facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




إيران .. دور أم عبث؟


محمد حسن التل
20-01-2024 06:06 PM

إستطاعت إيران خلال العقدين الأخيرين وربما من قبل أن تجد لها في المنطقة وبالذات في العديد من الدول العربية موطئ قدم لتمكنها من إيجاد أذرع لها متقدمة في هذه الدول، لتؤثر في قرارتها مثل حزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق والحوثيون في اليمن، كما ثبتت وجودها في سوريا، وجاء هذا التكتيك الإيراني بعد فشل الدولة الإيرانية بأن تجعل مبدأ تصدير الثورة الشعار الذي أطلقه الخميني عند وصوله للحكم هناك إلى الدول العربية أمرًا واقعا حيث وجدت صدا كبيرا ليس من الأنظمة السياسية فقط، بل من الشعوب العربية التي وجدت بهذا الشعار تمهيدًا لتشييع المنطقة تحت شعار الثورية وخلاص الشعوب، فاضطرت ايران كما أشرت إلى تغيير تكتيكها ولجأت إلى خلق نوع من الامتداد لها في المنطقة لتكون لاعبا أساسيا في مصيرها، وقد نجحت إلى حد كبير في هذا التكتيك وأصبحت لاعبا مؤثرا في القرارات، وربما يرى البعض من خلال نظرة تحليلية مجردة أن إيران بفعلها هذا مارست ما تمارسه كل الدول عبر التاريخ السياسي للعالم بأن يكون لها اذرع فاعلة خارج حدودها تحقيقا لمصالحها ولتمكينها من أن تكون فاعلة على الساحة الدولية قدر الإمكان، خصوصا في منطقتنا دائمة التغير وتمور بالأحداث، وإيران تنظر وتترقب، والواقع القائم في المنطقة يشير أن إيران نجحت في هذا إلى حد كبير الأمر الذي جعلها لاعبًا في مصير المنطقة والنظر إليها كصاحبة مساحة كبيرة في صنع القرار فيها، وهذا ما يحدث بالفعل، والأحداث الأخيرة التي عصفت بالمنطقة بعد العدوان الإسرائيلي على غزة يثبت ذلك، فالعواصم الفاعلة في العالم تتجه إلى إيران سواء بشكل مباشر أو عبر وسيط طلبا لمساعدتها في تفكيك عقد الأزمة على اعتبار أنها صاحبة قرار في مساحة كبيرة بمحيط بؤرة الصراع وهي فلسطين، سواء على جبهة حزب الله أو الجبهة الحوثية، كذلك على الجانب العراقي من خلال الفصائل الشيعية التي تمكنت بدعم الفعل الإيراني.

وحتى على الجبهة السورية، مع الإدراك أن هذه الجبهة مصيرها بالكامل بات في يد الإيرانيين، وقد أظهرت الحرب على غزة وخلط الأوراق في المنطقة كم تمكنت طهران من السيطرة على القرار السوري وجعله بيدها بكامل التفاصيل.

إذن إيران اليوم لاعب أساسي في عملية رسم واقع جديد للمنطقة، حيث تسللت إلى مفاصل كثيرة فيها من خلال أذرعتها التي تتصرف تحت وصاية طهران، ولا يمكن لأحد أن يقتنع أن من يعمل في الجنوب اللبناني أو الشمال اليمني أو حتى في العراق وسوريا يخرج عن القرار الإيراني، وأن هؤلاء مستقلون بقرارهم وفعلهم ولو أن الأمر كذلك فماذا تستفيد إيران من كل هذا الدعم على كافة المستويات وفي كل المجالات؟

ربما يقول البعض إن الواقع الذي فرضته إيران في كثير من الدول العربية يعتبر نجاحا سياسيا كبيرا، وأنه دليل على عمق التفكير السياسي عند القيادة الإيرانية، وربما يصف فريق آخر أن إيران تريد من ورائه إحياء مشروعها الأساسي وهو تصدير الثورة بفكرها ومذهبها. كلا الأمرين يشيران أن إيران استفادت من عقد كثيرة في المنطقة وربما صراعات تسللت من خلالها لتأسيس قاعدة لمشروعها تتكئ عليها عندما تحين الساعة، وقد ظهرت اليوم كلاعب أساسي بنظر عواصم غربية وعربية لا يمكن تجاهله أو تجاوزه، ولا بد من الحديث معه في قضايا المنطقة، ومن هنا يأتي الحصاد الإيراني لكل ما زرع ، فإيران لديها قضايا كثيرة مع الغرب وبالذات مع الولايات المتحدة تريد أن تضغط من خلال أذرعتها في المنطقة لتكون الرابح في صراعها مع هؤلاء ، ولا تنكر لا هي ولا الولايات المتحدة ودول غربية أخرى بأن هناك اتصالات خلف الأبواب المغلقة لحل القضايا الإيرانية قبل كل شيء وهي خلال هذه المفاوضات والاتصالات تضغط على عصب هذا العواصم من خلال أتباعها في المنطقة، وتوجههم حسب ما تقتضي مصلحتها. فالقرار الإيراني بخصوص جبهة جنوب لبنان والإصرار بأن تكون بهذا الشكل المتفق عليه ولو بشكل غير مباشر بالالتزام بما يسمى قواعد الاشتباك هو مثلا ورقة تلوح بها طهران بوجه الولايات المتحدة في هذه الظرف المعقد ، والمهدد بالاشتعال والانفجار في أي لحظة، كما هو الحال على جبهة الحوثيين.
بالمجمل إيران دولة تبحث عن مصالحها وتحقيق أهدافها حتى ولو كان ذلك على حساب الآخرين وتحييد الشعارات وحتى على حساب أتباعها في المنطقة، وستخرج رابحة على المستوى الذاتي، وهي تستطيع أن تسوق هذا الموقف لكل الذين صدقوها ووقفوا خلفها و ليس لديها مشكلة مع شركاء المذهب، بل ربما تكون المشكلة مع من هم خارج المذهب الذين صدقوها بأنها تبحث عن مصالحهم!!
إيران لديها مشروعا في المنطقة العربية وتعمل على انجازه منذ عقود طويلة ولن تترد بالتضحية بأي حليف في سبيل هذ المشروع لكنها لن تستطيع تحقيق هذا المشروع لأنه لا يتوافق مع المسار التاريخي ولأنه يرتكز على تسويق مذهبي ترفضه شعوب المنطقة ..ولكنها ستظل تعبث في أرض العرب وجعلها ساحة حرب مع خصومها لتصفية حساباتها على طريق محاولة تحقيق احلامها .. وهذا ما حذر منه الملك عبد الله الثاني منذ سنوات حين تحدث عن خطورة القوس الشيعي في المنطقة بقيادة ايران.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :