بدل ان يكونوا صانعي الحرية فانهم اعدائها هل تعلمون من هم انهم اصحاب القرار في صحفنا ان لم يكن كلهم فاجزم بانهم جلهم.

امضيت في مهنة الصحافة قرابة الثلاثين عاما وانا اعاني من الرقابة فان لم تكن حكومية فانها مسؤولية تحريرية هكذا وضفوها وسموها لنا ولا ابعد الايدي الحكومية والامنية عنها بل انها في صلب العملية الصحفية والاعلامية وصاحبة القرار.

تسمعون يا اخوان هذه الايام عن ما يسمى بجهاز امن الدولة في مصر وماذا كان يفعل وانا لا اتجنى فهاهم الصحفيون في الاردن يطالبون بعدم تدخل الاجهزة الامنية في القرار الصحفي سواء كان مهنيا او انتخابيا لان النقابة ومنذ اكثر من عشرين عاما ولغاية الان لا يمشي عليها الا القرار الامني.

قد انزه قادة الاجهزة ولكنني لا ابرأ ساحتهم مما كان يحدث للصحفيين وسرقة ارادتهم بالتخويف والتخوين والذي تعرضت له شخصيا لمرات عديدة من بعض العناصر التي كانت تسوق لقادتها وبحكم مسؤوليتهم ان فلان يصلح امنيا للوطن اكثر من فلان ويكون الهدف من وراء ذلك لاسباب جهوية ضيقة واما مصالح كانت تتحقق لهم بالتعيينات وغيرها وقد كانت هناك تدخلات سافرة لمجرد ان يقول انني موجود يوميا على رؤوسكم.
وكذلك كان لبعض الحكومات تدخلات سافرة في الصحافة من غالبية الحكومات الاردنية وحتى في القرار النقابي واذكر ان مسؤولا في الوسط الصحفي تم تهديده من قبل احد رؤساء الوزارات باحدى العمليات التي تجرى لنوع من الحيوانات ان وقف مع المرشح لنقيب الصحفيين الذي يكرهه ذلك الرئيس.
لا ادري عن التوجهات الحالية للاجهزة وللحكومة الحالية ولكن ما يبشر بالخير ان وزير الدولة للشؤون الاعلامية هو رمز من رموز الحرية الوطنية و قد اعلن ذلك واكده صراحة في اعتصام الصحفيين الذي جرى قرب صحيفة الرأي وقال ان الحرية بايديكم انتم الان.
دعوني اقف عند ما قاله الوزير ان الحرية بايديكم انتم فالصحفيون لا يقررون السقف ومن يقرره هم من خلفتهم هذه الاجهزة للسيطرة على القرار الصحفي ولا يزالون والا فمباذا يفسر لنا الاستاذ طاهر العدوان لجوء الكتاب لنشر مقالات في المواقع الالكترونية اكثر جرأة بدل نشرها في صحفهم وبعضهم ترفض مقالاته ويلجأ لهذه المواقع. فاستاذ مثل راكان المجالي نرى مقالاته المستمرة في المواقع الالكترونية فهل هم احرص من راكان على الوطن وراكان كان رئيسا لتحرير الرأي في فترة من الفترات.
ان التغيير المطلوب لتحقيق الاصلاح هو اعلامي وصحفي بالدرجة الاولى ونحن نقول ذلك لادراكنا باهمية الاعلام وقدرته على قيادة التغيير وتوجيه الرأي العام نحو اصلاح حقيقي فلو ادركت الحكومة المصرية على سبيل المثال هذه الحقيقة لما جاء تغيير النهج الاعلامي بعد تغيير النظام.
جدية الاصلاح واقناع الناس به تأتي من الاعلام الذي يتبنى نهج الاصلاح فمن تربى على النهج المخالف من المستحيل ان يكون اصلاحيا وحاله يقول انها "مشمشية وتعدي".
واخيرا اقول ان الحكومة التي "اختطفت" طاهر العدوان باعتبار انه كان نافذة من نوافذ الحرية القليلة نأمل ان يكون هذا الاختطاف لتعزيز نهج الحرية ووضع رؤيته ونهجه هذا على كامل الخريطة الصحفية والاعلامية في اردننا الحبيب لتتحقق بالنهاية الرؤيا التي يطالب بها جلالة الملك منذ زمن "حرية سقفها السماء" فالامتثال لرؤيا القيادة دعم للاصلاح.