facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أحزاب تجتاز خط البداية


د. أميرة يوسف ظاهر
26-03-2023 10:12 AM

التجربة الحزبية التي يتناولها الجادون في حزب إرادة "نموذجا" تقدم درسا ديمقراطيا في غاية الأهمية، فقد عكف القائمون على إنجاح الديمقراطية في الحزب على تقديم درسا في غاية الجدية لكل الأحزاب الأخرى سواء الذين سبقوهم في تجربة التأسيس أو من خرجوا من رحم الأحزاب الحديثة، فقد صاغوا قانونا يخصهم في الفكر وآليات العمل خلال المؤتمر التأسيسي الذي رافقه تنظيما في غاية الشفافية والمصداقية ترجم نقل مفردات كنا راغبون في رؤيتها لدى أحزاب أخرى عريقة في الكم والكيف، وكان الحزب متكيفا في الإتيان بجيل جدي من النساء والشباب لمواقع قيادية في المكتب التنفيذي والمجلس المركزي، وحتى في إدارة الانتخابات التي جرت وفق معايير الهيئة المستقلة للانتخابات وقانون الأحزاب الجديد، ما يجعل التجربة لديهم تزخر بالكثير من الجهود التي بُذلت في أعلى المستويات، وإذا كان لنا أن نشخصها لتكون تجربة مثالية لبقية الأحزاب التي تنتظر دورها في تحديد المواقع القيادية، وتترجم الرؤى التي ساهمت في خلق حالة سياسية جديدة تستحق الاحترام والتقدير من الوسط السياسي الذي يذهب إلى وضع إطار جديد للعمل الجاد في إطار من المسؤولية الوطنية التي كنا ننتظرها بفارغ الصبر والحس العالي، بوضع مدماك العمل الحزبي في إطاره الصحيح.

وأنا هنا لست في إطار التغني بالتجربة لغاية أفراد وشخوص يقومون بإيجاد منصات للانطلاق إلى ما بعد تأسيس الحزب في إطاره القانوني واستحقاقات سياسية يُبنى عليها للبدء في الاستعداد للانتخابات النيابية، وإنما البناء الحزبي القائم على ثقافة جديدة يتم البناء عليها لتكون خامة جاهزة في تشكيل لبنة فيما سيأتي لتكون مع أحزاب أخرى تقوم بذات الفعل من خلال كتل نيابية حزبية في تشكيل الحكومة البرلمانية البعيدة عن الجهوية والمناطقية والمحاصصة التي ساهمت بشكل سلبي في تقديم حكومات قاصرة عن خدمة الوطن وفق تجارب لا برامجية، وبهذا يسهم التكتل الحزبي على تقديم جهد متراكم إزاء ما يمكن أن يقدمه للوطن من خلال برامج يساهم بها كل المنضوين تحت عباءة الحزب وليس أي عباءة كانت تنتقص من جدية العمل وتكامل بناءه.

لقد تابعنا باهتمام المؤتمر التأسيسي لحزب إرادة الذي نحترم الجهد الجماعي فيه فيما قدمه للوطن، والتضحيات التي عكف قادته على القيام بها لجيل من الشباب راغب في تقديم طاقات جديدة وخلاقة للعمل الجديد تشكل بديلا لما كان يسمى الحرس القديم الذي لم يقدم الكثير في ظل التطور التقني والتقدم الذي شهده العالم، وفي ظل تأثير الأوبئة والحروب والزلازل التي عصفت بالعالم، وبهذا يكون حزب إرادة قد اختار طريقا نخبويا إزاء ما يمكن أن يشكل حلا للتراجع الإداري والاقتصادي والاجتماعي الذي أصاب مجتمعنا، وأنا واثقة أن البرنامج الذي يعكف عليه الذين فازوا بثقة زملائهم في حزب إرادة سيقود الحزب إلى وضع حلول لكل ما سيكون عائقا في وجه التقدم الذي سنشهده بعد اكتمال المشهد السياسي مستقبلا.

لست عضوا في حزب إرادة، ولكني معجبة بالتجربة الفريدة والحديثة لقادة الحزب التي جعلت منه حزبا يحجز مقعده في الصف الأول فيما يتعلق بتحقيق الاستحقاقات في التشكيل والإتيان برجالات ونساء وشباب سيعملون يدا بيد بكل ما لديهم من طاقات بعيدا عن مناكفات وتنافس غير خلاق وسيدفعون بالكفاءات بعيدا عن مراكز قوى كانت جزءا من الحرس القديم التي انطوت التجربة الحزبية على استبدالهم بالأفضل.

وإذا كان الوطن هو الأهم وكان الناس هم الفئة التي يستهدفها العمل الحزبي، فإن أقل ما يمكن أن يقال في أي تجربة رائدة أن تكون لصالح المجتمع الذي ننتمي إليها، وقد تقدم التجربة التي ستخرج من رحم هذا الاستعداد وهذه الثلة المتميزة جهدا عز بناؤه بهذا الاصطفاف البناء والعمل الذي سيفضي إلى ما سيكون مفيدا وراقيا.

لقد عبر الحزب عن توقعات المواطن العادي في توافق انتخابي وأعطى رسالة للشباب أن مواقعهم محفوظة لمن هو قادر على إدارة المرحلة بحكمة وروية، وكان ترجمة لرسائل القائد وفي أعلى المستويات، وقد أعطى الحزب هامشا لكل الذين يطمحون أن يساهموا في بناء برنامج الحزب من خلال المشاركة الفعالة في اللجان والقطاعات المختلفة ليكون هناك استعداد قادم لكل مجتهد أن يعمل على تطوير آليات العمل، وأن يصل بالحزب إلى ما يمكن أن يمكنه من تشكيل الحكومة أو أن يساهم مع أحزاب أخرى تمتلك الخبرة والطموح في تقديم قيادات وبرامج وفعالية للوصول بوطننا إلى ما يمكنه من التطور والتقدم والرخاء.

حفظ الله الأردن وقيادته وكل المخلصين من أبناءه وبناته.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :