facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الفتن لن تمر .. والبوصلة فلسطين


د.زهير أبو فارس
07-11-2023 09:46 AM

في خضم العدوان الصهيوني البربري وجرائم الابادة الوحشية على أهلنا في قطاع غزة، بل وعلى مساحة الأرض الفلسطينية، لا يفوت العدو فرصة في سبيل خلط الأوراق وخلق الفوضى وإشاعة حالة من الانقسام وزعزعة الاستقرار في الجبهات الداخلية في المنطقة، وبخاصة في دول الجوار الأكثر تاثرا وتأثيرا في مجريات الأحداث ومعادلات ومالات وتداعيات الصراع القائم منذ ما يقارب القرن، ويقينا ان الأردن كان ولا يزال الأكثر استهدافا ضمن المشروع الصهيوني التوسعي المعلن في المنطقة العربية .

وانطلاقا من هذه الحقيقة الراسخة والتحديات الجسام التي تواجهنا، ولحماية بلدنا من الأخطار المحدقة بنا جميعا، لا بد من التأكيد على ما يلي:

اولا: لقد عبر شعبنا الاردني الأبي على مساحة الوطن في باديته وقراه ومدنه ومخيماته، ومنذ اللحظات الاولى للعدوان الصهيوني الهمجي، تضامنه الصادق الأصيل بكل الوسائل الممكنة مع الأبطال الصامدين الصابرين في غزة وعموم فلسطين المحتلة، ولم تتوقف حراكاته ومبادراته لدعم الأهل، بل ولا تزال حناجر شبابه ونسائه واطفاله ورجاله تصدح عاليا انتصارا لفلسطين وتنديدا بجرائم المحتلين وحماتهم ممن يتشدقون بقيم الحرية وحقوق الإنسان والشرعية الدولية، وهذه الوقفة التضامنية النبيلة هي انعكاس طبيعي للعلاقة العضوية والوجدانية التي تربط الشعبين التوامين الأردني والفلسطيني .

ثانيا : وفي الإطار التضامني إياه، فقد تماهت إلى درجة الالتحام المواقف الرسمية للدولة الأردنية مع الجهود الشعبية، والتي تمثلت في تلك المواقف المشرفة الجريئة، والجهود الجبارة التي تقوم بها الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك على كافة الصعد وفي مختلف المحافل الإقليمية والدولية، والتي تستهدف لجم العدوان الصهيوني الغاشم، ووقف حربه الاجرامية ومجازره الوحشية البشعة بحق آلاف المدنيين، وجلهم من الأطفال والنساء والشيوخ، وتوفير الظروف لإيصال المساعدات الإغاثية الضرورية للأهل في غزة، ومقابلة جلالة الملكة الاستثنائية مع محطة (CNN) نموذج ساطع لما أحدثته من أصداء إيجابية على المستوى الدولي انتصارا لغزة وفلسطين، وفي الوقت نفسه الغضب العارم الذي قوبلت به في اوساط الكيان المحتل، كما أن متابعة سمو ولي العهد لنشامى المستشفى الميداني الاردني في غزة، والإصرار الملكي على استمرارهم في أداء مهامهم الإنسانية والوطنية ، على الرغم من المخاطر الهائلة التي تحيط بهم ، لدليل على العلاقة الأخوية الخاصة التي تربط بلدنا قيادة وشعبا بفلسطين وأهلها على مدى التاريخ الطويل.

ثالثا: ان الحراكات والوقفات التضامنية وما يصاحبها من مشاعر جياشة صادقة يعبر عنها أبناء شعبنا الأردني تجاه ما يجري في فلسطين وغزة تحديدا، هي حالة طبيعية وأصيلة وضرورية، ولا بد من تنظيمها وتأطيرها وتوظيفها بطريقة هادئة ومنهجية، وترجمتها إلى مبادرات عملية في مختلف المجالات والاتجاهات، لتساهم بشكل فعال في دعم صمود الأهل في غزة وقضيتهم العادلة، فللقانونيين ، والعاملين الصحيين ،والمهندسين، وأصحاب رؤوس الأموال، ورجال الأعمال، والبرلمانيين، والعلماء ورجال الدين ،والاكاديميين والمفكرين ،ومؤسسات المجتمع المدني ،والقوى الحزبية، والنقابية، والشبابية والنسوية، وغيرها، أدوار هامة لا بد من تفعيلها، مما سيحدث فرقا في جهود الدعم والمواجهة الحقيقية .

رابعا: ان ما يقلق العدو حقا، ويفشل مخططاته العدوانية تجاه بلدنا هو ضبط بوصلة حراكات ومظاهر التضامن الجماهيري وتوظيفها بعقلانية وتنظيم فعال لتصب في جهود دعم الأهل في فلسطين وقدرتهم على الصمود واستمرار المواجهة، وصولا إلى الهدف المنشود-وهو الحرية والاستقلال، أسوة بشعوب العالم،مهما طال الزمن، فالدعم لا بد أن يكون ممنهجا وموصولا، وليس ردود أفعال آنية تنتهي بانتهاء الحدث، ومن هنا أيضا، تأتي أهمية اليقظة تجاه مخططات العدو الشيطانية في حرف بوصلة الصراع الحقيقي معه وتحويلها نحو إثارة البلبلة والفتن والتشكيك بين أبناء المجتمع الواحد من جهة، وبينهم ومؤسسات وقيادات الدولة ،من جهة أخرى، وهي وصفة لطالما استخدمها بنجاح على مدار العقود الماضية في أكثر من دولة عربية.

خامسا: ان ممارسات البعض خلال التظاهرات والوقفات التضامنية، من مثل الاساءات إلى اجهزتنا الأمنية ومؤسساتنا السيادية، والتشكيك بمواقف بلدنا وقيادتها، وانكار الجهود والإنجازات، هي أعمال مرفوضة ومدانة من شعبنا، يقوم بها نفر قليل إما جاهل لأبعادها أو مشبوه يخدم أهداف واجندة جهات داخلية وخارجية تستهدف الأردن في أمنه واستقراره ودوره المحوري تجاه قضايا الأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، من منطلق ان قوة الأردن هي قوة لفلسطين.

واخيرا، نقول: إن شعبنا بذكائه الفطري، وانتمائه الوطني والتفافه حول نفسه وقيادته، لقادر على حماية بلدنا الأعز مهما كانت التحديات، والعدو يعي تماما ان قوة الأردن الحقيقية تكمن في تماسك وصلابة جبهته الداخلية والتفافها حول قيادتها التاريخية الأصيلة وأبنائها البواسل في الجيش العربي والأجهزة الأمنية.

إذن، هذه هي الحقيقة الكاملة، أو -إن شئتم- النموذج الأردني الذي لا تروق نجاحاته للأعداء والحاسدين على حد سواء، فموقف بلدنا سيبقى دائما كما عرضه جلالة الملك في خطابه الاخير في افتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة التاسع عشر : "ستبقى بوصلتنا فلسطين.. وتاجها القدس.."

* د. زهير ابو فارس / عضو مجلس الاعيان.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :