facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




جنينغراد .. رمزية المدينة وخصوصية المخيم


د.مخلد البكر
15-12-2023 02:55 PM

تشكل جنين المدينة ومخيمها حالة متميزة ومتفردة في تاريخ النضال الفلسطيني منذ ايام الاستعمار الانجليزي وحتى يومنا هذا.

فمن ارض جنين انطلقت ارهاصات الثورة الفلسطينية عام 1936 ضد المستعمر الانجليزي، وعلى ارضها سقط الشهيد المقاوم المناضل عزالدين القسام قبل تلك الثورة بعام واحد تقريبا، وبقيت هذه الحالة النضالية مستمرة طوال فترة الصراع العربي الاسرائيلي.

الا ان انتفاضة الاقصى التي انطلقت عام 2002 عادت بجنين لتكتب تاريخا جديدا في صفحات النضال الوطني للفلسطينيين، لقد قدمت جنين من خلال مخيمها قصة صمود اسطورية عز مثيلها، حتى ذهب بعض المتخصصين الى القول ان معركة مخيم جنين ســــتدخل التاريخ العسـكري للقرن الحادي والعشـــرين.

ففي مخيم جنين 2002 كانت المقاومة موضع دهشة وانبهار العالم باجمعه، حيث استمر الصمود الملفت لستة ايام وجيش الكيان الصهيوني عاجز عن اقتحام المخيم بسبب المقاومة الشديدة التي ابداها ابناء المخيم، وبالرغم من ان شاؤول موفازرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي في حينه قاد بنفسه المعركة في مخيم جنين بعد يومين من محاولات الاقتحام الفاشلة، بعد عزله قائد الكتيبة المكلف بالعملية من منصبه، اذ قام موفاز بسحق المخيم بعد ذلك وارتكاب مجزرة وجرائم حرب، الا ان البطش الصهيوني الذي جرى لم يكن سوى نوع من انواع الانتقام الذي يدفع باتجاه الغاء ومحو صورة الصمود الاسطوري الذي رسمه ابناء المخيم في الايام الستة الاولى، في مواجهة قرابة 20.000 جندي مدججين بشتى انواع السلاح، هو العدد الأكبر من الجنود الذين يتم حشدهم منذ حرب لبنان الأولى.

ويعلق المراسل العسكري للقناة 13 الاسرائيلية ألون بن دافيد قائلا : إن الحملة التي تم فيها احتلال مدن الضفة الغربية بسهولة نسبيا قد اصطدمت بمقاومة شرسة في جنين لدرجة أن القتال فيها تحول إلى سيناريو رعب تحقق على الأرض .

وعلى الرغم من ذلك البطش الذي مارسه الصهاينة تجاه المخيم الا ان جميع المحللين والخبراء امتدحوا قدرة المخيم على الصمود، لا بل ان رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك ياسر عرفات اطلق على معركة المخيم هذه وصف (جنينغراد) في اشارة الى الصمود التاريخي لمدينة ستالينغراد السوفييتيه بين عامي 1942 و1943 في وجه الجيش الالماني خلال الحرب العالمية الثانية.

مضت السنين وعادت جنين وعاد مخيمها بقصص النضال والمقاومة من جديد ليكتب قصة تفرده وتميزه من جديد، وان هذا المخيم لازال قادرا على الوقوف في وجه الغطرسة والظلم الصهيوني الذي تمارسه قوى جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني .

واذا كانت الرمزية مربوطة بالبدايات الاولى لنضال جنين ومساهمتها المبكرة في الحركة النضالية للشعب الفلسطيني المقاومة للاستعمار الانجليزي التي بدات على يد الشيخ عزالدين القسام الذي استشهد في احراش يعبد من اراضي جنين، فاين تكمن الخصوصية في نضال مخيم جنين ؟؟؟

ان مخيم جنين الذي تأسس عام 1953 بمساحة جغرافية وصلت الان الى 473 دونماً، وعدد سكان بلغ في منتصف هذا العام نحو 11674 لاجئ، تتعانق فيه بنادق الفصائل الفلسطينية على اختلاف مشاربها وتوجهاتها وانتماءاتها ففيها تجد تكاتفا بين ابناء كتائب عزالدين القسام الذراع العسكري لحماس الى جانب ابناء شهداء الاقصى التابعة لحركة فتح ويدا بيد مع مقاومي سرايا القدس جناح الجهاد الاسلامي العسكري وغيرها من الفصائل، لا فرق بين هذا وذاك يجتمعون على هدف واحد هو مقاومة العدو، اذ يقول احد ابناء شهداء الاقصى: "ان قرار المقاومة هنا لا يتعدى حدود المخيم"، بمعنى ان صنع القرار يتم داخل المخيم ومن قبل جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة مجتمعة.

هذه البؤرة النضالية المقاومة للاحتلال في ارض اوسلو التابعة للسلطة الفلسطينية استطاعت البقاء والاستمرار وتطوير قدراتها وادواتها - بالرغم من محدوديتها مقارنة بالمقاومة في قطاع غزة – لكنها بقيت صداع في راس صانع القرار الاسرائيلي رغم كل التبعات السلبية للتنسيق الامني مع السلطة الفلسطينية على العمل المقاوم داخل الضفة الغربية، ولعل من ابرز تجليات نضال مخيم جنين ظهور (كتيبة جنين) التي ارقت بعملياتها المقاومة الكيان الصهيوني، وهذا ما يفسر استمرار جيش الاحتلال بشن حملاته العسكرية المتتالية على المخيم والقيام بالاقتحامات المتكررة آخرها تلك التي انتهت بالامس، وزج الكثير من ابنائه اسرى في معتقلاته عله يستطيع وأد هذه الروح النضالية لابناء المخيم، الذين يستلهمون قصص البطولة من سابقيهم ويعلنون دوما استمرارهم في النضال، فمقاومي 2023 في مخيم جنين جلهم ولدوا عام 2002 او قبل ذلك بقليل اي انهم لم يعوا احداث جنينغراد لكنهم يتناقلونها كصورة بطولية ناصعة على جبين مخيمهم وفي اذهان ابنائه.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :