facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




أيها الخال لقد انصفت الأموات كما انصفت الاحياء


السفير الدكتور موفق العجلوني
21-06-2023 03:53 PM

اطل علينا معالي الخال الحبيب العلامة الدكتور كامل محمد صالح العجلوني أبو صخر بإطلالة غير مسبوقة في تاريخه الطبي، بمقال عنوانه: (عارف سعد البطاينة.. ما لم يعرفه الناس! ا المنشور في عمون الغراء تاريخ ٢٠/٦/٢٠٢٣ ) بإطلالة هادئة ناعمة ، رغم ما عرف عنه صاحب صوت مجلجل مهيب ، بإطلالة صدق ووفاء ، اطلالة فخر واعتزاز ، اطلالة كبريا ، اطلالة انصاف للأموات والاحياء ، اطلالة في قمة الإنسانية والوفاء ، اطلالة زمالة حقيقة ، اطلالة اخوة حقة ، اطلالة انتماء وطني لأبناء الأردن البررة الذي خدموا الأردن و خدموا أبناء الاردن بكل صمت و رعاية واهتمام غير منقع النظير ، و خدموا أبناء و بنات القوات المسلحة. هل هنالك أسمى من خدمة نساء الاردن، هل هنالك خدمة أسمى من خدمة زوجات وبنات و اخوات الأردنيين و هو يزف لهن بسلامة المولود الجديد سواء كان ذكراً ام انثى.

تعود بي الذكرى الى عام ١٩٩٣ لقد كنت في شرف استقبال الدكتور عارف البطاينة في باريس حيث كنت القائم بأعمال السفارة الأردنية وكان على رأس وفد طبي لحضور مؤتمر طبي عالمي في باريس بكل الشخصية الهادئة الواثقة من نفسها، مطمئنا على أعضاء وفده الكريم ان امورهم على خير ما يرام. و كان اخر لقاء مع معالي أبو علاء في حفل الاسراء و المعراج تحت الرعاية الملكية في مسجد الملك المؤسس عام ٢٠١٩ .

لقد انصفت أيها الخال معالي المرحوم الدكتور عارف سعد البطاينة، حيث اشرت الى الى مولده رحمه الله من أسرة مشهورة في منطقة البارحة في مدينة اربد عام 1930م، وتلقى تعليمه الابتدائي في كلية بيرزيت، والثانوي في مدرسة الفرندز في رام الله وتخرج منها في العام 1950م، درس في الجامعة الامريكية في بيروت وحصل على الشهادة الجامعية المتوسطة في العلوم، بعدها التحق عارف بجامعة لندن (ويستمنستر) ومنها حصل على شهادة البكالوريوس في الطب العام عام 1960م.والذي خدم الطب لما يزيد عن سبعون عاماً بصمت. وكما اشرت، ما جاء في إعلانات النعي وبعض الكتابات التي نشرت ذكرت بعض الأمور عنه لا تتعدى الواجب الاجتماعي، تحدث الناس عن أصله ونسبه ورتبه العسكرية وكونه نائباً ووزيراً وعيناً. و بكلف اسف هنالك كثير من رجالات الوطن ظلموا و هم احياء و، ظلموا و هم اموات: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمن من قضى نحبة، و منهم من ينتظر، و ما بدلوا تبديلا. صدق الله العظيم ) .

نعم الحديث عن قامة هذا النطاسي البارع الحكيم كصديق وزميل وطبيبٍ خاصٍ، لم يعطَ الرجل حقه، ولم يتبين كم من الخدمات الجليلة والتي تعتبر أساسية في تقدم الخدمات الطبية كان عارف من ابتدأها او طوّرها أو شارك في تأسيسها، .

نعم أيها الخال في الوقت الذي كانت الرجولة لها الاولوية في الخدمات الطبية، كان رحمه الله هو الاستثناء السباق و صاحب بعد النظر في خدمة الأمهات والاخوات والبنات، لا بل كان أيضاً في خدمة الرجال و معالجة عقمهم ، فكان السباق في خدمة الجنسين . و بالتالي كان له الفضل كل الفضل في خدمة نصف المجتمع لا بل المجتمع بأكمله، لان الام هي الأصل و الجنة تحت اقدام الأمهات.

لقد شكل الدكتور البطاينة رحمه الله حجر الرحى بالنسبة للخدمات الطبية و بالذات مدينة الحسين الطبية. نعم صدقت لا " يوجد شبيهاً للخدمات الطبية الملكية تأسيساً وعملاً ونمواً وتفوقاً."

نعم أيها الخال لقد انصفت من تركوا آثاراً طيبة في الخدمات الطبية الملكية تشهد ليومنا هذا على إنجازاتهم التي أعطت الخدمات الصبغة الفريدة في تميزها عن كل ما يشبهها أو يماثلها في العالم، نعم لقد كانت الخدمات الطبية الملكية و ما زالت مكة الطب دون منازع ، ليس في الأردن فحسب بل على مستوى المنطقة . نعم لقد انصفت نطاسي الأردن الحكماء و الذين ذكرت خيرتهم الى جانب معالي الدكتور عارف البطاينة .

نعم ، كما اشرت كان رحمه الله رئيساً لقسم النسائية والتوليد بعد أن حاز على أعلى الشهادات من بريطانيا، . لم يكن الدكتور عارف اختصاصي نسائية وتوليد عادياً، فقد عمل بجهده لتطوير خدمات هذا التخصص والرقي به، فكان أول من أدخل جراحة المنظار في خدمة تخصص النسائية والتوليد، وقد بدأ بالقسم في الخدمات الطبية عندما كان غير معروف في الأردن سواءً في القطاع الجامعي أو القطاع الخاص. كان رحمه الله أول من اهتم بعلاج العقم، حيث كان أول من أدخل خدمة أطفال الانابيب في الأردن In-vitro-Fertilization (IVF. جعل عارف إجازة الامومة والطفولة ثلاثة أشهر بعد أن كانت شهراً واحداً، مما جعل العمل للأمهات والأطفال مقبولاً نوعاً ما. جعل الفحص الطبي قبل الزواج إلزامياً، وهي خدمة لم يكن يحلم بها الأردنيون، وإذا ما طُوّر هذا الفحص سيكون خدمة اجتماعية إنسانية للحصول على حقوق الرجل والمرأة في المؤسسة الزوجية. أسس الجمعية العربية لاختصاص الامراض النسائية والتوليد، وكان عضواً فاعلاً في الجمعية العربية للاختصاصات الطبية، وترأس المجلس العلمي لفترة طويلة في هذا التخصص.

عندما كان وزيراً عَمِل على جعل التلقيح الاصطناعي IVF مجاناً للمحتاجين عندما كانت الحكومة تقريباً تعتبر علاج المرأة والرجل العاقر ليس من أولويات وزارة الصحة، ولم يشمله أي تأمين.كان عارف البطاينة أول من بدأ السجل الوطني للسرطان، وقد حصل على مساعدات خارجية كانت في العادة تنفق في الأمور الهامشية، ولكن بدأ مشروعاً وطنياً مهماً أصبح القاعدة المعلوماتية الصلبة للتخطيط والعلاج لهذا المرض القاتل.

الحديث يطول عن القامات الطيبة و الذين وضعوا الطب الأردني على الساحة العالمية فبدأت افواج المرضى من كل دول العالم تأوم الأردن لتلقي العلاج ، وهذا يعود للسمعة التي زرعها الأطباء الذين انصفتهم أيها الخال ، و نذكر بعضاً منهم :

الدكتور عبد السلام المجالي (١٩٢٥-٢٠٢٣)، الذي كان الباني لمدينة الحسين الطبية، ونقلها من خدمات جيدة تقدم في بركسات عسكرية مستشفى ماركا او المستشفى الرئيسي إلى مدينة طبية متكاملة.

الدكتور داود حنانيا، الذي بفضل علمه وتكوينه الشخصي وعلاقته الشخصية مع المرحوم جلالة الملك الحسين الذي حرص كل الحرص على دعم الخدمات الطبية والمدينة الطبية لتصبح مؤسسة أكاديمية بامتياز، وأصبحت قبلة المرضى من كل أنحاء العالم العربي، وأول المؤسسات العسكرية التي لم تكتف بتقديم الخدمات العامة، بل تجاوزتها إلى التخصصات الكبرى وتوجهها للتخصصات الفرعية في كل مجالات الطب، فأصبح لديها مركز القلب والشرايين وجراحتها، والامراض الدماغية والعصبية وجراحتها، أمراض الكلى ونقلها، وكل فروع الطب التي لا حاجة لذكرها لضيق المجال.

الأطباء المبتعثين إلى بريطانيا – الفوج الأول سنة ١٩٥١م : الدكتور إسماعيل زايد، الدكتور محمد النجار، الدكتور داوود حنانيا، الدكتور اميل فريج، الدكتور سمير جميعان، الدكتور إبراهيم القنة.

الفوج الثاني سنة ١٩٥١ : الدكتور سمير فرّاج، الدكتور محمود فياض، الدكتور عارف البطاينة.

الفوج الثالث ١٩٥٣: الدكتور ستيفان شمروف، الدكتور طارق السحيمات، الدكتور غيث الشبيلات، الدكتور صالح مبيضين

الدكتور عارف البطاينة الدكتور أشرف الكردي، الدكتور حلمي حجازي، الدكتور طارق سحيمات، الدكتور جلال حدادين، الدكتور عبد الكريم أبو نوار، الدكتور عادل حداد، الدكتور حمزة طلافحة، الدكتور صالح وريكات، الدكتور عقيل التوتنجي، الدكتور عبد السلام العطار، الدكتور إسحاق مرقة، الدكتور صالح العرموطي، الدكتور بسام العكشة، الدكتور يوسف القسوس، الدكتور نائل العجلوني، الدكتور بشير الجراح، الدكتور نايف الهباهبة، الدكتور غازي بقاعين، الدكتور فالح الناصر، الدكتور سهيل صالح، الدكتور محمود فياض، الدكتور محمد سلامة اللوزي، الدكتور حاكم القاضي، الدكتور صفوان خصاونة، الدكتور وليد عبيدات.

أما زوجة الدكتور البطاينة رحمها الله السيدة هيفاء طه/ الفاهوم ام علاء، فقد كانت شخصية هادئة من عائلة عربية عريقة من الناصرة، كان لها الأثر الطيب والنصيب الاوفر في تكوين عائلة عارف البطاينة والتي تضم من الأبناء علاء ومحمد والبنات نسرين ونادين، وقد ارتقت بتاريخ 6/6/2009م إلى السماوات العلى فجأة، وقد اجتمع أولادها حولها لإحياء مناسبة عائلية كريمة.حيث كان لموت ام العلاء المفاجئ أثر كبير في نفس عارف الذي اعتبرها فاجعة لم يتوقعها وقتاً ولا ظرفاً، وقد قال لي: "موتها قصم ظهري يا كامل"، وقد رأيته حزيناً مستسلماً لإرادة ربه.

كان الدكتور عارف رئيساً لقسم النسائية والتوليد بعد أن حاز على أعلى الشهادات من بريطانيا، . لم يكن الدكتور عارف اختصاصي نسائية وتوليد عادياً، فقد عمل بجهده لتطوير خدمات هذا التخصص والرقي به، فكان أول من أدخل جراحة المنظار في خدمة تخصص النسائية والتوليد، وقد بدأ بالقسم في الخدمات الطبية عندما كان غير معروف في الأردن سواءً في القطاع الجامعي أو القطاع الخاص. كان رحمه الله أول من اهتم بعلاج العقم، حيث كان أول من أدخل خدمة أطفال الانابيب في الأردن In-vitro-Fertilization (IVF. جعل عارف إجازة الامومة والطفولة ثلاثة أشهر بعد أن كانت شهراً واحداً، مما جعل العمل للأمهات والأطفال مقبولاً نوعاً ما.

