facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




عن أي نصر يتحدثون


د. محمد خالد العزام
10-11-2023 11:26 PM

أيام قليلة ربما تفصلنا عن بروز المؤشرات الكبرى للعدوان على غزة، وهل يستطيع الكيان الصهيوني الاستمرار في رفضه وقف إطلاق النار، أم أنه سيضطر في الأخير وبافتعال تحقيق أهداف معنية إلى إنهاء الحرب على غزة؟

التشخيص الميداني، يؤكد خلاصتين اثنتين: عدم تحقيق العدو الصهيوني أيا من أهدافه المعلنة، بالقضاء على حماس وبنيتها العسكرية واستنقاذ الرهائن والأسرى من جنود الاحتلال، وتفاقم المعاناة الإنسانية ووجود الدولة العبرية في حالة عزلة دولية، بسبب جرائم الحرب التي ارتكبتها ضد المدنيين من الأطفال والنساء واستهداف المستشفيات المؤسسات الخدمية بما فيها تلك التي تشرف عليها الأمم المتحدة بحجة وجود قوات حماس فيها . ومع مرور أكثر من خمسة أسابيع على الحرب، تشير إلى العديد من التعقيدات، لم يستطع الكيان الصهيوني أن يفكها، وهي في الواقع معادلات دقيقة، نجحت فصائل المقاومة الفلسطينية في الإمساك بخيوطها وتوجيه مخرجاتها ضدا على مصالح العدو الصهيوني.

تتعلق أول هذه المعادلات، بالعملية العسكرية الميدانية، بأهدافها، وزمنها، وكلفتها، فالكيان الصهيوني، بعد طوفان الأقصى، رفع سقف أهدافه عاليا، وعبأ الرأي العام الداخلي على عنوان كبير للحرب، هو إنهاء حماس، الفكرة، والحركة، والمقاومة العسكرية، ثم استنقاذ الأسرى من جنود الاحتلال والرهائن الإسرائيلية المحتجزة في السابع من أكتوبر.

لم يحدد العدو الإسرائيلي زمنا لهذه الحرب، فهيأ رأيه العام الداخلي على إمكانية أن تستغرق شهرا أو سنة، وتحدث عن أثمان لا بد من دفعها لتحقيق أهدافها، لكنه في الواقع، لم يأخذ بعين الاعتبار أن لهذه المعادلة، وأن تحقيق الأهداف، مرتبط أساسا بالعملية البرية، وأن نتائجها لحد الآن، تسير في اتجاه معاكس للاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، وأنه لهذا السبب، بدأت تتغير رؤية الولايات المتحدة الأمريكية، سواء للعملية العسكرية، أو لوقف إطلاق النار، أو للهدف الإنسانية، أو لسيناريوهات ما بعد الحرب على غزة.

يرتبط التعقيد الآخر، بوحدة القيادة السياسية والعسكرية، ووجود هدف مشترك يرام تحقيقه، وهي المعادلة المعقدة، التي لم يستطع الكيان الصهيوني الإمساك بخيوطها حتى وهو يعلن الحرب، ويعتزم الانتقام من طوفان الأقصى، ما يفسر ذلك هو تصريحات نتنياهو إلى الصحافة بشأن مسؤولية الشاباك عن طوفان الأقصى قبل أن يضطر لسحبها، ثم تصريحاته الأخيرة بشأن جاهزية جنود الاحتياط، التي سحبها هي الأخرى، دون أن نغفل الشكل الفردي الذي يقدم به القادة الثلاثة ندواتهم الصحافية، بما يعكس انفصام القيادتين، والصراع المحموم بينهما، فكل طرف يريد كسب الرهان ولقاء المسؤولية على الآخر، لتحقيق نصر انتخابي وشيك، أو تكبيد خصمه هزيمة انتخابية.

وأكثر ما يُذكر في خطاباتهم سؤال (ماذا بعد حماس)، سؤال يستعجلون في طرحه، يقصدون القول بأنَّ نهاية سلطة حماس في قطاع غزّة باتت حتمية، وهذا يدخل أوّلا في باب الحرب النّفسية ضد المقاومة! وهو نوعٌ من الطمأنة للشعب في إسرائيل وللحلفاء في أمريكا وأوروبا وبعض أنظمة العرب، بأن النّصر بات قاب قوسٍ وأدنى، فتحلّوا بالصّبر، ولا تضغطوا علينا لأجل هدنة إنسانية.

إلا أن عسكريين مختصين يقولون، بأنَّ المقاومة ما زالت منظّمة، رغم كلِّ الضربات العنيفة وسياسة الأرض المحروقة، فهي قادرة على القيام بهجمات مضادة، وما زال التواصل بين القيادة والقواعد قائما في أرض المعركة ، وتتكبَّد قوات الاحتلال خسائر كبيرة.

ونرى توهم نتنياهو عندما تحدَّث عن أن إسرائيل ستتولى المهمة الأمنية الشاملة في قطاع غزة، «بعد النصر»، ولم يذكر دور السُّلطة في رام الله! وردَّ عليه البيت الأبيض ردّا رمادياً لأن لديهم التصور الأكبر عما يحدث داخل أرض المعركة ، بأنَّ الرئيس جو بايدن «ما زال يعتقد بأن احتلال غزة ليس بالأمر الجيّد، وهذا ليس في صالح إسرائيل». وأكد ذلك عندما أخبر وزير الخارجية الأمريكي أنطوني بلينيكن رئيس السُّلطة الفلسطيني بأنَّه يرى للسُّلطة دوراً محورياً في إدارة شؤون قطاع غزة، بعد انتهاء حكم حماس! وشكره على دور السُّلطة في تهدئة الأوضاع في الضفة الغربية.

الحلول العسكرية مهما بدت كانتصارات في بداياتها، فالفشل الحتمي مكتوبٌ لها، ما دامت المشكلة الجذرية بلا حلّ، بل تزداد تعقيداً بعد كل حملة عسكرية لإنهائها بالعنف. لقد توهّم نتنياهو، وما زال يتوّهم أنه بقدرته وفهلويته إقامة سلامٍ مقابل السّلام، أي من دون إقامة دولة فلسطينية، هذا الوهم غذّاه وما يسمى التنسيق الأمني مع السُّلطة في رام الله، ومعاهدات السلام مع الدول العَربية، التي سارعت إلى التطبيع مع دولة الاحتلال. ومما يبدو واضحا أن نتنياهو يريد من خلال التّدمير الشامل لقطاع غزة، أنْ يقولَ للشعب الإسرائيلي أّننا قتَلنا مقابل كل إسرائيلي عشرين فلسطينياً، ومقابل كل بيت تضرَّر عندنا هدمنا مئة منزل، ويتوهّم أنّه كلما ارتفع عدد الضحايا الفلسطينيين، فإن هذا سيخفِّف من هول ما حدث ومن العقاب الذي ينتظره، ويحاول ترجمة هذا إلى عملية ترحيل وتهجير كإنجاز يتوِّج به حربه، ليعود إلى الشعب من هذه الحملة، وقد اقتلع جذر المشكلة بالتّهجير! إلا أن أصدقاءه الأوروبيين والأمريكيين، يعرفون أن هذا ليس حلاً، خصوصاً بعد رفض الجمهورية العربية المصرية للفكرة، لعدم قدرتها على تحمُّل عواقبها. لن تنتهي المقاومة لأن الشَّعب الفلسطيني مصرٌ على الحياة بحرِّية وكرامة، كذلك فإن الشُّعوب العربية، صارت ترى الصُّورة بوضوح أكثر، فقادة إسرائيل يحلمون بسلامٍ على أشلاء الفلسطينيين، وليس معهم ولا إلى جوارهم، ويطمعون بالهيمنة على المنطقة وليس العيش فيها بسلام.

فأضحى الكيان الصهيوني معزولا دوليا، ومتهما بارتكاب جرائم حرب، بل نشأت أزمة بين الأمم المتحدة وأمينها العام وبين الكيان الصهيوني على خلفية استهداف الأطفال والنساء ومنع الشعب الفلسطيني من حاجيات الحياة الأساسية، وحرك المجتمع الدولي كله في اتجاه الضغط على واشنطن، التي باتت تسير وبشكل متدرج نحو إخراج ورقة ما بعد نتنياهو وتحميله المسؤولية الكاملة عما جرى بما في ذلك السابع من أكتوبر فعن أي نصر يتحدثون، وعن أي إدارة للقطاع يتوهَّمون!





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :