ما بين الرقمين 111 و 63 .. ولنتسامى من أجل الوطن * د. عدنان مساعده*
08-03-2011 03:33 AM
بين ليلة وضحاها المجلس هو نفس المجلس الذي انتخبه الشعب تنقلب الموازين عنده فيما يتعلق بمنح الثقة أو حجبها حسب تجاه الريح والاجواء وربما حسب الاهواء وتسليط الاضواء، فلا يمكن أن يقتنع الشارع والمواطن بهذه الفجوة الكبيرة في التصويت ما بين حكومة السيد سمير الرفاعي التي حصلت على ثقة المجلس بنسبة عالية جدا وبين حكومة الدكتور معروف البخيت التي حصلت على نسبة النجاح فقط. فبعد حصول حكومة الرفاعي على هذه الثقة بأسابيع جاء الأمر الملكي السامي بحلها وكان جلالة سيدنا الأكثر قربا لنبض شعبه الوفي ووقف الى جانبه يحترم كرامة ابناء الوطن فكرا وتطلعات وينتصر لهم ويعتبر كرامة شعبه من كرامة الوطن، وكان جلالته بحق القائد الذي يصدق أهله دائما ويعبر بضميره النقي عن آمال الناس وتطلعاتهم وكان بحق نائب كل الاردنيين.
والمجلس نفسه أخذته العزة بالاثم يتابع الخطأ وللمرة الثانية وينقلب تقييم الامور دون دراسة موضوعية لبرنامج حكومة الدكتور البخيت في التصويت الهزيل لصالحها والذي جاء كردة فعل سريعة لا تخلو من التوتر والانفعال وعدم التوازن (والفزعة) لرد الاعتبار وللتكفير عن اخطاء ارتكبوها تجاه تصويتهم الغير مسبوق لحكومة الرفاعي، معتقدين في ذلك أنهم سيعيدون ثقة الناس اليهم أو معتبرين الناس مغفلين او العوبة بايديهم. ولم يدر بخلدهم ان المواطن الاردني ذكي ولم تعد المسرحيات تنطلي عليه فهو يراقب ويقارن حيث لم تقنع الشارع الاردني طريقة التصويت ونتيجتها 111 صوتا هذا بدون احتساب الانصاص والطبشات واذا تم حساب (ثقة ونص أو ثقة وطبشة او ثقتين أو ما شابه ذلك) فان ذلك يتجاوز رقميا عدد اصوات مجلس النواب ال120. وكمواطن اتساءل وربما يتساءل معي الكثيرون: هل هناك من يمتلك الاجابة من أصحاب الرقم الشهير111 ومن يقنع الناس والشارع في الكيفية التي صيغت فيها هذه المعادلة المقلوبة وغير الموزونة كيميائيا وغير المقبولة منطقيا لنصيغ توجهات تراعي مصلحة البلد وتتسامي فوق كل المصالح الخاصة والترسبات الذهنية الخاطئة التي تقودنا الى التراجع والنكوص؟ ايها السادة أعضاء مجلس الشعب اننا نحترم الرأي والراي الآخر ونقدّر النقد البنّاء وننحاز دون تردد للصوت الذي يضع مصلحة الاردن بعقله وقلبه فوق كل اعتبار بعيدا عن الاهواء والتناقض وعدم الانسجام مع الذات، ولكن بالله عليكم أفتونا في حل لغز هذه المعادلة غير المتناغمة والمتناقضة الاطراف ما بين التصويت 111 والتصويت 63! ولنعي الدرس مستقبلا وليكن أمر منح الثقة للحكومة أو ججبها عنها يخضع للموضوعية والمنهجية التي تحترم عقول الناس وتضع مخافة الله في هذا الوطن وعند ذلك لا يهمنا الرقم كبر أم صغر ولا تهمنا النتيجة ان كانت مسبوقة أم غير ذلك، لاننا بذلك نوجه البوصلة الى اتجاهها الصحيح دون أن تنحرف بنا السبل ونضل الطريق.
وأقول لدولة الدكتور البخيت الذي تعرض لهجوم قاس ربما كان في غير محله وفيه مبالغة كبيرة من قبل بعض السادة النواب، أنك امتلكت الشجاعة وسعة الافق والقلب الكبير في امتصاص ردود الفعل المطاطية بترو وحلم وأناة، وتذكر دولتكم وزملاؤك القسم الذي أقسمتموه أمام الله والوطن وأمام جلالة حامي الدار وراعي مصلحة الشعب في ان تكونوا على قدر حمل امانة المسؤولية في تنفيذ كتاب التكليف السامي بروح وثابة وعزيمة قوية، وأرى بتفاؤل أن الاجراءات التى بدأت بها الحكومة منذ تكليفها تسير بالاتجاه الصحيح، ومسؤوليتنا جميعا ان نعمل ونعمل للاردن الوطن الاغلى بتفان وامانة واخلاص ومراجعة أخطاء الماضي وتصويب مواطن الخلل أنّى وجدت والافادة منها وتحويلها الى مشاريع نجاح وانجاز. وعاش الاردن قويا منيعا وعاش جلالة مليكنا المفدى سيدا ورائدا وقيض له الامناء الاوفياء القابضين على جمر حب هذا الحمى العربي الهاشمي يؤثرونه على أنفسهم ما دامت لهم الحياة.
* استاذ جامعي