facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الحروب القادمة ستكون كروية


طلال الخطاطبة
20-12-2010 02:53 PM

نبه كبار الساسة ومنذ حوالي عشرين عاما خلت إلى الاهتمام بمصادر المياه وقالوا بأن الحروب القادمة ستكون حرب مياه, وقد كان تخوفهم في محله طبعا. ولكن ومع تغير الاهتمامات ارتأى طباخو الحروب الدولية تأجيل موضوع المياه واستبدلوه بالرياضة وبشكل خاص كرة القدم, فتحولت كرة القدم من كرة ذات لغة عالمية تجمع الشعوب حولها إلى نقمة على هذه الشعوب, حيت تجتاح أعمال الشغب كل مباراة بكرة القدم في كل دولة تقام فيها مثل هذه المباريات, ولولا لطف الله سبحانه وتعالى وقوات أمن تلك الملاعب لحدثت الكوارث.

وبما أن (معازيبنا قبُل على رأي الفنان عبد الحسين عبد الرضا بمسرحية باي باي لندن) الانجليز هم من يسنون مثل هذا السن فهم أول من بدأ هذا الشغب من جمهورهم الذي يرافق نواديهم في أوروبا. وكلنا نذكر الشغب الانجليزي الكروي بعنجهيته أين ما ذهب. والشعوب مغرمة بالتقليد كما قال ابن خلدون بمقدمته الشهيرة فانتشر هذا العنف بمختلف أنحاء العالم وتطور ووجد من يدعمه والأمثلة على ذلك كثيرة. إن مباراة بين برشلونة وريال مدريد في أسبانيا كافية بأن تشعل الشوارع بحوادث العنف بقرية نائية بمحافظة أردنية وليس فقط باسبانيا. فأي فائدة ترجوها الدول من هذه الكرة البلاستيكية. مللنا من سماع الأسطوانة المشروخة بأن العيب ليس بالشيء الفلاني ولكنه بسوء استخدام هذا الشيء , فالأشياء جمادات لا تؤثر بمن حولها لا سلباً ولا إيجابا, والتشبث بمقولة سوء الاستخدام هو أشبه ما يكون بالتذرع بعدم الهداية الربانية كتبرير لعدم قيام الفرد بواجباته الدينية.

للأسف فقد سيطر رأس المال على هذه الفرق الرياضية, فتولي قيادتها أصحاب البزنس لإضافة طبعا للسياسيين السابقين, فأصبحت مصدرا ماليا ضخما لها, وتسارعت القنوات الفضائية لتسلط الضوء على كل البطولات مهما صغرت أو كبرت, فبعد أن كان الاعتماد مقتصرا على كأس العالم يتجرعه أمثالي على مضض نجد الاهتمام قد تحول إلى كاس أوروبا وكأس اسيا , ثم لحقت هذه الفضائيات فنقلت الدوري الأسباني والايطالي والأردني على سبيل المثال, وليس بمستغرب بالمستقبل التوجه إلى فرق طابات الشرايط بالحارات والأزقة مستقبلاً إذا وجد أنها ستجلب المال. ولم لا, فالشباب متواجد بمقاهي الرياضة على طول, حتى ندر أن تجد مقهى يبث برنامجا حواريا هادفا أو حتى فلم أجنبي أو عربي لمن لا يريد هذا النوع من الرياضة.

لقد درسنا ونحن بالثانوية العامة وبكتاب القضية الفلسطينية ما يسمى ببرتوكولات حكماء صهيون أن أحد هذه البروتوكولات هو إشغال العالم بالرياضة كهدف وضعه حكماؤهم ليحققوا حلمهم بالسيطرة على هذا العالم, وكنت أعتقد في ذلك الوقت أن هذا من باب المبالغة حيث أن الرياضة لم تكن بهذا الانتشار الواسع, ولكن انظر حولك لترى الشاشات التلفزيونية تبث كرة القدم أربعا وعشرين ساعة يومياً إلا يُعد هذا أشغالا للعالم.

وفي الختام لا بد من لفت النظر إلى أن العنف لم يعد مقتصرا على الفرق أنفسها ومشجعيها بل تعداها إلى الدول كما حصل بين مصر والجزائر, ولكم أن تتخيلوا ما كان يمكن حدوثه بين القطرين العربيين الشقيقين المسلمين المناضلين لو كانت بينهما حدود مشتركة, لقد نسي البلدان كل ما قدمه هذا البلد للآخر في فترة زمنية ما. فمصر دعمت الجزائر باستقلالها وحمت قادة ثورتها, كما أن الجزائر قدمت الكثير لمصر بحرب أكتوبر.
فهل من المتوقع نشوب حرب كروية قادمة بين بلدين بسبب هذا النوع من الرياضة؟ هل ستجيش الجيوش وترابط البوارج أما السواحل من أجل فريق خسر مباراة؟ هل يستحق العالم هذه النهاية؟ لا أظن ذلك.

اقتراح آمل أن يلقى القبول بعد كل هذا: لماذا لا نجرب عاما بلا كرة (محلياً وعالمياً) , ماذا سيجري إن جلسنا عاما لا يتقاتل الأخ فيه مع أخيه على فريق لا يعرفه إلا على التلفزيون؟ هل سيتوسع ثقب الأوزون مثلا أن أوقفنا الأندية الأردنية جميعا حتى لا يطلع علينا أحد على تلك القناة المشئومة يهددنا بالويل والثبور. دعونا نجلس عاما دون كرة قدم. ربما سيخسر المنظمون لهذه المباريات, أما نحن فسنربح الكثير ...سنربح أنفسنا.

Alkhatatbeh@hotmail.com





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :