بسم الله الرحمن الرحيم
" يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضيةً مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي " صدق الله العظيم
يا من إليه المشتكى والمفزع . أنت المعد لكل ما يتوقع .
يمر العمر بعدد سنواته , أطويله هي أم قصيره . كأنه لحظه . كأنه رمشه عين . بالذات إذا كانت هذه السنين والأيام مع إنسان عزيز على القلب والعين, تكن له كل الود والاحترام هو زوجي و رفيق دربي .,
شراكة الخمسه وعشرون عاماً . مرت كأنها برهه قصيره . مرت بحلوها ومرها . بسهلها و صعبها . بسعادتها وشقاوتها . بحلها وترحالها . أي لحظه بالخمسه وعشرين عاماً تكون قد عشناها . أو كم لحظه عشناها ؟؟
كل تلك اللحظات والسنوات مرت . لا تقاس بلحظه سمعنا فيها فاجعة موتك . أي لحظات نعيشها بعد مرور أربعين يوماً على وفاتك. وكأنها اللحظة. الأربعون يوماً لم تغير شيئاً من الحزن والدموع والذكريات .
أين أنا منك الآن ؟ بعد أن تركتني . وسافرت سفراً طويلاً وأنا بأمس الحاجه إليك . يا ليتني أنا في هذه اللحظات الحزينه لم أكن أنا . بل كنت طيراً بالسماء العالي في كل لحظه أنزل على قبرك وأقول : "الله يرحمك يا رياض "
الله يرحم حبك الصافي . وحنانك الدافي . آمنت بك ربي . وآمنت بقضاؤك وأؤمن أن كل من عليها فان ولا يبقى إلا وجهك ذو الجلال والإكرام . وسامحني يا ربي إذا ضيعت صبري عند مصيبتي ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) .
فإن في الصدر غصه . وفي القلب لوعه . وفي الأحداق دموع لا تجف . مابكت عيني لأجل غدر السنين . ولا بكت لأجل أن أبقى حزين . ولا بكت يوم جرحي دفين . بكت عيني لأجل شخص ثمين. في بعاده أشواق وأنين . وكل دمعه بعيني تسأل أنت أين ؟؟
أبدلك الله داراً خيراً من دارك . لن أنسى . لن أنسى . وكيف أنسى ؟ آه يا دنيا راحو الغوالي .
يا دنيا . غداره يا دنيا . وعدتيني انه أبو محمد راجع للبيت , وما وصل يا دنيا ؟ لكن كما كان يتألم بصمت الرجال . أبى إلا أن يموت بصمت بعيداً عني , هناك بعتم الليل . يا حبيب بني حميده وكل من أحبك وعرف الخير بك وفيك .
هذا هو السفر الطويل . الطويل . الذي ليس بعده عوده . هذا الفراق .. الفراق ....!
حرام على العين كحلها بعدك يا ابو محمد . حرام على الملابس عطرها بسفرك يا رياض . كيف أصدق خبر موتك ! ماذا أصدق ؟ شريكاً ..؟ وعزاً وشموخاً كان يملأ حياتي دون فراغ .. وأنت الآن تركت الفراغ ...الفراغ,
لكنك تركت صورتك بعيوننا , وحبك في قلوبنا , وتركت سيرتك العطره على كل لسان نبراساً لنا نسير عليه في حياتنا , نشد به الهمم ونعيد به الامل , ليكونا هذين الشبلين (محمد وعوان ) من ذاك الاسد (رياض ) .
لن أودعك لأنني ماتعودت أن اودعك إلا أن القاك , فإلى الملتقى بروض من رياض الجنه يا رياض , بجوار الصديقين والشهداء , فأنت الشهيد المجاهد من أجل وطنك الأردن ..
يا واصل الآرامل والأرحام , يا أبا الأيتام ووفائي لك كل الوفاء , وعهداً أن تبقى عزيز عيني الغائب الحاضر , الغائب عند ربه , الحاضر في قلبي و روحي , وعيوني التي لا تنام , الغائب الذي سألقاه في جنات الخلد إن شاء الله .
الله كريم , وأنت ضيفه ,فاكرم مثواه وإرحمه برحمتك و جد عليه بمغفرتك وجنتك يا حنان يا منان , أللهم أنزل على قبره الضياء والنور والفسحة والسرور , وجازه بالإحسان إحساناً وبالسيئات عفواً وغفراناً , أللهم أنقله من ضيق اللحود إلى جنات الخلود , وجميع موتانا وموتى المسلمين وإلى الملتقى يا أبا محمد .
** زوجتك الصابرة بإذن الله تعالى ( أم محمد )