عمون - التعاطف في علم النفس هو القدرة على فهم مشاعر الآخرين ورؤية الأمور من وجهة نظرهم، دون التأثر بمنظور شخصي. يتضمن أيضًا وضع النفس في موقف الآخرين والشعور بما يمرون به. هذه القدرة تساعد على تكوين علاقات ناجحة مع الآخرين في جميع المجالات، سواء في الأسرة أو العمل وغيرها. التعاطف ليس ميزة يمتلكها الجميع، فهو يتطلب الانغماس في عوالم الآخرين وتجربة مشاعرهم.
هناك علامات تدل على وجود التعاطف لدى الشخص، منها: القدرة على الاستماع بشكل فعّال والاهتمام بمشاكل الآخرين، ورغبة الآخرين في الثقة به والبحث عن نصيحتهم. يمكن أن يشعر الشخص المتعاطف بالحزن والتعب عند رؤية الآخرين يمرون بمصاعب، ويكون مستعدًا لمساعدتهم وتخفيف معاناتهم.
تعد أنواع التعاطف الثلاثة هي: التعاطف العاطفي، الذي يتضمن فهم مشاعر الآخرين واستجابة مناسبة لها، ويمكن أن يؤدي إلى القلق على سعادة الآخرين. التعاطف الجسدي، الذي يتضمن ردود فعل جسدية تعكس مشاعر الآخرين، مثل احمرار الخدين أو اضطراب في المعدة عند رؤية شخص يتعرض للإحراج. التعاطف المعرفي، وهو القدرة على فهم الحالة العقلية والتفكير للآخرين استجابة للمواقف.
للتعاطف فوائد عديدة، فهو يساعد على تعزيز العلاقات الاجتماعية وتحسين الصحة النفسية والجسدية. كما يساعد الشخص المتعاطف على تنظيم مشاعره ويشجعه على المشاركة في سلوكيات إيجابية.
بعض حواجز التعاطف تتضمن التحيز، حيث يميل الشخص إلى إلقاء اللوم على الآخرين عند فشلهم بدلاً من التفكير في الأسباب الخارجية التي قد أدت إلى ذلك. كما يمكن أن يؤدي الاعتقاد بأن الضحية مسؤولة عن موقفها إلى تقليل التعاطف. الانغماس في الانشغالات الشخصية بحيث يفقد الشخص الاهتمام بمشاعر الآخرين.
التعاطف مهارة اجتماعية قيمة، ويمكن تعلمه وتنميته من خلال التفاعل الإنساني والاهتمام بمشاعر الآخرين وتطوير القدرة على الاستماع بشكل فعال.