facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




قراءة معمقة في خطاب العرش السامي


فيصل تايه
14-10-2023 01:30 PM

افتتح جلالة الملك عبدالله الثاني أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر بالعبارة الكريمة : "باسم الله ، وعلى بركة الله، نفتتح أعمال الدورة العادية لمجلس الأمة التاسع عشر" ، مشيراً جلالتة الى ان هذه الدورة هي الدورة الأخيرة من عمر المجلس ، واضعاً جلالتة الجميع إمام مسؤوليتهم "مواطنين وسلطة تشريعية وسلطة تنفيذية" ، في الوقت الذي تضمن فيه الخطاب إجابات واضحة لقضايا هامة تتعلق بمتطلبات المرحلة ، وما يمر به الوطن من تحديات وظروف فرضتها أوضاع سياسية وإقتصادية .

ان ما جاء في مضمون الخطاب السامي يعتبر خريطة طريق ارشادية للمرحلة المقبلة ، تحوي ترجمه واضحة وصريحة للنهج المتوقع والمأمول ، ما يستدعي ضرورة قراءتها بتعمق والاخذ بما جاء بها لتحقيق رؤى جلالة الملك من أجل بناء الأردن الأنموذج في نهجه الديمقراطي ، خاصة بالاستمرار في السعي الى تنفيذ مسارات التحديث السياسي والإقتصادي والإداري ، فقد " قطعنا شوطا مهماً على طريق تنفيذ مسارات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري" ، فما يأمله جلالته أن تواصل السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية التعاون لدفع تلك المسارات عملياً إلى الأمام وعدم إعاقتها على ارض الواقع ، لأن شعبنا يستحق حياة كريمة ومستقبلا أفضل .

ان المتعمق في قراءة الخطاب السامي يجد فهماً واضحا للمفردات التي جاءت في المضمون ، بحيث نلحظ فيها الكثير من المدلولات التي تعبر عن حكمة وحنكة جلالة الملك السياسية التي مكنت الأردن من تجاوز التحديات، فقد استطعنا بفضل رؤية جلالته بناء "انموذجنا الديمقراطي" النابع من إرثنا الحضاري والإنساني والثقافي والإجتماعي الملتزم بمبادئ الحرية و العدالة والوحدة الوطنية والمساواة والذي نفتخر به المجتمعات المتحضرة وهذا محط فخر واعتزاز لنا على مستوى منطقتنا العربية التي تفتقد في اغلبها الى التحول الديمقراطي الحقيقي ، القائم على التطوير والتحديث، والسعي إلى البحث في سبل تعزيز المشاركة السياسية .

لقد أشار جلالة الملك الى ما تحقق في عمر هذا المجلس ، فقد اثنى جلالته على المسؤوليات والمهمات والانجازات ، والتي كان اهمها وضع حجر الأساس لمرحلة جديدة من مستقبل بلدنا ، نستعد معها لفصل جديد من حياتنا السياسية ، بعد التعديلات التي تم انجازها على التشريعات الناظمة للعمل الحزبي والبرلماني ، منوهاً جلالته الى أن مسيرتنا الديمقراطية امتدت منذ ما يقرب على ربع قرن وبقيت على العهد ، والسعي مع أبناء الاردن لحماية هذه المسيرة ، بالمضي بها بخطى جديدة وثابتة من البناء والتعزيز والتحديث ، ومواصلة العمل من أجل الحفاظ على هذه المسيرة الممتدة منذ "نشأة الدولة" .

لقد احتوى خطاب العرش السامي اشارات واضحة وتوجيهات سامية نحو العمل التشريعي ، ما يؤكد اعتزاز جلالته بالدور الوطني الكبير المناط بالسلطة التشريعية وهي رسالة تؤكد بأن هنالك ارادة سياسية من لدن جلالته بالحرص على تجذير حياتنا البرلمانية والتشريعية و تعزيز مسيرتها ،من خلال رسالة هاشمية تؤكد بأن "هذا الحمى الأردني الهاشمي" سيبقى دوما وطن الحرية و العدالة والديمقراطية ، بتأكيد جلالته على إقامة الإنتخابات التشريعية العام المقبل ، بمشاركة الأحزاب البرامجية التي هي "جزء أصيل ورئيسا في نظامنا البرلماني " فنجاح هذه المرحلة يعتمد على المشاركة الفاعلة من أبناء شعبنا وبناته، وتحمُّل كل طرف، مؤسسات وأفراد، مسؤولياته بروح وطنية عالية، لتعميق مسارنا الديمقراطي ، فبوفق رؤية جلالته فأن المرحلة المقبلة تستدعي ضخ دماء جديدة لتنفيذ التحديث، فقد دعى جلالته جميع مؤسسات الدولة والقيادات لدعم الشباب والنساء ، والأخذ بيدهم لتعزيز دورهم على الساحة السياسية فعلا لا قولا ، فالمستقبل لهم، وعلينا أن نفسح الطريق أمامهم، وعهدي لهم ألا نسمح باغتيال أحلامهم في التحديث والتطوير .

لقد حمل خطاب جلالة الملك هموم الأمة وقضاياها وفي مقدمتها قضية فلسطين ، التي ستبقى "بوصلتنا‬" وتاجها "القدس‬ الشريف" ولن نحيد عن الدفاع عن مصالحها وقضيتها العادلة ، فمن الواضح أن جلالته دائما وفي أغلب خطاباته يضع القدس في سلم أولوياته ، انطلاقا من دور الأردن التاريخي والمركزي في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية ، وتقديم كل سبل الرعاية لها وإلى دور جلالته المستمر تقديم كافة أشكال الدعم للأشقاء في فلسطين ، والتاكيد أن الأردن سيبقى الداعم الاول لقضية فلسطين وصولا إلى حل عادل تكون فيه القدس الشرقية عاصمة للفلسطينين .

‬‬‬‬لقد أشار جلالتة بوضوح الى ما تشهده الأراضي الفلسطينية من تصعيد خطير وأعمال عنف وعدوان فما ذلك إلا دليل يؤكد مجدداً أن منطقتنا لن تنعم بالأمن والاستقرار دون تحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، ليحصل الشعب الفلسطيني على دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية ، وتنتهي دوامات القتل التي يدفع ثمنها المدنيون الأبرياء ، "فلا أمن ولا سلام ولا استقرار من دون السلام العادل والشامل" الذي يشكل حل الدولتين سبيله الوحيد .

ان ما كان ملفتاً في خطاب جلالته الأشادة بدور القوات المسلحة والأجهزة الأمنية جميعها بالحفاظ على حماية الاردن والشعب والارض والكرامة والذي :" سيبقى وطننا صامدا تحميه زنود النشامى من أبناء القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي والأجهزة الأمنية، الذين قدموا التضحيات جيلا بعد جيل، وحموا الوطن بالمهج والأرواح، في سبيل إعلاء رايته، والحفاظ على منعته وقوته، ليبقى عزيزا مهابا، فلهم منا كل التقدير والتحية، ولن نتوانى عن تقديم كل الدعم لتطوير قدراتهم وتعظيم قوتهم " ، اضافة الى تاكيد جلالته على الدور الطليعي للاردن ، "فوطننا سيبقى دوماً بإذن الله وطناً قوياً عزيزاً متماسكاً عصياً على أعدائه يسير إلى العلى بخطى ثابتة ورؤية ثاقبة، وطناً يؤمن بوحدة الامة و بالمصير الواحد الذي يجمعها ، وسيبقى في خندق العروبة، يبذل كل ما بوسعه، في سبيل الوقوف مع أشقائه العرب ، ودوره ومكانته بين الدول" .

كما أشاد جلالته بشعبه الأردني الواحد معتبرا أنه لا يعرف الفشل وسطر قصص النجاح بأقل الإمكانيات ، فالدولة الاردنية دولة مؤسسات و قوانين و شفافية و عدالة :" هذا البلد له شأن ومكانة بين الدول، وهذا الشعب المعطاء لا يعرف الفشل، لأن تاريخه محطات من التحدي والإنجاز ، فقد سطرنا قصص النجاح بأقل الإمكانيات، وبعزم الأردنيين وجهودهم " ، فحين خاطب جلالته أبناء شعبه معتبرهم الأهل والعزوة داعيا إلى عدم السماح لأحد أن يقلل من منجزات الوطن التي صنعوها وأن لا يفتحوا باباً لحاقد أو جاهل ، داعيا أن يكونوا جميعا بحجم الأردن ومكانته وطموحاته .

ان جلالة الملك يعبر باستمرار عن اعتزازة بالاسرة الاردنية الواحدة :" وأخاطب من خلالكم، أهلي وعزوتي أبناء الأردن وبناته، وأقول لهم، وطننا هذا عظيم بكل واحد فيكم، فلا تسمحوا لأحد أن يقلل من قيمة منجزاته التي صنعتموها أنتم، ولا تفتحوا بابا لحاقد أو جاهل، فلنكن جميعا بحجم الأردن ومكانته، وبمستوى شعبه وطموحاته ، فأمامنا مستقبل لنبني أردن الخير والوفاء ، أردن كان على الدوام منطلقا لما هو أعظم، فلنمض بثقة نحوه، بعزيمة شعبنا، وقوة مؤسساتنا وجيشنا وأجهزتنا الأمنية، وطموح شبابنا الذي لا يعرف الحدود " .
حمى الله الأردن وطناً وملكاً وجيشاً وشعباً
دمتم سالمين





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :