facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




الى روح المرحوم ليث الشبيلات ..


د. صبري ربيحات
19-12-2023 12:32 AM

الرحمة لروحك يا ابا فرحان وارواح كل ابناء الامة الأوفياء على مدى الزمان... خطرت ببالي اليوم في الذكرى الأولى لرحيلك وتخيلت بعضا من ردود فعلك على ما يجري لو كنت بيننا اليوم بعدما تغيرت اشياء كثيرة.

تخيلت انك تتقلب في قبرك وانت تسمع اخبار غزة وما قام ويقوم به رجالاتها الاشاوس ، فقد كنت تتمنى ان ترى الامة وقد استعادت هيبتها وعزتها .... و ها انا اناجيك واقول بصوت مسموع فيه كثير من الاعتداد والزهو لقد انتفظ أبطال الأمة في غزة يا أبا فرحان ودخلوا فلسطين المحتلة بلا تصاريح او اذونات وتفتيش ، لقد دخلوا عنوة وكسروا انوف الصهاينة ومرغوا وجوهم وسمعتهم في الوحل.


من غير ان نتوقع وبعدما اقنوعنا ان القضية انتهت وقبل ان يحتفل نتانياهو باكتمال سلسلة التطبيع تحرك الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه بعدما اعدوا لهم ما استطاعوا من قوة ليدخلوا الارض التي اخرجوا منها اول مرة ..وليقولوا للعالم باننا امة حية لديها كرامة لا تقبل بالذل ولا ترضى الهوان.

لقد تمكن الاسود واصحاب الحق من انجاز مشروع العصر العسكري الذي تفوق على كل ما عرفته الجيوش النظامية والتنظيمات الاهلية من تخطيط وتدريب وامداد وإعداد وتجهيز وتنفيذ عمليات....فاخترقوا اكثر الحدود تحصينا وضللوا اكثر الاجهزة الامنية والاستخبارية حرصا وتدريبا ووضعوا اكثر الخطط نجاحا وشيدوا اكثر التحصينات منعة وملائمة للصمود والدفاع في وجه الغضب والجنون الصهيوامريكي الغاشم.

نجح هؤلاء الرجال في اختراق الحدود الوهمية التي حرسها العدو بكل أشكال التكنولوجيا ...وانزلوا الجنود من ابراج دباباتهم وجردوهم اسلحتهم واقتادوهم أسرى بعدما وضعوا ايديهم على مخزون استخباري يفضح نوايا الكيان الغاصب وتطلعاته.

بعد تنفيذ عمليات جراحية على مساحة شاسعة من الاراضي المغتصبة عاد الاسود الى عرينهم ينتظرون قدوم الجحافل المدججة بالغضب ليستدرجوهم الى كمائن اعدوها بعناية وحرفية.

يوما بعد يوم كشف أبطال الأمة للعالم كذب الكيان الصهيوني واعوانه وغطرسة العدو ووحشيته وزيف ديمقراطيته المزعومة وفجوره ومعاداته للانسانية والحياة .
منذ السابع من اكتوبر عادت القضية الفلسطينية الى المشهد لتصبح قضية العالم الأولى فقد فتحت العملية أعين العالم على الظلم الذي عايشه الفلسطينين وكشفت عنصرية النظام الراسمالي والنظرة الدونية التي يحملونها لغيرهم.

المؤسف يا صديقي ان العالم العربي لا زال منقسما على نفسه توجه اقطاره المصالح الخاصة بالرغم من انهم يسايرون بعضهم في العلن... فقد نددوا واستنكروا وطالبوا إبراء لذممهم....ومع ذلك فالشعوب لها كلام اخر وأصوات لم تهدأ.

لقد انعشوا امالنا ورفعوا رؤوسنا واعادوا لنا شيئا من الكرامة بعدما الحقوا في الصهاينة الهزيمة وهزوا الصورة التي رسمت لنا عنهم.

هؤلاء الرجال الرجال الذين ايقنوا بأن العدو لا يستمع الا الى صليل السيوف وازيز الرصاص وصدق العزيمة فتسلحوا بالايمان واعدوا العدة وتجنبوا لغة التوسل والاستجداء بعد ان ادركوا خطورة اخضاع شعبهم لنظام الضبط الصهيوامريكي ووكلاءه في الاقليم.

نعم ، لم ينخرط هؤلاء الرجال في لعبة خلط الاوراق التي انطلقت من اوسلو منذ عقود فوفرت للعدو الغطاء لابتلاع الارض وتهجير أهلها وخفض توقعات المطالبين بها معتقدين بحتمية قدراتهم على فرض الآمر الواقع .

لقد راهن الصهاينة واعوانهم على انهم سينجحوا في توسيع دائرة الاصدقاء في الاقليم دون الحاجة الى تقديم اي تنازلات للفلسطينين معتمدين على اركان ورموز ومروجين.

لقد انتهت حكاية الجيش الاسطوري الذي يخطب وده من يخشون الأخطار الإيرانية وتلاشت الأوصاف والنعوت التي وصفته بالجيش الذي لا يقهر....

نعم، لقد نجح رجال المقاومة الفلسطينية بتقديم صورة بطولية للمقاتل العربي ومثلا رائعا للخلق الإسلامي وبددت ظلال صور الهزائم التي منيت بها الأمة في العقود والمشاركة التي خاضتها مع الصهاينة.

المقاومة احيَت في نفوسنا الامل يا ابا فرحان وانعشت امالنا واعادت الينا الكثير من الثقة والايمان بمستقبل هذه الامة وشعوبها.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :