facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




ذكرى حزيران .. دروس من الهزيمة


م. بسام ابو النصر
05-06-2023 07:46 PM

لم يكن بوسعي التحدث في هذا الموضوع ولم أكن على موعد عن الحديث عن ذكرى نكسة حزيران التي اماطت اللثام عن ضعف نظامنا العربي الذي خرج من رحم الدولة العثمانية التي تراجعت لصالح النظام العلماني التركي الذي جاء على دبابات الحلفاء بعد الحرب العالمية الاولى، ولن يكون بوسعي ان أضع لومًا على النظام الذي وُلد وفي قلبه سهم الاحتلال الصهيوني، أسفينًا زُرع في الخاصرة العربية، منذ الهاجاناه وإشتيرن اللتان خاضتا الحرب العالمية الى جانب بريطانيا وفرنسا، وساهمتا في تأسيس جيش صهيوني متغطرس ومدعوم من القوى الغربية آنذاك.

نكسة حزيران التي تصادف هذه الأيام كانت نتاجا للكراهية التي زرعها الاستعمار، فعبدالناصر الذي أقحم ثلاث دول عربية هي الاردن وسوريا ومصر بإغلاق مضائق تيران، مع تعطش استعماري للمستعمرة الصهيونية، وحال من التراجع على الجبهات العربية بسبب حالة الهلع جراء التفوق النوعي الصهيوني بالطيران الذي قضى على معظم القوة الجوية العربية خلال الساعات الأولى للمعركة ، وهذا ما دفع بالصهاينة أن يقوموا بإضافة ما يزيد عن ٨٠ الف كم مربع، ويغتنموا الكثير من الاراضي في فلسطين وسيناء والجولان ما كانوا ليحلموا فيها لولا التسرع الذي شرع به عبدالناصر ، وخسر من جراءه سيناء وعدد كبير من القتلى، وخسر الاردن ما تبقى من فلسطين التاريخيه، إضافة الى معظم مرتفعات الجولان على الجبهة السورية.

لقد كان قرارا متسرعا ومتفردا في البدء بمعركة غير متوازنة بين جيوش ضعيفة البنية والتدريب، مع جيش معبأ ومدرب شارك في الحرب العالمية الاولى، وكسب إستمالة جيوش الحلفاء، بينما وقفت الجيوش الشعبية في فلسطين مع الجيش الالماني والايطالي والروسي .

بينما وقف الجيش الرسمي الذي حارب الجيش التركي في الثورة العربية الكبرى الى جانب الحلفاء، وكان ذلك مدعاة لاتهام البعض الجيش العربي، بانه كان اداة ضد العثمانيين
وبيد الحلفاء، وقد ترك الأردن أمر تنسيق العمليات لديه بيد ضباط عرب فيما عرف بالتنسيق الموحد، التزاما بالعمل العربي المشترك.

لقد تبين بعد خسارة الأرض واستشهاد عشرات الالاف وتشريد مئات الالاف ان سرطان الكراهية كان ينخر في الجسد العربي، وان بعض القيادات كانت مخلصه وصادقه، وقد سجلت الاحداث في فصولها المتعددة، بان هناك الكثير من البطولات الفردية قد تجاوزت العمل العسكري، وان هناك من كان يقاتل لاجل العقيدة والارض والمقدسات والاوطان.

لقد خسرنا القدس وكل الضفة الغربية، وخسرنا الجولان وسيناء التي استعادها الاشقاء المصريون على إستحياء " منتقصة السيادة" في كامب ديفيد التي حيدت مصر عن الصراع العربي الصهيوني، وجعلت اشقاءنا الفلسطينيين يواجهون مصيرهم لوحدهم، بعد تداعيات حرب تشرين ١٩٧٣ م التي لم يستثمر فيها النصر وجعلت مصر تستعيد اراضيها المحتلة على حساب الوقوف مع محيطها العربي،

نكسة حزيران كانت انتكاسة في العمل العربي الذي كاد أن يكون مكتملا وقويا بعد تأسيس الجامعة العربية عام ١٩٤٥ م اولا: هذا الاسفين الذي زرع في خاصرة الوطن العربي وثانيا: هذا الاستعمار الذي وضع يده على معظم الأراضي العربية من المحيط الى الخليج بحجة انها ولايات تابعة لارض دولة هُزمت في الحرب العالمية، وبهذا كان على العرب ان يدافعوا عن ارضهم ويستعيدوا اجزاءها وفق سياسة المنتصرين.

وما زال لدينا أرضّ مغتصبة ومقدسات وأهلٌ نزحوا خوفًا وهلعًا الى الأشقاء الذين فتحوا لهم بيوتهم في الاردن وسوريا ولبنان ومصر وكل الدول العربية.

في ذكرى النكسة نتذكر الشهداء وباعة الأخبار، من أحمد سعيد الإخباري المُخبر، وعبدالحكيم عامر الذي لم نعرف انه انتحر أم نُحر، وعبدالناصر الذي لم نفك طلاسم وطنيته هل كانت صادقة أم إنطلت علينا، بينما لن يكون بوسعنا الا ان نفهم قصص الشجاعة لدى فراس العجلوني ومهند الخص ومحمود مرشد عودة وغيرهم الكثير.

رحم الله الشهداء وأعاد لنا فلسطين وما تبقى من أرض عربية محتلة وأعاد الاشقاء

النازحين وحفظ الله الاردن وطنا عزيزا مهابا





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :