facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




صفقة تبادل الأسرى وفاتورة الحرب


د. محمد خالد العزام
14-11-2023 07:09 PM

خلال الأيام القليلة الماضية تحوّل الحديث في إسرائيل وفي العديد من وسائل الإعلام العالمية عن صفقة وشيكة تقوم حماس بموجبها بالإفراج عن عدد من المحتجزين لديها، وليس معروفاً حتى الآن ما هي تفاصيل هذه المفاوضات، ولا ما الذي يجري في الخفاء، ولا ما يُمكن أن يوافق عليه الإسرائيليون، لكن الأكيد أن التفاوض من أجل التوصل إلى صفقة يعني أن تل أبيب تُدرك أن استرجاع المحتجزين لا يُمكن أن يتم بالقوة العسكرية القاهرة، وأن هذه الضربات العسكرية العنيفة ضد المدنيين في غزة ليست سوى محاولة للضغط على حماس، خلال المفاوضات التي تجري، بما في ذلك قطع الكهرباء والمياه والوقود وعملية التجويع، إذ كل ذلك أوراق للضغط في المفاوضات لتحسين صفقة التبادل، وليست وسيلة لإخضاع القطاع. ما يتضح شيئاً فشيئاً من هذه الحرب هو أن إسرائيل تتخبط وليس لديها أية أهداف في غزة، ولم تتمكن من الوصول إلى أي من قادة حماس، كما أنها أمضت شهراً كاملاً، وهي تحاول إقناع العالم بأن قيادة حركة حماس موجودة داخل مستشفى الشفاء، وأنه يتوجب الوصول إلى هناك لاجتثاثهم والقضاء عليهم، وعندما وصلت الدبابات ومعها غطاء من الطائرات، تبين أن المستشفى ليس فيه إلا أطفال الخداج، ومرضى العناية المركزة، وعدد كبير من الجرحى الذين لم يعودوا يجدون العلاج، فضلاً عن عدد كبير من الجثث التي حُرمت من التشييع والدفن، بينما لم يجد الاسرائيليون أياً من مقاتلي حماس لا فوق الأرض ولا تحتها ولا بالقرب من المستشفى ولا داخله. العدد الكبير من الضحايا الأطفال في غزة دليلٌ قاطع على أن الاسرائيليين لم يتمكنوا من الوصول إلى الأهداف والمواقع العسكرية التابعة لحماس، إذ من المؤكد أنهم لو استطاعوا اصطياد المقاتلين لما تركوهم وقتلوا الأطفال، أما القصف العشوائي العنيف الذي يؤدي إلى سقوط عدد كبير من الأطفال والنساء فهذا ليس سوى عملية انتقامية عشوائية خالصة. كما أن هذا المسار للحرب يؤكد أن إسرائيل ليس لديها خطة لما تريده من القطاع، فضلاً عن أنه لا يتوافر لدى الإسرائيليين أي تصور لمرحلة ما بعد الحرب وما سيكون عليه قطاع غزة بعد انتهائها، إذ خلال الأيام الأربعين الماضية جرى الحديث عن تهجير جماعي، وإعادة احتلال كاملة، ومرحلة مؤقتة، وعودة لسلطة رام الله، وقوات عربية، وغير ذلك من الأفكار التي تبين أنها جميعاً لا تنبع من أي تصور إسرائيلي، وهو ما يعني أنها حرب عمياء تجري في غزة، من دون أية أهداف واضحة ولا سيناريو للمستقبل.

الأيام الأربعون الأولى لهذه الحرب تدل بالفعل على أنها طويلة، لكنها أيضاً تؤكد أن إسرائيل تفشل يوماً بعد آخر في تحقيق أي شيء، كما أنها تتخبط دون أي رؤية سياسية ولا خطة عسكرية، وأصبح واضحاً أنها لن تستعيد أياً من المحتجزين إلا بموجب اتفاق أو صفقة، وليس بالعملية العسكرية المباشرة، كما أن ثمة سؤالا مهما، وهو: إلى متى تستطيع إسرائيل أن تتحمل الحرب والخسائر التي تتكبدها نتيجة هذه الحرب؟





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :