يخطيء السادة النواب اذا اعتقدوا ان منزلتهم تمنحهم حق ممارسة اي سلطة على الامة، اذ ان النائب ينوب عن الامة وتبقى حقوق الاصيل (الشعب ) اقوى من حقوق من ينوب عنه (النائب).
يستطيع الاصيل في القانون المدني والتجاري وفي دساتير الدول الديمقراطية، ان يسحب وكالته وانابته ممن ينوب عنه ماليا او سياسيا، في جميع الحالات ما عد بعض الوكالات تكون غير قابلة للعزل لانها مدفوعة الثمن (ونوابنا هم المدينون للشعب لا العكس) فما بالك اذا كان النائب قد فقد ثقة الاصيل .

من حق المواطن ان يخرج في مسيرات سلمية للتعبير عن وجهة نظره ،ومن حقه ايضا ان يطلب من نوابه ان يشاركوه ،ويوفروا له الحماية من تغول الحكومات .

من حق المواطن كامل نصيرات ان يطالب برحيل الحكومة ومجلس النواب، ولكن ليس من حق احد ان يطالب برحيل الشعب او بعضه او كامل لوحده.

من حق المواطن ان يطلب من نوابه لجم ( من لجام الفرس ) الحكومة ووقف تغولها وفسادها وغياب عدالتها ، ولكن ليس من حق النائب ان يطلب من الحكومة لجم المواطن وتقييد حريته واسكات صوته .

في كل ديموقراطيات العالم من حق المواطن ان ينتقد ويشتم كل من وضع نفسه في مجال العمل العام وزيرا او نائبا او مديرا وان يضربه بالبيض والطماطم الفاسدة،وبالاحذية الخربة احيانا وانه يتهمه بالجبن والفساد والاهمال والتقصير ، ولكن ليس من حق النائب ان يتابط شرا ويشتم المواطن ، او يتهمه بالجبن او يهدده بنتف لحيته، او قص شاربه.

من حق المواطن الجائع لا نقول ان يقوم الى الاغنياء بسيفه كما قال السلف ولكن من حقه اذا تظاهر على اعتاب النواب والحكومة ان يعامل كانسان لا ككلب جائع يلقى اليه بفتات الخبز.
من حق كل مواطن ان ينام ويحلم ان صبحا جديدا سيشرق وقد ازال جلالة سيد البلاد الغمة عن قلبه.

info@dr-ghazi.com