عمون - تكنولوجيا النانو (Nanotechnology) هي مجال يهتم بدراسة وفهم المادة والتحكم فيها على المقاييس النانومترية، والتي تتراوح بين 1 و100 نانومتر. يمكن تطبيق هذه التقنية في مختلف المجالات العلمية مثل الفيزياء والكيمياء والبيولوجيا وعلوم المواد والهندسة.
تعتمد تكنولوجيا النانو على فهم الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمواد على المستوى الذري والجزيئي، والتحكم في تلك الخصائص لإنشاء مواد وأنظمة ذات قدرات فريدة.
بدأت الأفكار والمفاهيم المتعلقة بتكنولوجيا النانو تتكون منذ فترة طويلة قبل استخدامها الفعلي. في عام 1959، اقترح الفيزيائي ريتشارد فاينمان في اجتماع الجمعية الأمريكية للفيزياء موضوعًا يتحدث فيه عن "هناك حيز كبير في القاع"، حيث وصف فاينمان القدرة على التحكم والتأثير على المستوى الذري والجزيئي. في عام 1981، ابتكر الأستاذ نوريو تانيجوتشي مصطلح "تكنولوجيا النانو". ومن ثم تم تطوير تكنولوجيا النانو بشكل كبير، ومن أهم المساهمات في ذلك كان تطوير مجهر المسح النفقي الذي يمكن رؤية الذرات الفردية.
توفر تكنولوجيا النانو العديد من الفوائد في مجالات متنوعة. تساهم في تحسين التقنيات والصناعات المختلفة مثل تكنولوجيا المعلومات والطاقة والطب والأمن الوطني وعلوم البيئة وسلامة الأغذية وغيرها. تسمح تكنولوجيا النانو بتعديل هياكل المواد على نطاق صغير جدًا لتحقيق خصائص محددة، مثل زيادة قوة المواد وخفة الوزن ومقاومتها وتفاعلها وتوصيلها للكهرباء.
تُستخدم تكنولوجيا النانو في العديد من المنتجات اليومية، مثل الشاشات والكاميرات والنظارات والنوافذ، حيث يمكن استخدام الأغشية النانوية الشفافة لجعلها مقاومة للماء ومضادة للانعكاس ومقاومة للأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء ومقاومة للخدش وموصلة للكهرباء. كما تستخدم الألياف النانوية في الملابس لإضافة خاصية مقاومة البقع، وتستخدم البلورات النانوية لصنع واقٍ من أشعة الشمس غير المرئية ولقتل البكتيريا ومنع العدوى في الضمادات.
تكنولوجيا النانو تعد مجالًا حيويًا ومبتكرًا يتطور بسرعة، ومن المتوقع أن تستمر في تحقيق تقدم وتطور في المستقبل، مما يؤدي إلى تحسين حياة الناس وتطوير مجالات متنوعة في العلوم والصناعة.