facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الذكرى الـ ٢٤ لجلوس ملك المغرب على العرش


السفير الدكتور موفق العجلوني
01-08-2023 10:55 AM

بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لجلوس جلالة الملك محمد السادس على العرش، شارك الأردنيون سعادة القائم بأعمال سفارة المملكة المغربية السيد عادل اوسي حمو، احتفال المملكة المغربية بالذكرى الرابعة و العشرين لجلوس جلالة الملك محمد السادس على العرش .

وتأتي هذه الاحتفالات في غمرة التنمية الشاملة التي تشهدها المملكة المغربية في عهد جلالة الملك محمد السادس في كافة مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا بفضل السياسة الحكيمة التي ينتهجها جلالته حفظه الله ، ويقف الشعب المغربي الشقيق خلف قيادته الحكيمة.

وقد لمست هذا الامر من خلال زياراتي للمغرب الشقيق و متابعاتي لأخبار المغرب و التواصل مع العديد من الزملاء السفراء والدبلوماسيين والأصدقاء المغاربة و العلاقة الطيبة مع سفارة المملكة المغربية الشقيقة في عمان، وسفارتنا في العاصمة المغربية الرباط، وتأتي هذه المناسبة السنوية لتجسيد العروة الوثقى التي تربط المغاربة بالعرش الملكي ، وفرصة للتوقف عند أهم الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس.

وفي نظرة ثاقبة للعلاقات الاردنية المغربية، وخاصة في هذه المناسبة ، نجد ان هذه العلاقات علاقات تاريخية متينة مبنية على اسس سليمة ﺗﺠﻤﻊ القيادتين الاردنية والمغربية في العديد من المجالات وخاصة في الدفاع عن المقدسات الاسلامية في مدينة القدس، حيث الوﺻﺎﻳﺔ الهاشمية لجلالة اﻟﻤﻠﻚ ﻋﺒﺪﷲ اﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻠﻤﻘﺪﺳﺎت الإسلامية و المسيحية، ورﺋﺎﺳﺔ اﻟﻤﻐﺮب ﻟﻠﺠﻨﺔ اﻟﻘﺪس ووحدة المواقف في منظمة التعاون الاسلامي ومحاربة الارهاب واﻟﺘﻄﺮف والسعي اﻟﻤﺘﻮاﺻﻞ لتطوير اﻟﻌﻤﻞ اﻟﻌﺮﺑﻲ اﻟﻤﺸﺘﺮك، مع التأكيد على ضرورة حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي من خلال إقامة دولته المستقلة على الأرض الفلسطينية القابلة للحياة على خطوط الرابع من حزيران للعام ١٩٦٧، وعاصمتها القدس الشرقية، علاوة ان القضية ا لفلسطينية تحتل مركز الصدارة في السياسة الخارجية للمملكة المغربية، إلى جانب قضية الصحراء المغربية، وقد تكللت هذه العلاقات من خلال الزيارات واللقاءات المتبادلة بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأخيه جلالة الملك محمد السادس -حفظهما الله-.

هذا وقد شهدت المملكة المغربية الشقيقة عدداً من الاصلاحات خلال السنوات الـ ٢٤ من اعتلاء جلالة الملك محمد السادس على العرش وكان من أﺑﺮزھﺎ انشاء ھﯿﺌﺔ اﻟﻤﺪﻧﯿﺎت واﻟﻤﺼﺎﻟﺤﺔ، وﺳﻦ ﻗﺎﻧﻮن أﺣﺰاب ﺟﺪﻳﺪة، وﻋﻤﻞ آﻟﯿﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻻﺧﺘﯿﺎر رﺋﯿﺲ اﻟﺤﻜﻮﻣﺔ، واصدار تشريعات منحت ﺣﻘﻮﻗﺎً اﻛﺜﺮ ﻟﻠﻤﺮأة واﻟﺸﺒﺎب، علاوة على اﻟﺘﻌﺪﻳﻼت اﻟﺪﺳﺘﻮرﻳﺔ واﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ ﻟﻨﺪاءات اﻻﺻﻼح في المغرب.

تتميز العلاقات السياسية الأردنية المغربية بأنها أنموذجاً يحتذى في التنسيق ووحدة المواقف تجاه قضايا المنطقة بشكل عام والقضايا الدولية. حيث يشكل الأردن أحد الدول الرئيسة والمحورية في منظومة العمل العربي المشترك والمنظومة الإقليمية حيث تعد تلك العلاقات علاقات تاريخية متينة تعود إلى منتصف القرن الماضي، وتم تعزيزها من المغفور لهما جلالة الملك الحسين بن طلال والملك الحسن الثاني، طيب الله ثراهما، ومستمرة في ظل القيادة الحكيمة لصاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني والملك محمد السادس رعاهما الله.

و للعلم تجمع الأردن والمغرب شراكة إستراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة، إضافة لتبادل الخبرات في مجالات التأهيل المهني في التخصصات المرتبطة بقطاعات السياحة والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية.

