عمون- في أعماق الليل وبين النائمين والمستيقظين، في ظلمة الليل تتجلى عتمة الكون وعتمة بعض القلوب والنفوس. تلك اللحظات الساكنة في الليل تحمل آهات ودموع تجتمع فيها. في هذه الأوقات الصامتة، أنا أقف أمامك يا ربي وأتوجه إليك، أسألك عفوك ومغفرتك. أعوذ بك من زلات نفسي، وأسألك العفو والسلامة والمغفرة الدائمة. إنك تعلم حالي ومصيري، فارشدني واجعل لي طريقًا يقودني إليك، واجعلني أسلكه دائمًا. عندما تضلني الدروب أو تغريني الأشياء الجميلة في الحياة، أرجعني إليك يا ربي ولا تتركني وحدي. أخرجني من ظلمة الليل المظلم إلى فجر ينبض بالأمل والحب والأمان، فأنت المصدر الذي أستمد منه القوة والثبات.

تذكر دائمًا أنه سيأتي يوم الوداع، حين يفترق الأحباب والأصدقاء، وعندما يصبح الجمال الذي كان في الحياة يُرمى بالحجارة، والأجساد الرقيقة تعود إلى التراب. في هذه اللحظة، تضيق القبور وتتفرق الأضلاع، ولكن تذكر أن القبر سيكون حديقة من رياض الجنة لأولئك الذين صدقوا الله وكانوا صادقين، فثبتهم بكلمة صادقة وحمى بهم من العذاب.

لكي ترتقي الروح وتتطور النفس، يجب أن تقطع الروابط مع الدنيا أو على الأقل تقلل منها. تتغير الأحوال ونجد أنفسنا في لحظة غير متوقعة، فقد نفقد الأحباب، وقد نفقد الثروة، وقد نفقد أنفسنا. بين ليلة وضحاها، تتغير المعايير وقد يصبح شخص ذو قيمة عظيمة في يوم ما، وفجأة ينتهي في صفوف الذين نعود لهم بالأذى. القلب لا يمكنه أن يستوعب النور والظلام في آن واحد، ولكي يتمكن النور الحقيقي والإيمان والقرآن من الاستقرار فينا، يجب أن ننهي ونتخلص من ظلمة الذنوب.