facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




البلقاء من زاوية اخرى


د. صبري ربيحات
11-01-2024 12:57 PM

لعقود مضت كانت مدينة السلط حاضرة عربية مهمة ليس لعمق اوديتها ولا لغزارة ينابيعيها ولا لنبل رجالاتها فحسب، بل لأنها مدينة أنيسة تحتل موقعا جغرافيا واستراتيجيا فريدا مكنها من لعب أدوارا مهمة في الحشد والرباط وفي الصراعات التي احتمدت بين المسلمين والفرنجة وكل الأمم الطامعة بالاستيلاء على بيت المقدس وفلسطين..

عراقة السلط وذاكرتها التاريخية لا تحتاج لكثير من الشرح فهي تفصح عن نفسها بمجرد ان تستعرض اسماء الأحياء واحواض الأراضي او ان تصعد اليها من اي اتجاه فكل الاماكن تحمل اسماء من حلوا عليها او أقاموا فيها من وادي شعيب الى كفر هودا وواد الاكراد الذي اقام فيه الجند وتنتسب اليه عدد من العشائر الكريمة فالواد هو "واد الاكراد"..

لا اظن اني قادر على وصف طبيعة المشاعر التي تعتمل في صدور إخواننا السلطية وهم يستمعون الى مطلع اغنية "على طريق السلط ......" التي كتب كلماتها رويزق العربيات واشبعها دلالا عمر العبداللات وهو يلوك أحرف اسماء احيائها وحاراتها بشغف تتفوق على كل ما شهدناه.

في السلط مقامات وقبور ومنازل ومعسكرات جند واسماء احياء ومرابع اكتسبت شهرة واسعة وقيمة تاريخية استقرت في ضمائر اهلها فاكسبتهم الشعور بمسؤولية الحفاظ على الارث والتحلي باخلاقيات هذا المكان السرمدي.

الحارة والواد والجدعا والجادور ليست مجرد امكنة واحياء فالسلط لم تنشأ مع المدرسة التي اصبحنا نعود اليها كلما اردنا الحديث عن التعليم ولا مع الافواج المحترمة والوازنة من رجالاتها الذين يشغلون الفضاء العام بل انها كانت احدى اهم الحواضر الرابضة على الكتف الشرقي لحفرة الانهدام التي كانت ولا تزال مطمعا للصهيونية كما كانت هدفا من أهداف العبرانيين الذين رأوا ان جلعاد هدفا لا يمكن التخلي عنه.

بالامس امضيت وقتا طويلا في مجالسة نخبة من المهتمين في الشأن العام في حديث حول الانتخابات البرلمانية القادمة. وادهشتني ملاحظة احد الاخوة الذي قال "البلقاء في انتخابات هذا العام دائرة واحدة وستكون من الشارع إلى الشريعة اي من شارع الاردن الى نهر الاردن...." توقفت قليلا عند ما قاله الصديق وتعجبت بل وتساءلت في داخلي عن ما الذي كان يدور في ذهن من قام بتقسيم الدوائر الانتخابية بهذه الصورة..؟ ربما ان السؤال ساذجا لكني مقتنع بمشروعية السؤال..

وأعود لأغنية المبدع عمر العبداللات "على طريق السلط يا ما مشينا.. وان تعبت الرجلين نمشي ع ايدينا ...لا حارة ولا أكراد سلطية ولا جبل ولا واد سلطية".

تحية لعمر ورويزق واهلنا في السلط منبع كل ما يبعث على الاعتزاز..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :