عمون - زارت لجنة السياحة والتراث في مجلس الأعيان، برئاسة العين عبد الحكيم محمود الهندي، اليوم الثلاثاء، شركة البريد الأردني، للاطلاع على واقع خدماتها ومقتنياتها التاريخية من طوابع بريدية تحكي تاريخ المملكة.

جاء ذلك خلال اجتماع اللجنة مع رئيس مجلس إدارة شركة البريد الأردني سامي الداوود، ومدير عام الشركة بالوكالة هنادي الطيب.

وأكد العين الهندي في بداية اللقاء أهمية الدور الذي تقوم به شركة البريد الأردني على صعيد الخدمات المقدمة للمواطنين، مبيناً أن هذه الزيارة تأتي ضمن سلسلة زيارات دورية للجنة تعقدها بصفتها الرقابية، لمتابعة سير العمل وتطبيق خطط واستراتيجيات الوزارات والدوائر والمؤسسات والمراكز الحكومية.

وأشاد الهندي بالدور الكبير الذي تقوم به الشركة برئاستها وإدارتها وموظفيها، وبعملها للمحافظة على المقتنيات التاريخية المهمة والقيَمة التي يملكها البريد.
وأكد اهتمامه وحرصه على التشبيك بين البريد وجميع الوزارات والمؤسسات المعنية، بهدف التثقيف ونشر المعرفة بتاريخ المملكة الذي يظهر جليا من خلال الطوابع البريدية والمقتنيات التاريخية.

وطالب الهندي بضرورة تنسيق البريد الأردني مع وزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي لتنظيم زيارات ميدانية تعريفية لطلاب المدارس والجامعات، وتثقيفهم حول تأريخ مأسسة المملكة الأردنية الهاشمية.

وأشار إلى ضرورة التنسيق مع هيئة تنشيط السياحة ليصبح البريد الأردني معلما سياحيا جاذبا للمهتمين في التعرف على تاريخ الأردن و العمل البريدي في المملكة منذ تأسيس الدولة، إذ أصبحت المملكة عضوا في اتحاد البريد العالمي في عام 1947.

بدوره، قدم رئيس مجلس إدارة شركة البريد الأردني سامي الداوود، لرئيس وأعضاء لجنة السياحة والآثار في مجلس الأعيان، شرحا عن أعمال البريد الأردني وعمليات التطوير والتحديث التي تقوم بها الشركة ضمن استراتيجية ممنهجة للنهوض بالعمل لمواكبة التطورات التي يشهدها سوق البريد العالمي .

وقال الداوود خلال زيارة اللجنة إلى متحف بريد الطوابع الأردني بمقر الشركة في المقابلين، إن البريد الأردني، يسهم بفاعلية في دعم السياحة الأردنية من خلال الترويج للمواقع السياحية عبر إصدارات الطوابع التي تركز في غالبها على ما يحتويه الأردن من كنوز أثرية وحياة للطيور والحيوانات إضافة لدوره في خدمة المجتمع الدولي .

وبين أن فكرة إنشاء متحف للطوابع جاءت لتسليط الضوء على الإنجازات التي شهدتها المملكة منذ التأسيس ولغاية الآن باعتبار الطابع البريدي يحفظ ذاكرة البلاد على الصعد كافة، ويرصد تاريخ المملكة من خلال إصدارات الطوابع بمختلف المناسبات الأردنية، مشيرا في الوقت نفسه الى أن المتحف يضم في أقسامه المختلفة جميع الطوابع البريدية والتذكارية التي صدرت في الأردن منذ تأسيس إمارة شرق الأردن وحتى اليوم.

وأوضح أن شركة البريد كمشغل للبريد، يتحمل أعباء كبيرة في سبيل استدامة توفير الخدمات البريدية الى المناطق النائية البعيدة عن مراكز المدن، كما يعمل على توفير خدمات غير بريدية إضافية تتعلق بتقديم الخدمات نيابة عن القطاعين العام والخاص.

وجال اعضاء اللجنة في متحف الطوابع واطلعوا على المقتنيات التاريخية ومن أبرزها أجهزة اتصالات سلكية ولا سلكية، وأختام، ويعود أقدم ختم في المملكة في جرش عام 1920، كما تعد الطوابع المعروضة من أقدم المعالم التاريخية الصغيرة في العالم.

وتشمل المقتنيات عدداَ من الطوابع والوثائق الرسمية التي تشكل مراحل تأسيس المملكة، بدءا من الدولة العثمانية وإمارة شرق الأردن وصولا الى المملكة، كما توثق المقتنيات أهم المناسبات والأحداث الوطنية منها إصدار أول دستور أردني عام 1928، وأول مجلس نيابي عام 1948، بالإضافة الى الوحدة بين الأردن وفلسطين. كما تبين المقتنيات الإرث الأردني الحضاري الثقافي الديني والجغرافي المتنوع، فقد أصدر البريد الأردني طوابع بريدية بمناسبات دينية مختلفة كالمولد النبوي الشريف، وميلاد السيد المسيح وعيد القيامة منذ عام 1966، كما تحمل عددا الطوابع صورا لأعلام الفن والثقافة والشعر في المملكة منهم الشاعر مصطفى وهبي التل، والمؤرخ روكس من زائدة العزيزي، والممثل المسرحي حسن إبراهيم.

بدورهم أشاد أعضاء اللجنة بجهود البريد الأردني الكبيرة كونها شكل من أشكال التحديث المطلوبة، والشراكة مع القطاع الخاص، مشيرين إلى أهمية التنسيق مع وزارة التعليم لاطلاع الأجيال بتاريخ المملكة، وبث روح الوطنية لديهم.

وتحدث الأعيان حول دور البريد في توزيع المعونة الوطنية للمنتفعين من خلال بطاقات إلكترونية تماشيا مع التطور التكنولوجي.

وشارك في الزيارة من اللجنة الاعيان: سليم خير، وعيسى مراد، ومحمد الأزايدة، وخير الدين هاكوز، وعبدالله مطر. ومن أعضاء المجلس الأعيان: خولة العرموطي، والدكتورة محاسن الجاغوب، والمهندس خالد رمضان، والدكتورة ميسون العتوم.