عمون - زرقاء اليمامة كانت امرأة جميلة من قبيلة جديس، وكانت تلقب بذلك لجمالها وبصرها القوي. عاشت في منطقة واسعة في اليمامة تُعرف باسم "جو". كانت لديها قدرة فريدة على رؤية الأشياء من مسافات بعيدة، مما جعلها تلعب دورًا هامًا في مساعدة قبيلتها في حروبها.
تُذكر حروبًا كثيرة بين قبيلتين قويتين في منطقة اليمامة، وقد كانت زرقاء اليمامة تلعب دورًا فعّالًا في دعم قبيلتها في هذه الحروب. كانت تتجاوز على قمة جبل مرتفع، حيث كانت تستطيع مشاهدة الأعداء والتحذير منهم لقبيلتها، مما ساهم في انتصاراتهم المتكررة. تميّزت بقوة بصرها اللافتة وقدرتها على تحليل ما تراه من مسافات بعيدة.
تتمثل قصة زرقاء اليمامة في لحظة عرض الأمور بالنسبة لها. في إحدى المرات، أخبر وزير ملكٍ يُدعى رياح بن مرة ملكه أن لديه أختًا متزوجة تُدعى زرقاء اليمامة، وكانت قادرة على رؤية الأمور من مسافة بعيدة جدًا. قرر رياح أن يستخدم هذه المعرفة لمصلحتهم، وقاد جيشه لمهاجمة قبيلتها.
بعد أن شاهدت زرقاء اليمامة جيش الأعداء يقترب، حذرت قبيلتها بأن هناك جيشًا قادمًا، ولكنهم لم يصدقوها وسخروا منها. رغم ذلك، انتصرت قبيلتها بفضل معرفتها بمسار الأعداء، ودخلوا المدينة وانتصروا. طُلب منها ملك الأعداء أن تخبره بما رأته، فقالت إنها رأت الأشجار وراءهم بشرًا، ولكن ملك الأعداء أمر بإزالة عينيها وصلبها على باب المدينة.
بعد تلك الحادثة، تم تغيير اسم المدينة من جديس أو جو إلى اليمامة تكريمًا لزرقاء اليمامة وبسبب دورها المهم في النصر.
بهذه القصة، تُذكر زرقاء اليمامة كشخصية عربية قديمة معروفة بجمالها وبصيرتها الاستثنائية، وقد أثرت بشكل كبير على مجريات الأحداث في منطقتها.