facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




رانـيـا الـعـبـدالـلـه وقِيَم الـطـــريق الـثـالــث


أحمد الحوراني
10-02-2023 03:18 PM

المقصود بـ "الطريق الثالث" هو المصطلح الذي أطلقته جلالة الملكة رانيا العبدلله على نهج الاعتدال والوسطية خلال مشاركتها في الغداء الدولي الذي تلا إفطار الدعاء الوطني لعام 2023 في العاصمة الأميركية واشنطن خلال مرافقتها لجلالة الملك عبدالله الثاني مؤخرًا، وبحضور قيادات سياسية وفكرية ودينية وضيوف من مائة وأربعين دولة، إذ جاءت الكلمة التي ألقتها مثقلة بالمعاني والدلالات التي تصدرتها القيمة المضافة بأن الدين "ليس مأوى للاختباء"، بل "هو مُنطلقنا للحياة" مؤكدة في هذا الصدد ما نرى أن العالم أحوج لتفهّم جوهره والتي بينته في ذكرها "أن الصلاة - وهي الممارسة الجوهرية للإيمان – تستطيع أن ترشدنا نحو مسار أفضل... مسار سأدعوه الطريق الثالث، هذا الطريق الثالث ليس متوسط نقيضين، بل يسمو على القطبية، ويرفعنا إلى أرضية أعلى أقرب ما أن تكون أرضية مشتركة أيضًا.

أكثر من نحو عشر قيم ورسائل ضمّنتها جلالة الملكة في كلمتها أختصرها بما معناه "إن الأخلاق والفضائل هي مقياس الرقي في الأمم" الأمر الذي يستلزم منا ليس فقط إعادة قراءة الكلمة بقدر ما تقتضي الضرورة بالعمل على تعميم وتحليل وشرح المضامين التي لا بد وأن تصل إلى أبنائنا وبناتنا من الناشئة كي تمهّد الطريق أمامهم لفهم ما لهم وما عليهم ولكي يستطيعوا التمييز بين النافع والضار وبين الصالح والطالح قبل أن تتقاذف عقولهم الأفكار البائدة التي من شأنها أن تقوقع سامعها مالم تكن الفرصة قد أُتيحت أمامه لإعمال الفكر والخروج بجملة من القيم والمفاهيم التي أوردتها جلالة الملكة في كلمتها خاصة من زاوية تركيزها على أهمية الإيمان كنور باطني ينبثق ويضيء جوانب النفس البشرية ويجعلها تتقبل الرأي والرأي الآخر وتحيا حياة عريضة وغنية بالتفكير والإنتاج باعتبار أن هذا هو المقياس الصحيح للحياة وأن وتقدير الأشياء بالكيف لا بالكم، منزلة لا يصل إليها العقل إلا بعد نضجه وتدبّره فيما حوله.

اثنان من المبادئ تتجلى بهما الروح وتتهذب بواسطتهما النفس وينتج عنها بلوغنا الطريق الثالث على حد قول جلالة الملكة وهي التواضع أولًا كصفة محمودة تدل على طهارة النفس، وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس، وتنشر الترابط بينهم، وتمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، وبالاستدلال مقولة الإمام الشافعي "أرفع الناس قدرًا من لا يرى قدره"، فالتواضع يرفع المرء قدرًا ويزيده نبلًا، واللهُ سبحانه لم يميز فردًا دون آخر إلا بما يحمل من صفات الصلاح والطهر والأخلاق.

وأما الوحدة كمبدأ ثانٍ حسب ما رأت جلالتها فهي قيمة سامية "لا تعني التشابه. يعلمنا القرآن الكريم أننا خُلقنا من ذكر وأنثى وشعوب وقبائل مختلفة لنتعارف. نعم، الاختلاف من أجل بناء العلاقات"، وعلى هذا الهدي القويم فإن مفهوم الوحدة، لا يمكن اكتشافه إلا من خلال منظور الاختلاف وذلك لأن الاختلاف جزء أصيل من منظومة الوعي الذاتي، كما أنه (الاختلاف) هو الذي يثري مضمون الوحدة، ويمده بأسباب الحيوية والفعالية، وبين الاختلاف والوحدة مسافات، لا يمكن اجتيازها إلا بالتسامح والحرية والاعتراف بقانون التعدد ومبدأ التنوع.

لعلّ أهم ما خلصنا إليه عبر كلمة جلالة الملكة حقيقة جلية مفادها أنه ينبغي أن تكون هويتنا متصالحة، متوافقة مع هويات الآخرين لا أن ترفضها وتهددها بالإلغاء، فالممارسات العدوانية والانفعالية، لا تلغي الاختلافات والتمايزات، وإنما تدخلها في علاقة صراعية عنيفة بدل أن تكون العلاقة تواصلية وتفاعلية، ولا يمكن فهم الآخر، إلا بتقدير وتحديد مساحة الاختلاف معه.

شكرًا جلالة الملكة رانيا على تلك الإضاءات التي تنزلت علينا كأنها المرأة الصافية، أو الشعلة الملتهبة وكل جانب فيها ومنها مضيء.

الرأي





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :