بويز يكشف كيف قُتل السهيل المقرب من الحسين في بيروت
27-07-2023 07:39 PM
عمون - كشف وزير خارجية لبنان الاسبق فارس بويز كيف قتل الزعيم العشائري الشيخ طالب السهيل المقرب من الراحل الملك الحسين في بيروت خلال حديث الذكريات مع صحيفة الشرق الاوسط.
ويروي بويز القصة فيقول :
هناك قصة معبّرة حصلت مع نظام صدام حسين. في يوم من الأيام كان في لبنان زعيم عراقي عشائري كبير اسمه طالب السهيل، وكان معارضاً لنظام صدام ومقيماً في منطقة الروشة ببيروت. أتاه ثلاثة أشخاص وقرعوا الباب. ربما كان هذا الرجل من دون حراسة، ففتح لهم الباب. أطلقوا عليه النار وقتلوه ثم هربوا. طاردتهم الشرطة حتى وصلوا إلى السفارة العراقية، فلجأوا إليها، ولم تتمكن الشرطة من دخولها بسبب الحصانة الدبلوماسية. استدعيت السفير رأساً، وقلت له: عليك أن تسلّمنا الأشخاص الثلاثة الذين ارتكبوا هذه الجريمة وإلا سأعتبرك شخصاً غير مرغوب فيه، وعليك أن تغادر مع طاقم السفارة. فقال لي: هؤلاء دبلوماسيون. قلت له: نريد أن نتأكد منهم، وعليك أن تسملنا إياهم. كنت متاكداً أنه لن يسلمهم، وأنهم رجال مخابرات مرسلون من بغداد. قال لي: معالي الوزير هذا مستحيل. فقلت له: اعتبر نفسك شخصاً غير مرغوب فيه. فسألني: كيف أستطيع المغادرة وثمة خطر يحيق بي؟ فربما يتعرض موكب السفارة لاعتداء. قلت له: سأمرّ عليك وآخذك بموكبي الخاص بسيارتي وأنا معك وأقلك إلى المطار لتغادر، بعد يومين. احجز طائرة وانتظرني عند التاسعة صباحاً على أبواب السفارة وسأمرّ لأقلك أنت وكل طاقم السفارة. سيأتي بموكب من 10 سيارات، وموكب أمني خاص، ليس من الشرطة ولا من الجيش. وإذ في اليوم التالي، يتم الاتصال بي من مطار بيروت عند الثامنة صباحاً، وكان مدعي عام التمييز القاضي منيف عويدات. قال لي: معالي الوزير، لقد ألقي القبض على كامل أفراد طاقم السفارة العراقية وهم يحاولون الفرار. قلت له: لا. أبلغوني فوراً بأسماء هؤلاء لنرى من هم دبلوماسيون ومن هم غير دبلوماسيين. أبلغت وزارة الخارجية بالأسماء واكتشفنا أن المطلوبين الثلاثة ليسوا دبلوماسيين. فقلت لهم: أطلقوا فوراً سراح السفير وكل الدبلوماسيين واحتفظوا بالمطلوبين الثلاثة، وهذا ما حصل. أحيل المطلوبون على القضاء وصدرت أحكام بحقهم وتوفي أحدهم في السجن بمرض السرطان.
كتاب اعتذار
وعلى غرار ما حصل مع ليبيا، كنت في كل مؤتمر أذهب إليه أتلقى اتصالاً من وزير خارجية العراق ليقول لي إنه يريد أن يراني، وكنت أقول له: لا أستطيع إلا بموجب كتاب اعتذار. كنت أعرف أن صدام لن يعتذر عن الموضوع (اغتيال السهيل). في يوم من الأيام، اتصل بي سفيرنا في الأردن وكنا هناك للمشاركة في مؤتمر، وقال لي: لقد جاءني السفير العراقي وقال لي إن وزير خارجيتهم يريد مقابلتك. قال لي السفير: أعطاني صورة عن كتاب من صدام حسين وقرأه لي. وبالفعل وجدت أن مضمون الكتاب مقبول.
لم يستخدم عبارة الاعتذار، ولكن اعتبر أن ما حصل خطأ ويتحمل مسؤوليته من قام به ولا علاقة للدولة العراقية بذلك. وبالفعل عادت العلاقات بعد ذلك.
من هو الشيخ طالب السهيل (وكيبيديا):
طالب علي السهيل التميمي (1930 - 12 نيسان/أبريل 1994) سياسي عراقي يحمل الجنسية الأردنية معارض لنظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين واحد قادة محاولة اغتيال فاشلة كانت مقررة في 17 تموز/يوليو 1993 للإطاحة بصدام حسين بعد حرب الخليج الثانية.
كان طالب السهيل قريبا من العائلة الهاشمية في كل من العراق والأردن ويروى عن علاقة طفولة بينه وبين الراحل الملك حسين امتدت حتي فترة طويلة. في عهد عبد الكريم قاسم، عام 1959، اُعتقلَ طالب لعلاقاته ولقاءاته مع الملحق العسكري المصري الصاغ بدر وخرج بعد ذلك تاركا قصره (قصر طالب) في منطقة ابي غريب إلى المنفي في الأردن، حيث بقي في ضيافة الملك حسين الذي عينه مستشارا للشؤون العراقية. وعمل وقتها بالتجارة وتربية الخيول العربية الأصيلة. عاد فترة إلى العراق إثر إصدار الرئيس عبد الرحمن عارف عفواً عاماً شمله في عام 1968.
عائلته
طالب السهيل هو الابن الثاني للشيخ علي السهيل من اصل سبع أبناء هم غالب وطالب وعبد الملك وأحمد وعبد الرحمن وغضبان وحابس وعبد الكريم. وتعد عائلة السهيل زعيمه لقبيلة بني تميم في عموم العراق حيث كان الشيخ حسن السهيل أميرا لقبيلة بني تميم.
للفقيد السهيل ابنه بارزة وهي صفاء السفيرة العراقية في الاردن سابقا والابنة الاخرى الكاتبة البارزة في عمون سارة السهيل.