بنفس الوقت ترتبط الأردن والمغرب بالعديد من الاتفاقيات والتي تفوق ١٢٠ اتفاقية ومذكرة تفاهم ، وتغطي هذه الاتفاقيات جميع المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والتعليمية والثقافية والإعلامية والسياحية والطاقة والمعادن والرياضية والتعاون العسكري والشؤون الاجتماعية، و العمل المتواصل بهدف دعم وتطوير العلاقات الاقتصادية ومعالجة أي صعوبات تواجه حركة انسياب التجارة وتسهيل عمل التجار والمصدرين والمستوردين الأردنيين من وإلى المغرب.

علاوة على ذلك هنالك قواسم مشتركة بين البلدين وتشابه في مختلف القطاعات الاقتصادية الحيوية والتي تحظى بالأولوية لدى الجانبين، في ظل وجود فرص استثمارية واقتصادية كبيرة مشتركة.

أما عن التعاون الثقافي بين البلدين، فهذا التعاون يعود لمنتصف السبعينيات، وتتركز في التعريف بحضارة وثقافة كل البلدين الشقيقين، حيث تخرج عدد كبير من الجامعات في كلا البلدين و حصل معظمهم على تقادير ممتازة وتبوؤوا مناصب مهمة، في الدولة في كل من المغرب و الأردن و دول أخرى.

بنفس الوقت تتمتع كل من الجالية الأردنية في المغرب و الجالية المغربية في الأردن بكل التقدير والاحترام، إضافة الا ان هناك عدد من الطلبة الأردنيين في جميع التخصصات في المغرب، بالمقابل هنالك عدد من الطلبة المغاربة في الجامعات الأردنية ناهيك عن النسب والمصاهرة . وهذا المزيج الاجتماعي الحضاري يساهم في تعزيز العلاقات بين البلدين.

وعن الذكرى 24 لاعتلاء عاهل المملكة المغربية الملك محمد السادس العرش ، يعتبر "هذا التاريخ موعداً راسخاً في قلوب الشعب المغربي ، الذي يرى فيه لحظة للتعبير عن الارتباط الوثيق و الحب و الولاء لشخص الملك سليل الدوحة العلوية الشريفة وعن أواصر الولاء الدائم، والبيعة الوثقى التي تربط على الدوام بين العرش والشعب ، و هي بنفس الوقت نظرة مراجعة سنوية لما تم تحقيقه من منجزات في مختلف المجالات، من خلال الرؤية الثاقبة لجلالة الملك محمد السادس الذي يحرص دائماً على تحقيق التقدم والرخاء للشعب المغربي ، وتعزيز المكتسبات في مجالات التنمية، ومواصلة الإصلاحات الهيكلية. وتعزيز البناء الديمقراطي والنهوض بالاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية، حيث تم إطلاق مشاريع تنموية جديدة، أهمها مشاريع الميثاق الجديد للاستثمار، والميثاق الوطني من أجل التنمية، الذي يترجم المحاور الإستراتيجية للنموذج التنموي الجديد، وكذلك الصناعة القوية للمغرب خاصة ما تعلق بصناعة السيارات وأجزاء الطائرات.

يعتبر الاردن والمغرب نموذجين في الحكمة والعقلانية وبعد النظر في التعامل مع متغيرات المرحلة والتحديات التي تواجه البلدين على الصعيدين المحلي والإقليمي، وان البلدين يتقاسمان نفس القيم والمبادئ التي تؤهلهما للقيام بدور فعال في معالجة العديد من القضايا، ويضطلعان معاً في الوقت الراهن بدور مهم على الصعيدين الدولي والإقليمي بفضل قيادتهما الرشيدة وبحكم المبادئ المشتركة التي تقوم عليها سياستهما الخارجية.

وهذا ما أكدته معالي السفيرة الأردنية في الرباط السيدة جمانة غنيمات ان العلاقات الاردنية المغربية علاقات تاريخية متينة عزز دعائمها كل من جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين وأخيه جلالة الملك محمد السادس -حفظهما الله-.

بنفس الوقت فان الاردن و المغرب يرتبطان بقواسم مشتركة، خاصة على صعيد تجربتيهما في مجال الإصلاحات السياسية والاقتصادية و الاجتماعية والمؤسساتية، الامر الذي ساهم في تثبيت دعائم الأمن والاستقرار والتنمية عبر اصلاحات جذرية ورصينة، أسّست لعلاقة رشيدة بين الحاكم والمحكوم عنوانها الرئيس التكريس الفعلي القُرب من المواطنين والتواصل المباشر مع كافة فئات الشعب.

وتأتي هذه الذكرى الطيبة لتلقي الضوء على الانجازات التي حققتها المغرب على الصعيد السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وفق رؤية جلالة الملك محمد السادس المتقدمة والمنفتحة والتي مكّنت المغرب من ارساء أسس مجتمع مدني حضاري متقدم ساهم في تعزيز قيم التعددية والحكم الرشيد مع توسيع فضاء الحريات وحقوق الإنسان، وكذلك تنفيذ البرامج والمشاريع الواعدة على صعيد التنمية الشاملة.

