facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




تواطؤ امريكي وعجز المجتمع الدولي


د. أحلام ناصر
10-12-2023 11:55 AM

يتساءل العالم اليوم عن دور وجدوى الأمم المتحدة في ظل التحديات الدولية وتصاعد التوترات، يلقي الفيتو الأمريكي بظلاله على هذا الاستفسار. في يومٍ لا يُنسى، شهد العالم استخدامًا آخر للفيتو من قبل الولايات المتحدة "المنحازة علنا للكيان الصهيوني" في مجلس الأمن، حيث تمّ رفض قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة. هذا الحدث ليس مجرد لحظةٍ في التاريخ، بل هو انعكاسٌ صارخٌ لعجز الأمم المتحدة عن القيام بدورها في تحقيق السلام والأمن في العالم، وابعد من ذلك، فقد خسرت الامم المتحدة مصداقيتها في القيام بابسط مهامها في وقف قتل الاطفال والنساء والمستضعفين.

الفيتو الأمريكي أصبح وسيلةً تُستخدم بشكلٍ متكررٍ لتعطيل أي جهدٍ دولي يهدف إلى وقفِ أعمالِ العنف، وقتل الابرياء. فيما يُقدم العديد من قادة الدول خطاباتٍ مليئةٍ بالرغبة في تحقيقِ السلام، يظل الفيتو الأمريكي يقف كحاجزٍ يحول دون تحقيقِ تلك التطلعات، ويشكل احباطاً لدى الشعوب وخاصة من تعاني من الظلم في الوصول الى حقوقهم المشروعة.
تثير هذه الأحداث تساؤلات حول جدوى وجود الأمم المتحدة نفسها في محنة السلام الدولي. هل هي مجرد مسرحية لا قيمةً لها في وجه التحدياتِ الحقيقية؟ هل يمكن لهيئةٍ تأسست على أسس العدالة والتضامن أن تحقق غاياتها في ظلِ سيطرةِ دولةٍ واحدةٍ على صنع القرار؟.

إن الأمم المتحدة، في نشأتها، كانت ترمز إلى آمال العالم في إقامة نظام عالمي يقوم على التعاون والسلم. ومع ذلك، باتت واقعًا مريرًا يُظهر عجزها في مواجهة التحديات الحديثة. تعتبر محاولات تحقيق السلام تحت إشراف الأمم المتحدة معرضة للعبث بسبب القوى الكبيرة التي تتدخل وتؤثر بشكل مباشر في الشؤون الدولية.

إن تكرار إستخدام حق الفيتو في القضايا العادلة العالمية، يشير إلى أن عملية صنع القرار في مجلس الأمن تبتعد عن المبادئ الأساسية التي تأسست عليها الأمم المتحدة. إذا كانت القرارات الدولية تتحكم بها قوة دولة واحدة مثل امريكا، فإن طموح الأمم المتحدة في تحقيق السلام والأمان يتحول إلى وعد فارغ.

كما ان استخدام الفيتو الأمريكي لمنع قرار وقف إطلاق النار في غزة له تأثيرٌ كبيرٌ على الديناميات الأمنية العالمية، خاصة في ما يتعلق بتصاعد التهديد الإرهابي نتيجة للظلم المستمر الواقع على الشعب الفلسطيني. فإن تعثر الجهود الدولية لوقف الأعمال العدائية، وتحقيق السلام، يمكن أن يفتح الباب أمام تصاعد التوترات والانخراط في دائرةٍ من العنف. يُظهر هذا التواطؤ في اتخاذ إجراءات فعالة تأخرًا في تقديم حلاً للأزمة في فلسطين، وقد يشجع على تكوين بيئة غير مستقرة تُسهم في نشوء التنظيمات الإرهابية وتعزيز أنشطتها. ببساطة، فإن الفراغ الأمني الناتج عن عدم تحقيق التسوية العادلة والمستدامة في فلسطين، والتي تعاني من ظلم الاحتلال والمجتمع الدولي منذ 75 عاماً، يمكن أن يفتح المجال امام الجماعات الإرهابية لاستغلال الظروف وزيادة نفوذها، مما يعزز اعمال العنف على مستوى العالمي.

في النهاية، يجب على المجتمع الدولي أن يتساءل بجدية حول مدى جدوى الأمم المتحدة في تحقيق أهدافها الأساسية في ظل التحولات السياسية والقوى العالمية المتزايدة. يحتاج العالم إلى إصلاح جذري في النظام الدولي لضمان أن يبقى السلام هو الهدف الرئيسي، وليس محل تفاهمات سياسية تفتقر إلى الإنسانية والعدالة.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :