صحة حديث (من الكبائر شتم الرجل والديه)
17-01-2023 12:37 PM
عمون - من الكبائر شتم الرجل والديه
يعد عقوق الوالدين من كبائر الذنوب، سواء أكان العقوق بالقول أو بالفعل، وقد يكون عاقاً بتعريض والديه لما ينقص من قدرهما ومكانتهما من الغير، وهذا الحديث مثال على ذلك، وفي الآتي بيان معنى الحديث، وبيان خطر عقوق الوالدين، وفضل برهما.
نص الحديث وشرحه
ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ؟ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ).
يحتوي الحديث على بعض المسائل التي تحتاج إلى مزيد شرح وبيان وهي كما يأتي:
معنى الكبائر: جمع كبيرة الكبيرة هي كل ذنب عليه عقوبة أو حد أو لعن أو غضب أو طرد من رحمة الله - تعالى-،وعقوبتها أكبر من الذنوب الصغيرة.
معنى شتم: يدل الجذر اللغوي (ش ت م) على الكراهة والبغض،وعلى قبيح الكلام،وقبيح الوجه،وحمار شتيم أي قبيح الوجه ومنه اشتق الشتم.
هل يشتم الرجل والديه: فيها استنكار لشتم الوالدين وفي هذا إظهار ما كان عليه الصحابة رضوان الله عليهم من المبالغة في إكرام الوالدين، فهو سؤال استنكار واستبعاد.
يسب أبا الرجل؛ فيسب أباه، ويسب أمه؛ فيسب أمه: يشير الحديث أن من أسباب شتم المسلم لوالديه في أن يكون سبباً في إيصال الشتم والسب لهما من الآخرين، وأن يكون سبباً في إيصال السب لوالديه فهذا لوحده عقوق في حق والديه.
ويكون معنى الحديث بأنه يُعد من عقوق الوالدين، أن يكون الابن سبباً في شتم الآخرين لوالديه، بسبب سوء أفعال الابن أو سوء أقواله.
فضل بر الوالدين
سأذكر فضائل بر الوالدين فيما يأتي:
قرن الله -تعالى- توحيده وعبادته ببر الوالدين في أكثر من آية، ومنها قوله -تعالى-: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾،وقد قر بين توحيد عبادة الله -تعالى- وبر الوالدين، لأن كليهما واضح لا يحتاج إلى إثبات ومزيد من التفكّر عند من رجح عقله.
قوله -تعالى-: (إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً﴾،والأف هو الأذى القليل في الأذن أو الظفر،والمقصود لا توصل لهما جميع الأذى ولو كان من حرفين مثل كلمة أف.
ترغيباً فيبر الأم جعل النبي -صلى الله عليه وسلم- الجنة عند قدمها فقد معاوية بن جاهمة إلى رسول -صلى الله عليه وسلم- وقال: (يا رسولَ اللَّهِ إنِّي كنتُ أردتُ الجِهادَ معَكَ أبتغي بذلِكَ وجْهَ اللَّهِ والدَّارَ الآخرةَ قالَ ويحَكَ أحيَّةٌ أمُّكَ قُلتُ نعَم يا رَسولَ اللَّهِ قالَ ويحَكَ الزَم رِجلَها فثمَّ الجنَّةُ).
في التحذير من عقوق الوالدين قال -صلى الله عليه وسلم-: (رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أنْفُ، قيلَ: مَنْ؟ يا رَسولَ اللهِ، قالَ: مَن أدْرَكَ أبَوَيْهِ عِنْدَ الكِبَرِ، أحَدَهُما، أوْ كِلَيْهِما فَلَمْ يَدْخُلِ الجَنَّةَ)،كلمة رغم تدل على إلصاق الأنف بالتراب، وهي تعبير على الذل والمهانة،ويقصد أن من لم يكرم والديه يلحق ذل ومهانة وكأن أنفه ألصق بالتراب.