هذا وقد شهدت المملكة المغربية خلال ال ٢٤عاماً من تولّي جلالة الملك محمد السادس الجلوس سلطاته الدستورية تطورات سياسية عميقة وإصلاحات شاملة في إطار الاستقرار السياسي والاجتماعي، وخاصة بصياغة دستور ٢٠١١ الذي كان بمبادرة من جلالة الملك محمد السادس وشكل هذا التحول قيمةً مُضافة متميّزة ضمن التراكم الكلّي الذي لعملية الإصلاحات الشاملة على مدى السنوات الماضية.

هذا وقد قطعت المملكة المغربية خطوات كبيرة في مسار الإصلاحات على الصعيد الوطني، تمكنت من تعزيز تواجدها بقوة، عربيا و افريقيا و دوليا بفضل مصداقيتها على صعيد العلاقات الدولية باعتمادها سياسة خارجية متوازنة وفق ضوابط ومحددات تقوم على تغليب منهج الحوار ومبدأ الاعتدال والحرص الثابت على الالتزام باحترام السيادة الوطنية، والوحدة الترابية لكل دولة، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، بالتوازي مع محافظة المملكة المغربية على علاقاتها المتميزة مع الدول العربية والاسلامية و الافريقية ، خاصة العلاقة مع المملكة الاردنية الهاشمية و التي اصبحت مثالاً يحتذى في العلاقات العربية العربية .

وتتميز العلاقات الأردنية المغربية بحالة خاصة من الانسجام والتعاون والتنسيق المشترك، في كافة المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية، والسياحية، ومكافحة الارهاب، و المزيد من التعاون في المجال الاقتصادي والتجاري وزيادة الاستثمارات. مقرونة بعلاقة استثنائية أخوية تربط صاحبي الجلالة الملك عبد الله الثاني بأخيه الملك محمد السادس.

وبالتالي بقيت العلاقة الأردنية المغربية، دوما تشكل نموذجيا للعلاقات العربية العربية، وصورة مثالية لحالة مختلفة من العمل العربي المشترك، كونها بنيت على دعم كل بلد لمصالح البلد الأخر، وتحديدا في دعم القضية الفلسطينية التي يرى المغرب بأن جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يعمل بشكل قوي على حماية المقدسات في القدس الشريف.

إن احتفال الشعب المغربي بذكرى عيد العرش المجيد يحمل أكثر من معنى ومغزى:

- مناسبة غالية للتعبير عن التعلق والارتباط الوثيق بشخص الملك سليل الدوحة العلوية الشريفة، وكذا عن أواصر الولاء الدائم والبيعة الوثقى بين العرش العلوي المجيد والشعب المغربي الوفي.

- ذكرى غالية في الوعي الوطني المغربي وذاكرته التاريخية، وتجسد تشبت الشعب المغربي بعاهله الكريم، رمز استقراره وعزته.

- محطة سنوية بارزة للوقوف على ما تم تحقيقه من منجزات في مختلف المجالات، بفضل الرؤية المتنورة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، الذي يحرص على اتخاذ الخيارات السديدة في بناء مستمر لحاضر ومستقبل المملكة المغربية التي شكلت الاستثناء في كل شيء على مدى التاريخ.

لقد أضحت المملكة المغربية ثالث مصنع للسيارات في العالم، بما فيها سيارة كهربائية وسيارة تعتمد على الهيدروجين الأخضر من صنع مغربي كامل، مع هدف الوصول إلى سعة إنتاجية تقدر بمليوني سيارة نهاية عام ٢٠٣٠. ولمواكبة هذا التطور، تلقى الشباب المغربي تكوينا علميا من الجيل الجديد بتدشين مدن المهن والكفاءات توجد في كافة جهات المغرب.

ومما يعزز علاقات البلدين الاستثنائية ويزيدها متانة، استمرارالتنسيق والتشاور الدائم على أعلى مستوى بين قيادتي البلدين، وكذا تبادل الزيارات الرسمية. فالمملكتين الشقيقتين تجمعهما شراكة استراتيجية متعددة الأبعاد، تشمل إقامة مشاريع ملموسة في مجالات محددة كالطاقة المتجددة والزراعة والسياحة والتأهيل المهني والصناعات الغذائية والبناء والأشغال العامة وإدارة الموارد المائية .

وفي الختام لا بد من الاشارة الى الجهود الددبلوماسية المغربية والتي توجت باقناع المجتمع الدولي بجدية ومصداقية وشرعية الموقف المغربي، بافتتاح عدد مهم من القنصليات في الأقاليم الجنوبية المغربية تجاوز ٣٠ قنصلية عامة في مدينتي الداخلة والعيون في الصحراء المغربية، وعلى رأسها القنصلية العامة للمملكة الأردنية الهاشمية في مدينة العيون .

السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام /مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :