عمون - دوران الرأس هو حالة شائعة جداً تحدث في المجتمع، ويمكن تعريفه بأنه الشعور بحركة ودوران الأشياء حول الشخص رغم أنها لا تتحرك، أو الشعور بأن الشخص يسير بينما هو ثابت في مكانه. تعتبر أسباب دوران الرأس متنوعة وقد يحدث نتيجة لعدة حالات صحية.

يمكن تقسيم دوران الرأس إلى نوعين رئيسيين وهما:

الدوار المحيطي: يحدث بسبب مشكلة في الأذن الداخلية ويشكل حوالي 93% من حالات دوران الرأس. ومن أمثلة أسباب الدوار المحيطي:
دوار الوضعة الانتيابية الحميد: ويحدث نتيجة لتغير في موضع الرأس.
داء مينيير: وهو مرض يؤثر على الأذن الوسطى ويسبب مشاكل في الاتزان والسمع.
التهاب العصب الدهليزي الحاد: وهو التهاب في الأذن الداخلية يتسبب في حدوث دوار مفاجئ.
تصلب الأذن الوسطى: ويحدث بسبب نمو غير طبيعي لعظام الأذن الوسطى.
الدوار المركزي: يحدث بسبب مشاكل في الدماغ أو الحبل الشوكي. ومن أمثلة أسباب الدوار المركزي:
السكتة الدماغية.
التصلب اللويحي.
الصداع النصفي أو الشقيقة.
وجود ورم في منطقة المخيخ.
تظهر العديد من الأعراض مع دوران الرأس، وتختلف في شدتها ومدتها من شخص لآخر، وتشمل بعض الأعراض:

التمايل أو الشعور بعدم الاستقرار.
فقدان التوازن.
الغثيان.
القيء.
حركة لا إرادية لحدقة العين (نستاجموس).
التعرق.
الصداع.
طنين في الأذن أو فقدان السمع.
يجب استشارة الطبيب إذا كانت هناك أعراض أخرى ترافق دوران الرأس، مثل ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، أو آلام حادة في الرأس، أو التقيؤ، أو إذا كانت حالات دوران الرأس تحدث بشكل متكرر.

توجد عوامل خطورة تزيد من احتمالية الإصابة بدوران الرأس، وتشمل التعرض لإصابة في الرأس، تناول بعض الأدوية مثل أدوية ضغط الدم ومضادات الاكتئاب، ارتفاع ضغط الدم، أمراض القلب، مرض السكري، التدخين، وشرب الكحول.

لتشخيص دوران الرأس، يقوم الطبيب بمراجعة تاريخ المرض والتحقق من وجود أي حالات صحية أو استخدام أدوية يمكن أن تسبب الدوار. يتم أيضًا إجراء فحص سريري للتقييم العصبي وتمييز بين الدوار المحيطي والدوار المركزي. كما يمكن أن يتضمن التشخيص اختبارات مثل اختبار الرأس السريع واختبار رومبيرغ واختبار فوكودا واختبار ديكس هالبايك، وفي بعض الحالات قد يتم إجراء صورة تقطيعية أو رنين مغناطيسي لاستبعاد مشاكل صحية في الأذن الداخلية أو الدماغ.

يعتمد علاج دوران الرأس على المسبب وفي الكثير من الحالات يختفي الدوار بمفرده دون الحاجة لعلاج خاص. وتشمل طرق العلاج المعتادة:

إعادة التأهيل الدهليزي: وهو نوع من العلاج الطبيعي يساعد على إعادة تأهيل النظام الدهليزي الذي يساعد في إرسال إشارات الحركة إلى الدماغ.

العلاج الدوائي: يمكن استخدام بعض الأدوية لتخفيف الأعراض المصاحبة للدوار، مثل الغثيان. كما يمكن وصف مضادات الالتهاب للتخفيف من التهاب الأذن الداخلية ومدرات البول لتقليل ضغط الأذن. في بعض الحالات قد يكون الجراحة ضرورية، مثل إزالة ورم في الرأس أو في حالة تعرض الرقبة أو الرأس لإصابة شديدة.

توجد أيضًا بعض النصائح الشخصية التي يمكن اتباعها للتعامل مع دوران الرأس، مثل ممارسة تمارين خاصة لتخفيف الأعراض، رفع الرأس قليلاً أثناء النوم، القيام بحركات ببطء عند الاستيقاظ، تجنب الانحناء المفاجئ للأسفل، تجنب مد الرقبة بشكل مفاجئ، وتجنب الحركات السريعة للرأس. يمكن أيضًا ممارسة بعض الحركات التي تسبب الدوار لتعود الدماغ على تلك الحركات ويتأقلم معها، ولكن يجب القيام بذلك فقط عندما يكون الشخص قادرًا على السيطرة على الحركة وعدم تعريض نفسه للسقوط.