جعل الفحص الطبي قبل الزواج إلزامياً، وهي خدمة لم يكن يحلم بها الأردنيون، وإذا ما طُوّر هذا الفحص سيكون خدمة اجتماعية إنسانية للحصول على حقوق الرجل والمرأة في المؤسسة الزوجية. أسس الجمعية العربية لاختصاص الامراض النسائية والتوليد، وكان عضواً فاعلاً في الجمعية العربية للاختصاصات الطبية، وترأس المجلس العلمي لفترة طويلة في هذا التخصص.

عندما كان وزيراً عَمِل على جعل التلقيح الاصطناعي IVF مجاناً للمحتاجين عندما كانت الحكومة تقريباً تعتبر علاج المرأة والرجل العاقر ليس من أولويات وزارة الصحة، ولم يشمله أي تأمين.كان أول من بدأ السجل الوطني للسرطان، وقد حصل على مساعدات خارجية كانت في العادة تنفق في الأمور الهامشية، ولكن بدأ مشروعاً وطنياً مهماً أصبح القاعدة المعلوماتية الصلبة للتخطيط والعلاج لهذا المرض القاتل.

حمل الدكتور عارف البطاينة حقيبة وزارة الصحة أربع مرات، وفي أربع حكومات، ابتدأت بحكومة المرحوم سمو الأمير زيد بن شاكر بتاريخ 21/11/1991م، ثم في حكومة المرحوم الدكتور عبد السلام المجالي المشكّلة في 29/5/1993م، وفي حكومة الامير زيد بن شاكر الثالثة بتاريخ 8/1/1995م، وكذلك في حكومة دولة السيد عبد الكريم الكباريتي بتاريخ 4/2/1996م وشغل المنصب حتى 19/3/1997م.

الحديث عن المرحوم معالي الدكتور عارف البطاينة و زملائه يطول و يطول . نعم كان رحمه الله وزير صحة غير، و طبياً انساناً غير، ورب عائلة غير ، و زميلاً و صديقاً غير ، وأعطى كرسي الوزارة مهابة غير ، و كان يترفع عن صغائر الأمور، حازماً لا يرضخ للضغوط والمحسوبيات- "حتى لصندوق النقد الدولي" – و كان لديه قدرة كبيرة على تقييم من يعمل معه.

نعم أيها الخال، باختصار شديد كان شيخاً ووزيراً، كان انساناً بكل ما تحمله الكلمة من معنى. نعم ، كما اشرت ، تسعون عاماً ونيّف لم يكذب رحمه الله ولم يتملق ولم يجامل على حساب الحق والأخلاق والكرامة – عاشر وتعامل مع الملوك والأمراء والنبلاء ورجال الدين وشيوخ العشائر المخضرمين والأطباء والمقيمين وطلاب الطب لم يؤذ احداً بكلمة جارحة أو تصرف فض كان طبيباً وقائداً ذكياً إنسانا منسجماً مع ذاته حباه الله بحس مفرط للتفريق بين مقدر العمل والمتملق، المؤمن .

من خلال خمسين عاماً لم يسمع منه ما يؤذي أحداً، لم يكن يهمز ولا يلمز، عرف الكثير عن ضعف من عملوا معه وأحياناً سوء أمانتهم ليس من قال وقيل ولكن بالبراهين المادية ورغم ذلك لم يؤذِ أحداً منهم بقول أو فعل حتى في الوقت الذي كان يقدر على ذلك بل تجاوز ومشى دون الوقوف هنيهة واحدة ليفكر في الإساءة أو سوء التصرف.

نعم كان صاحب موقف ورأي سديد، كان صعباً صلباً يقول الحق دون مواربة او تملق، كان يحب جميع من يعاشرهم، كان واضح الرؤيا صادق القول.

شكراً لمعاليكم أيها الخال الجليل الدكتور كامل العجلوني أبو صخر (اعتزازي بكم ليس له حدود - وكما يقول المثل ثلثي الولد لخاله، وانتم نعم الخال)، لقد انصفت الأموات، كما انصفت الاحياء. ونتطلع الى أقلام صاحبة ضمير ووجدان، ان تنصف من ظلموا في حياتهم ومن لم تذكر انجازاتهم وسيرتهم العطرة للوطن وللشعب والإنسانية بعد وفاتهم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :