيل شهادته ، ذات ساعة غدر ، ام هي اقدار البلاءات على العراق ، ام هي هشاشة التاريخ فينا ، فيحل الجراد على ارضنا الخضراء ، ولا يجد الجراد حتى من يقاومه ويقتله ، فلا يترك شبراً ، دون ان يغتاله.

اليوم العراق ، وبعد العراق سيأتي الدور على البقية ، لان للدم لعنة لا تغيب.لعنة السكوت على الدم ، وهدر الدم.لو ارتكب العراقيون كل خطايا الدنيا ، فانهم الى الجنة بلا حساب ، يسبقهم الفلسطينيون ، لان البلاءات التي تنزلت عليهم فوق قدرتهم ، وفوق آثامهم وخطايهم.

أيعقل ان يحاسبوا ايضاً بعد كل هذا البلاء.سؤال يتردد في بالي.هل تتذكرون اطفال العراق وكيف ينامون وصوت التفجيرات ، ورائحة الدم تأتيهم مع وجبات الصباح ، والاصابع المبتورة للشهداء مغموسة في ريق شهود الزور في كل مكان.

بغداد تدفع الثمن عن بابل ، لان بابل الاولى والثانية كانتا سيدة المدن ، والثمن لا يكون عادلا الا بدفع الثمن كاملا ، واليهود ومن معهم اصروا على ذبح بابل الثالثة ، اي بغداد ، من الوريد الى الوريد ، وحرق وجهها وشوي قلبها الاخضر ، كل صباح.

كل قصة بغداد..انها بابل الثالثة ، فيا ويلها ويا ويلنا من حقد المسبيين.

(الدستور)





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :