facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




اسرائيل امام تحديات عدة


د.مخلد البكر
09-12-2023 10:55 PM

المتابع لما ينشره الاعلام العبري وما تقوله صحيفتي يديعوت احرونوت وهآرتس وغيرهما من وسائل الاعلام العبرية بشأن خسائر الجيش الاسرائيلي، وعند مقارنتها بتصريحات المقاومة الفلسطينية (الموثقة بالفيديوهات والصور) حول استهدافها لاليات وجنود قوات الاحتلال يجد وبحسبة بسيطة ان الاعلام العبري يؤكد الى حد بعيد تصريحات الناطق باسم كتاب القسام وغيرها من فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، اي ان الاعلام العبري يقول ما لا يقوى على التصريح به قيادات الكيان الصهيوني حول خسائرهم في هذه الحرب.

ماذا يعني ذلك ؟ ان قراءة المشهد تقول ان اسرائيل ذاهبة في حربها رغم كل ما تتلقاه من خسائر على الارض الى حين تحقيق اهدافها المعلنة بقطع رأس حماس والقضاء على قياداتها وتحرير اسراها، رغم ان كثيرين داخل الكيان الصهيوني اكدوا ان نتنياهو لن ينجح في تحقيق اهدافه ولن يتمكن من القضاء على حماس وقياداتها كايهود باراك رئيس الوزراء الاسبق وشاؤول موفاز وزير الدفاع الاسبق وغيرهما من سياسيين وجنرالات سابقين، وهو ما يفسر معارضة قيادات عسكرية امريكية للعملية البرية التي اصرعلى القيام بها نتنياهو .

الا ان اسرائيل تسعى لتحقيق هذه الاهداف في ظل عدد من التحديات، ولعل التحدي الابرز هو عامل الوقت من خلال المهلة التي منحتها الادارة الامريكية لاسرائيل لتحقيق اهدافها، وهو الخبر الذي تناقلته وسائل اعلام امريكية وغربية من بينها صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية التي نقلت عن مسؤولين أميركيين بأن وزير الخارجية أنتوني بلينكن قال لمسؤولين في حكومة الحرب الإسرائيلية، إن إدارة بايدن تعتقد أن الصراع يجب أن ينتهي خلال أسابيع لا أشهر.

اما التحدي الثاني الذي يواجه حكومة الحرب في تل ابيب فهو صمود المقاومة في قطاع غزة، ففي الوقت الذي يعلن فيه الجانب الاسرائيلي سيطرته على هذه المنطقة او تلك يتفاجأ بالمقاومة تطلق رشقات صواريخها من تلك المناطق التي اعلنت اسرائيل سيطرتها عليها، مما يفت في معنويات المجتمع الاسرائيلي لا بل وبمعنويات افراد الجيش الاسرائيلي انفسهم الذين اعلنوا غير مرة انهم يقاتلون اشباحا، هذا الصمود الاسطوري للمقاومة قابله فشلا ذريعا من قبل الجيش الاسرائيلي وقواته الخاصة التي وعلى سبيل المثال فشلت في محاولتها الاول لتحرير اسراها، اذ خسرت في هذه العملية الاسير الجندي ساعر باروخ وسقطت القوة الصهيونية بين قتيل وجريح وفر المتبقين منهم.

اما التحدي الابرز الذي يواجه الكيان الصهيوني ولن يقوى المواطن الاسرائيلي على تحمله فيتمثل بالاثار الاقتصادية التي تلقي بضلالها على الواقع هناك ، سواء عبر الكلفة المباشرة للحرب يوميا والتي تتجاوز ال (250) مليون دولار، او الاثار غير المباشرة لهذه الحرب على جميع القطاعات الصناعية والتجارية والزراعية والسياحية داخل الكيان الصهيوني، فالى اي حد يمكن لهذا الكيان تحمل هكذا خسائرغير مسبوقه.

واضافة للتحدي الاقتصادي الذي يواجهه المجتمع الاسرائيلي، لا يمكن اغفال ضغط اهالي الاسرى على نتنياهو وحكومته المصغرة (الكابينت) لاعادة ذويهم من الاسر، وهو تحد اجده ككرة ثلج تكبر يوما بعد يوما، اذ وصلت مطالبهم الى حد المناداة بوقف الحرب والعودة الى طاولة المفاوضات من جديد لتحرير ابنائهم من الاسر، وهو الامر الذي شكل شرخا داخل المجتمع الاسرائيلي بين اهالي الاسرى من جهة والتيار المؤيد للحكومة في استمرار الحرب وعدم الالتفات لهذه المطالب من جهة اخرى.

التحدي الاخير الذي تواجهه دولة الكيان هو التراجع الملفت في الراي العام الدولي والغربي بشكل خاص لاسرائيل وروايتها التي قدمتها في بداية الحرب وتأكل الدعم الرسمي الغربي لتل ابيب شيئا فشيئا، فاكاذيب اسرائيل وقياداتها اصبحت مكشوفة للجميع وما عاد من الممكن تبنيها او الدفاع عنها حتى اصبح شعاري
(Free Free Palestine) و (Ceasefire Now) الاشهر في شوارع العالم وميادينه ، دفاعا عن عدالة القضية الفلسطينية.

هذه التحديات التي يواجهها نتنياهو ومجلس حربه تفرض تساؤلا يطرحه كثيرون حول المدة التي يمكن للكيان الصهيوني ان يستمر بها في حربه هذه، وما هي حجم الخسائر الذي يستطيع تحملها؟، وهو الذي لم يستطع تحقيق اي من اهدافه المعلنة، فلا زالت قواته تحارب الاطفال والنساء والمدنيين وتدمر البنية التحتية وتمارس حرب الابادة والمجازر بعيدا عن اي انجاز عسكري او امني يمكن ان يغفر لنتنياهو مغامرته هذه - التي اراها غير محسوبة - والتي ستنتهي به الى خارج المشهد السياسي والى الابد، بل اعتقد انه سيخرج منها فاقدا لعقله، فنتنياهو - رئيس الوزراء الاطول في تاريخ الكيان الصهيوني- الذي يخوض حربا غير اخلاقية على قطاع غزة منذ ما يزيد على خمسة وستين يوما دخل الحرب اصلا على ايقاع ازمة داخلية وحراك شعبي واحتجاجات واسعة النطاق في شوارع تل ابيب استمرت على مدار اشهر منددة به وبتوجهاته حيال التعديلات القضائية التي اعلن عنها بداية هذا العام.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :