عمون - عند الغضب، يحدث العديد من التغيرات الفسيولوجية المعقدة في الجسم. يتمثل دور اللوزة الدماغية في تحذير الإنسان من التهديدات، مما يؤدي إلى تفاعل سريع قبل أن تتحقق القشرة الدماغية من معقولية رد الفعل. تؤدي هذه الردود الفسيولوجية إلى إفراز المواد الكيميائية العصبية مثل الكاتيكولامينات، مما يؤدي إلى تحفيز الجسم وزيادة تدفق الطاقة للتصرف السريع.

يتم تحرير العديد من الناقلات العصبية والهرمونات مثل الأدرينالين والنورادرينالين، مما يسبب حالة من الإثارة والاستعداد. يُعزى الغضب أيضًا لكونه وسيلة لتمكين الذات والتعامل مع الألم النفسي والضعف. عند شعور الإنسان بالهزيمة أو العجز، يتحول هذا الشعور إلى غضب يوفر الإحساس بالسيطرة والقوة الذاتية.

تختلف أسباب الغضب حسب المراحل العمرية المختلفة. يُصاب الأطفال غالبًا بالغضب نتيجة للقواعد الصارمة أو عدم الاهتمام بهم أو عدم القدرة على إتمام مهمة ما. مع التطور ووصولهم لمرحلة المراهقة، تتحول أسباب الغضب إلى مشاكل اجتماعية. بالنسبة للبالغين، يمكن أن تشمل أسباب الغضب الرفض والحرمان والاستغلال والخيانة وغيرها.

هناك أسباب أخرى للغضب تختلف من شخص لآخر، مثل الاضطرابات المختلفة مثل ادمان الكحول والعوامل البيئية مثل الإجهاد والأوضاع الاجتماعية والمشاكل العائلية. كما تلعب العوامل الوراثية دورًا في تحمل الشخص للغضب، حيث يمكن أن يواجه الشخص صعوبة في إدارة عواطفه في حالة عدم قدرة الدماغ على التفاعل بشكل طبيعي مع السيروتونين. الاضطرابات العقلية والتغيرات الهرمونية أيضًا قد تسبب الغضب.