عمون - الفلسفة الطبيعية تعتبر منهجًا يميزه الاهتمام بالتفسير المادي للظواهر والأشياء في العالم. تتناول هذه الفلسفة الأسباب والقوانين الطبيعية التي تحكم سير الكون والكائنات فيه. تختلف الفلسفة الطبيعية عن الفلسفات الميتافيزيقية التي تركز على القيم والمفاهيم المثالية.

في الفلسفة اليونانية، كان هناك تباين بين الفلاسفة الطبيعيين مثل أرسطو والفلاسفة الميتافيزيقيين مثل أفلاطون. أفلاطون كان يؤمن بوجود عالم الأفكار المثالي الذي يحتوي على القيم والأخلاق النموذجية، بينما اعتبر أرسطو من الفلاسفة الطبيعيين الذين يركزون على الواقع المادي والتفسير العلمي للعالم.

تميزت فلسفة أرسطو بالاهتمام بالأخلاق والقيم. ركز على فهم الإنسان وصفاته المميزة التي تميزه عن بقية الكائنات الحية. أكد على طبيعة الإنسان الاجتماعية وحاجته إلى العيش في المدينة. اعتبر أن السعادة تكمن في الاكتفاء والتطور المعرفي والأخلاقي. تأثر أرسطو بفلسفة أفلاطون ولكنه اختلف معه في بعض النقاط وأصر على أن الأخلاق يمكن تعلمها وتكتسب، وأن الإنسان قادر على تحقيق الحكمة والفضيلة عن طريق التعلم والتأمل.

من جهة أخرى، يُعتبر جان جاك روسو من رواد الفلسفة الطبيعية في العصر الحديث. ركز روسو على فهم الحالة الطبيعية للإنسان قبل دخوله المجتمع وتأثيرات التنمية الاجتماعية عليه. أشار إلى أن الإنسان في الأصل طيب وبريء، وأن القيم الإيجابية مستمدة من هذه الحالة الطبيعية. دعا روسو إلى الحفاظ على الحرية والعدالة في المجتمع، وأكد على أهمية التربية الطبيعية للأطفال بدون قمع طبيعتهم الخيّرة.

باختصار، الفلسفة الطبيعية تتميز بالتركيز على التفسير المادي للواقع والكائنات فيه، وقد اهتمت بالقيم والأخلاق والحرية، وركزت على فهم الإنسان وطبيعته وتأثير التكوين الاجتماعي والتربية عليه.