عمون - منذ تأسيس ونشأة الدولة الأردنية حظيت الخدمات البريدية باهتمام شديد باعتبارها من عناصر البنية التحتية الأساسية، فكانت الحكومة والمؤسسات تستخدمها لإقامة الاتصالات والمراسلات بينها وبين الجهات الأخرى، وكان البريد الأردني حاضرًا منذ عام 1921م أثناء قيام الحكومة التأسيسية التي سميت مجلس النظّار حينها، واشتملت خدمات البريد حينها على اتصالات الهاتف، والبرق، والرسائل الورقية.

البريد الأردني خلال فترة الانتداب البريطاني
ثم أُنشئت دائرة البريد الأولى التي كانت تضم فقط 8 مكاتب بريدية موصولة بشبكة الهاتف، كما كان بعض هذه الأجهزة موصولًا بآلات البرق التي تعتمد شيفرة مورس القديمة في الاتصالات، وتجدر الإشارة إلى أن خدمات البريد كانت حينها تخضع لقوانين الانتداب البريطاني المعتمدة في فلسطين مع التعديل على بعض أنظمتها وقواعدها بحيث تتوافق مع الأحوال الإدارية والاقتصادية والمالية في المملكة.

إذ صدرت أنظمة خاصة تحكم البريد والحوالات والأذون البريدية والطرود، قم توسعت خدمات البريد بعد إنشاء نظارة البريد، وتم افتتاح 9 مكاتب بريد جديدة تلتها مكاتب أخرى موصولة بشبكات هاتفية، وتم إنشاء 10 شعب بريدية، كما وتحولت الخدمات الهاتفية المقدمة من مقاسم مغنيتو إلى خدمات نصف آلية، أما عن طريقة نقل البريد فكان بوسائل النقل القديمة المتاحة كالأحصنة والقطارات والسيارات، ومن بعدها بالسفن.

وقد أطلق على مصلحة البرق والبريد والهاتف وزارة المواصلات في عام 1939م، والتي تغير اسمها إلى وزارة البريد والبرق، وكان لها دور كبير في النهضة بقطاع الاتصالات والبريد، وعملت بجهد على مواكبة التطورات في هذا المجال لحين إنشاء مؤسسة الاتصالات السلكية واللاسلكية عام 1972 وانفصالها عن الوزارة التي حافظت على دورها في تقديم الخدمات البريدية وخدمة البرق والهاتف.

البريد الأردني خلال فترة الاستقلال وما بعدها
في عام 1995 أنشئت هيئة تنظيم قطاع الاتصالات وأصبحت مؤسسة الاتصالات شركة وانتشرت الاتصالات الهاتفية لتغطي جميع أنحاء المملكة الأردنية وتوقفت المكاتب البريدية عن إدارة المقاسم الهاتفية.

وجاء قانون الخدمات البريدية المؤقت الذي أصدر عام 2002 م وقد أقرّه مجلس الأمة ليتم من بعده إنشاء شركة البريد الأردني والتي أصبحت المشغل العام للبريد وزاد عدد المكاتب البريدية ليصل إلى 277 مكتب، وتغير اسم وزارة البريد والاتصالات لوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وتطورت خدمات البريد لتُغطي حاجة المواطنين وتلبي خدمات البريد الأساسية والمالية والخدمات الأخرى التي تنوب فيها عن شركات ودوائر القطاعين العام والخاص، كخدمات توزيع الفواتير واستيفائها، وخدمة البرق، والخلويات الهاتفية، وغيرها.

طوابع البريد الأردني
استخدمت الطوابع العثمانية في شرق الأردن عام 1918م، وأثناء العهد الفيصلي الذي امتد من عام 1918 إلى 1920 أصدرت طوابع بريدية جديدة باسم المملكة العربية في سوريا، وبعد تأسيس الإمارة استعملت طوابع المملكة العربية السورية قبل استخدام الطوابع الفلسطينية التي ضمت عبارة شرق الأردن، والتي صدر من بعدها طوابع مخصصة للأردن وتحمل الملك المؤسس عبدالله الأول بن الحسين رحمه الله عام 1927م.

كما صدرت مجموعات طوابع أردنية تذكارية في المناسبات الأردنية الهامة عديدة كصدور أول دستور لإمارة شرق الأردن، والجراد، وطوابع حملت صور أماكن أثرية، كما وصدرت أول طوابع تذكارية تتبع لمناسبة وطنية هامة وهي استقلال المملكة الأردنية في عام 1946م وبعدها بعام تلتها طوابع تأسيس المجلس النيابي، أما عن الطوابع البريدية الأردنية التي تصدرت تحت مناسبة عالمية فكانت في الذكرى الـ 57 لتأسيـس الاتحاد البريدي العالمي UPU.

كما وصدرت أول طوابع تذكارية حملت صورة جلالة الملك الحسين بن طلال في ذكرى توليه الحكم عام 1953م وكانت أول طوابع في عهده وتضم 6 طوابع، أما في عهد الملك عبدالله الثاني فقد صدرت طوابع بريدية في الذكرى الـ 38 لتوليه جلالته الحكم.

رؤية البريد الأردني
يتطلع البريد الأردني في رؤيته إلى تحقيق الريادة والنهوض في قطاع الخدمات البريدية على المستويين المحلي والإقليمي.

رسالة البريد الأردني
يدعو البريد الأردني في رسالته إلى تحقيق أعلى معايير الجودة وتطبيقها أثناء تقديم الخدمات المالية، والبريدية، واللوجستية، والتي تديرها وتُنظمها دائرة بريدية متكاملة تتمتع بكادر وظيفي مؤهل وذو كفاءة وضمن أسعار مقبولة وتنافسية ينال من خلالها رضا العملاء.

القيم المؤسسية للبريد الأردني
يقوم البريد الأردني على مجموعة من القيم الأساسية السامية، ومنها الآتية:

الدقة.
الشفافية.
الأمانة.
المهنية.
التميّز.
المسؤولية.