facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




في الحديث عن اختيار الطلبة لتخصصات المستقبل


فيصل تايه
22-08-2023 10:21 AM

بعد أن طويت صفحة الثانوية العامة واعلنت النتائج ، وباشر أبناؤنا الطلبة بتقديم طلبات القبول الموحد فان ما يشغل بالهم واهاليهم ما هو متعلق بمستقبلهم ، حيث تأتي المرحلة الاصعب في اختيار التخصصات الجامعية في ظل التزاحم في اختيار الكثير منها ، والتي هي في بعضها بعيدة عن حاجاتنا ، ولا تلبي طموحات ابنائنا الطلبة نحو مستقبل واعد وآمن يضمن العيش الكريم ، فنرى الكثير من أبنائنا الطلبة يقعون في دوامة سوء الاختيار ، بالرغم من وجود مرجعية واضحة لدى وزارة التعليم العالي ممثلة في وحدة تنسيق القبول الموحد ، والتي توجه الأهل والطلبة وترشدهم إلى ضرورة مراجعه الكثير من المفاهيم الخاطئة التي سادت وتسود مجتمعنا ، حيث يرافق ذلك كل عام وقبيل إعلان نتائج الثانوية العامة إعلام إرشادي توعوي موجه يلقي الضوء على احتياجاتنا المستقبلية لتتمشى مع سوق العمل ولتجد فرصتها في إيجاد طريق المستقبل، اضافة إلى حرص ديوان الخدمة المدنية كل عام وبالتزامن مع اعلان نتائج الثانوية العامة على نشر مؤشرات دراسة واقع العرض والطلب على التخصصات المختلفة على موقعه، اضافة الى الحملات الإعلامية التعريفية المتعلقة بذلك، والتي تبث عبر مختلف وسائل الإعلام، والتي يتم الأعلان خلالها عن التخصصات الراكدة والمشبعة وحاجات سوق العمل .

إن من يطلع على أجندة وسجلات وتقارير ديوان الخدمة المدنية والتي تكشف عن أعداد الخريجين المتوقع تخرجهم في السنوات القليلة القادمة وعن خياراتهم وتخصصاتهم غير المنسجمة مع حاجاتنا سيصاب بالذهول، لان الكثير منهم سينضم وبكل تأكيد إلى جيوش الخريجين الذين ما زالوا يعانون من سوء اختيارهم لتخصصاتهم، ليضافوا بذلك إلى صفوف العاطلين عن العمل ، مما يعني تفاقم في البطالة الهيكلية المقننة ، لذلك فإن حاجات و متطلبات سوق العمل تشكل جزءاً أساسياً من حاجات و متطلبات الطالب الذي الحاصل على شهادته الجامعية ليكتشف أن رحلته الأصعب قد بدأت بعد تخرّجه ، فهي رحلة الحياة وتأمين لقمة العيش في ظل أسواق عمل تتميز بمنافسة شديدة لا يجد فيها ما يناسبه إلا من أعدته جامعته لفهم احتياجات ومتطلبات وآليات عمل تلك الأسواق ، ولا شك أيضاً أن حاجات و متطلبات سوق العمل تشكل جزءاً أساسياً وحاسماً من متطلبات تنمية مجتمعنا الأردني الذي يسعى باستمرار للتفاعل مع عالم يتغير وتتبدل متطلباته وحاجاته وأدواته وأساليبه وآلياته بسرعة مذهلة.

إن الدور الكبير الملقى على عاتق وزارة التعليم العالي للسعي لجعل رسالة التعليم العالي قادرة على التأثير الجدي في مجتمعنا ، خاصة فيما يتعلق بتوجيه الطلبة لإعدادهم الإعداد السليم ليكونوا منافسين رابحين في أسواق العمل ، فذلك أحد أهم مدخلات تنمية المجتمع اقتصاديا وتربوياً واجتماعيا، لذلك فان وزارة التعليم العالي تحرص باستمرار الى تحديث مستمر لهندسة التعليم العالي وضمان ترابطه العضوي مع سوق العمل، وتسعى الى أن يكون دور مؤسسات التعليم العالي أكثر مرونة وقدرة على الاستجابة للمتغيرات والحاجات المستجدة لحصول أبناؤنا الطلبة على الشهادات الجامعية من أجل تحقيق طموحهم المستقبلي، لذلك فقد عملت على مراجعة بعض البرامج التي تحتوي على "بعض التخصصات الميتة"، واستحداث برامج أخرى جديدة تحوي تخصصات مرنة وفقاً للظروف الاقتصادية والاجتماعية والمتغيرات في سوق العمل، خاصة البرامج التي تعنى بتوجيه شبابنا نحو التعليم المهني والتقني كونهما من عناصر التنمية الاقتصادية ومجالاته ، وهذا يتطلب بالضرورة ربط التخطيط التعليمي بالتخطيط الاقتصادي في إطار خطة تنمية شاملة وربط التخصصات بالاحتياجات من القوى العاملة.

أما الان ووفق كل المعطيات فمن الضرورة بمكان إشراك كافة القطاعات الاقتصادية والمهنية في التخطيط لمستقبل الأجيال، ولن نغفل عن ضرورة اعتماد تشاركية في التخطيط بين القطاعين العام والخاص من أجل وضع الخطط الدراسية المستقبلية التي تؤمن بعداً سسيولوجياً لمجتمعنا، فالمدخلات الأساسية التي يحتاجها سوق العمل تكمن في مخرجات التعليم العالي، وكضرورة حتمية لا بد من شراكة حقيقية وراسخة بين هذين القطاعين ، وهنا يجب التنسيق إلى حد كبير فيما بين القطاع المهني والقطاع الخاص والعام وغرف الصناعة والتجارة أيضاً للعمل على أن إنتاج منتج مهيأ لتلبية الحاجات والمتطلبات الأساسية لأسواق العمل ، مع التركيز على جودة النظام التعليمي والذي يقتضي التركيز ليس فقط على المدخلات بل والمخرجات أيضاً ، فتكون هناك حدود دنيا ومهارات معينة يجب أن يتمتع بها الخريجون .

واخيرا تمنياتي أن تكون هذه الرؤى نبراسا لطلبتنا الأعزاء واهاليهم الذين ما زالوا مصرين على انتهاج تقليد أعمى في اختيار تخصصاتهم ، واقول لهم ان بعض التخصصات لم تعد تخصصات القمة والتي ما زال البعض يختارها للمباهاه والتفاخر ، فالاوضاع المرتبطة بسوق العمل حاليا اصبحت مختلفة مع التطور التكنولوجي وظهور التخصصات الجديدة المعاصرة، سائلاً المولى عز وجل أن يعين ابناءنا الطلبة على تحديد خيارهم ومسارهم الصحيح وفق ميولهم ووقدراتهم رغباتهم والذي سيضمن مستقبل مشرق واعد يضمن لهم سبل العيش الكريم.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :