عمون - الشغل هو فعل الإنسان بالطبيعة لإنتاج قيم نافعة وتلبية حاجاته البيولوجية. وهو يعتبر إكراهًا حيويًا مفروضًا على الإنسان، حيث يجب عليه أن يعمل لكي يحصل على مصادر الحماية وتلبية احتياجاته المتغيرة من وقتٍ لآخر.
مفهوم الشغل يشمل العديد من العناصر الأساسية. يتطلب تحقيقه وجود النشاط الإنساني، والذي يتكون من النشاط العقلي والنشاط الجسدي. النشاط العقلي يشمل الوعي للشغل المراد القيام به والتخطيط المسبق لإنجازه، أما النشاط الجسدي فيشير إلى استخدام ملكات الإنسان وقدراته الجسدية لتحقيق الشغل.
بالإضافة إلى ذلك، تشمل عناصر الشغل موضوع الشغل ووسائل الشغل. موضوع الشغل يشير إلى طبيعة العمل والمواد الأولية المستخدمة في إنتاج القيم النافعة. أما وسائل الشغل فتشمل الأدوات والمعدات والتقنيات اللازمة لتحقيق الشغل.
تعتبر فوائد الشغل متعددة. يساهم الشغل في تطوير ملكات الإنسان وقدرته الإبداعية، وله تأثيرات على قيم المجتمع والعلاقات الإنسانية. يحقق الشغل النفع الذاتي والنفع المجتمعي المادي من خلال تلبية الاحتياجات وتحقيق الاستقلالية المالية. كما يحقق النفع الأخلاقي في المجتمعات، حيث يعتبر الفراغ مفسدة للإنسان.
من وجهة نظر الفلاسفة، يعتبر أفلاطون التخصص وتقسيم العمل ضروريين لتحقيق حاجات الإنسان. يعتبر التخصص والتقسيم الاجتماعي للعمل وسيلة لتحقيق التعاون والتكامل في المجتمع. يرى أرسطو أن الشغل المجتمعي يؤدي إلى توفير السعادة لأفراد المجتمع، حيث يتيح لهم القدرة على تحقيق طموحاتهم وتطوير قدراتهم في مجالات مختلفة.
باختصار، الشغل هو فعل الإنسان لإنتاج قيم نافعة وتلبية حاجاته البيولوجية. يتطلب تحقيق مفهوم الشغل وجود النشاط الإنساني، موضوع الشغل، ووسائل الشغل. يعود للشغل فوائد متعددة تشمل تطوير القدرات الإنسانية وتحقيق النفع الذاتي والمجتمعي. تعتبر التخصص وتقسيم العمل أمورًا ضرورية لتحقيق فاعلية الشغل وتعزيز التعاون والتكامل في المجتمع.