عمون - التشبيه المرسل هو أحد الأساليب البلاغية التي تُستخدم لنقل معانٍ وأفكار بوضوح من خلال مقارنة عنصرين: المشبه والمشبه به. يُميز هذا النوع من التشبيه بوجود أداة تشبيهية في الجملة تكون الوسيلة التي يتم بها التشبيه. على سبيل المثال: عندما نقول "محمد كالأسد في الشجاعة"، نقصد أن محمد يتشابه مع الأسد في صفة الشجاعة والإقدام.
أما بالنسبة للأدوات التي تُستخدم في التشبيه المرسل، فتُعتبر أدوات تشبيه الربط وتشمل الكاف، وكأن، ومثل، وشبه، وغيرها، وتُساهم هذه الأدوات في تقديم العلاقة المشتركة بين العنصرين المُشبهين. ونظرًا لأهمية هذه الأدوات في التشبيه المرسل، فقد سُمّيت بـ "كلمة التشبيه" حسب تعبير السكاكي.
يُمكننا رصد استخدام التشبيه المرسل في الأدب بشكل واضح، سواء في القرآن الكريم أو في الشعر. على سبيل المثال، في القرآن الكريم، نجد التشبيه المرسل في الآيات التي تستخدم أدوات التشبيه للتعبير عن المعاني بشكل أفضل، مثل الآيات التي ذكرتها في النص.
وفي الشعر، يلعب التشبيه المرسل دورًا بارزًا في تعزيز الأسلوب البلاغي، حيث يتم استخدام أدوات التشبيه مثل "شبيه" أو "كأن" لإبراز التشابه بين العناصر المُشبهة بشكل واضح. مثل قول الشاعر:
"يا شبيه البدر في الحسن وفي بعد المنال."
وقوله:
"كأن مثار النقع فوق رؤوسنا وأسيافنا ليل تهاوى كواكبه."
بهذا نجد أن أداة التشبيه تُستخدم بوضوح في هذه الأبيات الشعرية لتعزيز التشابه ونقل المعاني بشكل فعّال.